Al Jazirah NewsPaper Monday  14/12/2009 G Issue 13591
الأثنين 27 ذو الحجة 1430   العدد  13591
وأشرقت شمس الرياض بعودتك يا سلطان
محمد راكد العنزي

 

كان موعداً جميلاً ترقبه الناس فالعيون شاخصة الأبصار تترقب خلف الشاشة الفضية منتظرة عودة الحبيب، مثلما كان الجميع يترقبون فيما مضى الأخبار الطيبة التي تطمئنهم بسلامته وموعد عودته، وفي يوم الجمعة الماضي الموافق 24-12 كان الجميع يتلهفون بشغف أن يروا ابتسامته البشوشة التي عرفت عن سلطان الخير، في يوم لن تنساه أبدا الأجيال تلك التي تعلقت بحب سلطان الذي عرفها وأعطاها المعاني السامية والصادقة في حب الخير وبذل العطاء ومساعدة المحتاجين وعون كل من يطرق بابه.

عندما وطأت قدماه أرض مطار الملك خالد بالرياض تزايدت نبضات القلوب في صدور المحبين، مثلما تزايد في كل يوم شغفها بسلطان القلوب، يوم الجمعة كانت الدموع تغالب الابتسامة، فالفرحة لاشك كبيرة، وكبيرة جداً لدرجه قد لا يتحملها قلب محب.

أهلا بك سلطان الخير ففي مرضك كان الجميع يلهث بالدعاء الخالص إلى وجه الله تعالى بأن يحفظك من كل سوء وأن يعيدك إلى وطنك وشعبك سليماً معافى، وفي مرضك لم تهنأ عين مواطن محب، فالجميع صغيراً وكبيراً يسأل عنك في الصحافة والإعلام، وفي التلفزيون والفضائيات يترقب الأخبار الطيبة، التي تفرحه وتثلج صدره بسلامة الأمير المحبوب الذي لم يكن يجعل موقعاً في مدينة أو محافظة أو قرية إلا وطالته يد الخير من سلطان، ذلك الأمير الذي طالما توسط في قضايا الدم، وأعاد البسمة والفرحة لقلب أم وأب في انقاذ رقبة ابنهم من حد السيف، دافعاً تكاليف التنازل من جيبه الخاص، وهو الذي طالما أنقذ روح مريض من خطر الموت بإرساله للعلاج في الخارج على نفقته الخاصة، فأعاد البسمة لأسرته وأبنائه بعودة كبيرهم إليهم سالماً معافى، وذلك الأمير الذي طالما دعم الجمعيات الخيرية والاجتماعية ودور الأيتام ومراكز الأبحاث لكي يمسح دمعة محتاج أو يزيل آهات مريض، وذلك الأمير الذي بنى أكبر مدينة في الشرق الأوسط للخدمات الإنسانية في مدينة الرياض لكي تكون عوناً للمعاقين وأصحاب العاهات وذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ذلك الأمير الذي طالما أرسل الطائرات لنقل المصابين والمرضى للعلاج على نفقته في المستشفيات التخصصية بالمملكة، وهو الذي أنشأ جمعية الأمير سلطان الخيرية لدعم ومساعدة المحتاجين والفقراء، وذلك هو الأمير الذي طالما افتخر به الوطن في شتى أنحاء العالم بحصوله على جوائز عالميه كأبرز الشخصيات في العالم التي سجلت لها بمداد من حبر في سجل التاريخ كأبرز محبي عمل الخير وأبرز داعم للأعمال الإنسانية.

فكيف يا سيدي سلطان يستطيع قلمي الصغير أن يعدد مكارمك الكبيرة، وكيف يا سيدي في عجالة يستطيع من أراد أن يوفي للتاريخ حقك وأن يكتب فيك ولو جلس الدهر أن يعدد مزاياك، فألف لا بأس يا سيدي، وجعل صبرك على مرضك وخيرك الذي بذلته في وطنك وفي شعبك وجهدك الذي أفنيت فيه عمرك لخدمة هذا الوطن الغالي في ميزان حسناتك، وشفاك الله من كل داء وألبسك لباس الصحة والعافية، وكل عام وسلطان الخير بألف خير.

محرر بجريدة الجزيرة بطريف



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد