لا يشعر بالفراغ إلا من أحس بأهمية من كان يملأه.. كما لا يشعر بالسعادة إلا من عشق مسببها..
وكم كان الفراغ يملأ مختلف الأصقاع، ثم كم كانت السعادة ترفرف على كل الأوضاع.. إنه السلطان الذي أحدث ذلك كلّه.
إن شخصية بحجم هذه الأهمية لا يمكن أن نحيط بآثارها وأبعادها سواء كانت حاضرة بين مواطنيها أو غائبة اضطراراً لا اختياراً.
وكم يحضر معك يومياً أناس وهم يغيبون عن وعيك وكم يغيب آخرون وهم حاضرون في حسك.
ليس من الغريب أن تختلط الابتسامات بالدموع لحضور سلطان الخير.. إنها ابتسامات الفرح والعودة ودموع السلامة والمعافاة.. كلها كانت أكفاً ضارعة إلى الله أن يعود خير سلطان سليماً معافى.. فاستجاب الله دعاء المخلصين.. لحاكمهم الأمين سلطان الحكمة والابتسامة والحنكة.
إن المقام ليس ذكراً لأنهار الخير التي تدفقت بين أياديه.. ولا لحقول البر التي أسسها لوطنه ومواطنيه، فتلك حكايات تحتاج إلى مجلدات.. إنه موقف حمدٍ لله وشكر عميق لمولاه أن منَّ عليه بنعمة الشفاء الذي كان أساسه رحمة الله وثمراته عاطفة سموه التي عالج بها قلوباً كانت تئن ألماً وجوعاً وآوى فيه نفوساً لا يعلم تعدادها إلا الله.. فكان شفاء سموه من شفائهم، ونعمة العافية من أعظم النعم التي أسبغها بمنِّ الله وفضله عليهم.
وكم كان للوفاء دروس أحياها فكر سلمان لعظمة سلطان.. إنها فعلاً ليست رحلة علاج لعارض صحي.. إنها دروس لعلاج عوارض خلل في وفائنا وحبنا وولائنا لقيادتنا ولوطننا ولأقاربنا وأحبابنا وبعضنا مع بعض.. إنها رحلة تنسج مقرراً أخلاقياً حياً نحتاج لمدارسته وتربيته في حس أجيالنا.
لا أراك الله مكروها.. وأدامك للسلامة والبذل رمزاً، فسلامتك لمعنى الخير والعطاء سلامة.
ولك من قصيم النماء وفيصلي المحبة والندى أجمل حب وأعظم احترام.. وأزكى تحية وسلام.
عميد شؤون الطلاب بجامعة القصيم