الكويت - الجزيرة - محمد الفيصل - عبدالله القاق
تبدأ اليوم القمة الخليجية الثلاثون التي تستضيفها الكويت بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست لبحث العديد من القضايا الخليجية والعربية والدولية والتحديات التي توجه الأمة العربية بشكل عام ومنطقة الخليج العربي، ما يجعل هذه القمة لها أهمية كبيرة نظراً لجدول الأعمال التي يزخر بالقضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
وقد عقد وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون اجتماعاً أمس في الكويت برئاسة الشيخ الدكتور محمد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية حيث ناقشوا جدول أعمال المؤتمر الخليجي، وأعدوا اللمسات الأخيرة على مشروع البيان الختامي وإعلان الكويت اللذين سيصدران عن هذه القمة وفي مقدمتها الشؤون الأمنية، والعملة الخليجية الموحدة، إضافة إلى مشروع الربط الكهربائي الخليجي الموحد الذي سيتم لأول مرة في تاريخ المنطقة.
وأكدت مصادر حكومية كويتية ل(الجزيرة) أن الملف الأمني الخليجي سيكون حاضراً بقوة في القمة، وهناك اتفاق على المزيد من الخطوات والإجراءات الجماعية الفاعلة للتصدي للإرهاب والحرب عليه. فضلاً عن أن جدول الأعمال يعتبر حافلاً بالعديد من القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية أبرزها الاستقرار الإقليمي في المنطقة في ضوء الأحداث الأخيرة بين السعودية وجماعة الحوثيين، الأمر الذي سيؤكد وقوف دول مجلس التعاون إلى جانب المملكة العربية السعودية ضد أي اعتداء على أراضيها.
مشاركة إيرانية
ونفى مصدر كويتي كبير ما تردد من إشاعات هنا من أن مسؤولين إيرانيين وربما السيد أحمدي نجاد الرئيس الإيراني سيحضر اجتماعات القمة وقال ل(الجزيرة): لا يوجد أي شيء حول هذا الموضوع على الرغم من أن العلاقات الكويتية - الإيرانية جيدة. غير أنه لم توجه أية دعوة للرئيس الإيراني لحضور هذه القمة.
وأكدت المصادر الرسمية الكويتية أن القضية الفلسطينية والممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس والانتهاكات ضد المسجد الأقصى المبارك، ورفض إسرائيل القرارات العربية والدولية للسلام فضلاً عن العلاقات مع إيران والتطورات الراهنة في العراق والمفاوضات مع الدول والمجموعات الإقليمية فيما يتعلق بمفاوضات التجارة الحرة ستكون ضمن الموضوعات التي ستطرح على جدول الزعماء.
كلمة الأمير في المؤتمر
قالت مصادر حكومية كويتية ل(الجزيرة): إن سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت سيلقي كلمة في هذا الاحتفال الكبير يؤكد أهمية مسيرة دعم مجلس التعاون في تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي والاجتماعي بين دوله وشعوبه، خاصة وأن الكويت لعبت دوراً كبيراً وبارزا عبر اتصالاتها الثنائية والجماعية لإنجاح هذه القمة التي تعقد في ظروف حساسة وحرجة.
هل تعود الإمارات للانضمام
للعملة الموحدة
وعلمت (الجزيرة) أن هناك رغبة خليجية في الطلب مجدداً من دولة الإمارات الانضمام إلى العملة الخليجية وهي التي أعلنت انسحابها منها مؤخراً إثر خلاف مع السعودية على أن تكون دولة المقر لذلك.. وكانت أربع دول خليجية هي السعودية والكويت والبحرين وقطر قد صادقت على العملة الخليجية الموحدة فيما أعلنت الإمارات المتحدة وسلطنة عمان عدم انضمامهما إلى العملة الخليجية بسبب ظروفهما الخاصة، حيث طلبتا منذ البداية أن لا تكونا ضمن العملة الموحدة.
أبوالحسن ل(الجزيرة)
هذا وأكد السيد محمد أبو الحسن رئيس اللجنة الإعلامية العليا للمؤتمر، المستشار في الديوان الأميري ل(الجزيرة) أن القمة الخليجية ستناقش ما تم إنجازه في إطار السوق الخليجية المشتركة التي بدأت انطلاقتها في الدوحة في ديسمبر. وقال: إن دول المجلس قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال وقد تم ترجمة هذه المسائل على أرض الواقع وأن الكويت تقوم بدور كبير في هذا الاتجاه لتطوير التعاون الخليجي ودفع مسيرة العمل المشترك إلى الأمام ليتكامل مع العمل العربي، خاصة بعد نجاح القمة الاقتصادية والتنموية في الكويت التي ترأسها صحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وحققت نجاحاً كبيراً يتعلق بحياة المواطنين العرب وهمومهم وطموحاتهم.
ملامح النجاح
من جهة أخرى قال المدير العام لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور توفيق خوجه ل(الجزيرة): إن قمة الكويت ظهرت عليها ملامح النجاح قبل بدئها. مبرراً ذلك بحكمة سمو الأمير وبُعد نظره للقضايا السياسية والاقتصادية والتنموية ولا سيما أن مجلس التعاون يسير بخطى قوية وثابتة لتعزيز الروابط ووضع ملامح النهضة وبناء العلاقات الناجحة بين الأعضاء.
وزير الخارجية ل(الجزيرة)
ووصف الشيخ الدكتور محمد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية هذه القمة بأنها قمة إنجاز وتحقيق الطموحات وقال ل(الجزيرة): إن الحكومة أنهت جميع الاستعدادات لاستضافة قادة دول مجلس التعاون معرباً عن الأمل في أن تحقق القمة طموحات وآمال الشعوب الخليجية.
وقال الشيخ محمد الصباح: إن ما أنجزه مجلس التعاون الخليجي خلال سنوات إنشائه أكثر، مما قامت به منظمات إقليمية أخرى ومنها جامعة الدول العربية نظراً لتجانس أفكارها وتوجهاتها المشتركة وعمليات توحيد البرامج والرؤى المستقبلية.
إنشاء برلمان خليجي
ويرى وزير الإعلام السابق الدكتور سعد بن طفلة أن القمة الخليجية تأتي في ظروف وتحديات استثنائية داعياً لإنشاء محكمة عدل خليجية تحل الخلافات الخليجية وإنشاء برلمان خليجي حتى ولو كان بطريقة التعيين، وضرورة تنسيق المواقف الخليجية في القضايا المختلفة بالمنطقة، مبيناً أن الكويت والبحرين لهما علاقات على مستوى السفراء مع العراق، وهناك دول ما زالت رافضة لمثل تلك العلاقات.
هذا وقد ارتدت الكويت أبهى حللها وتأهبت لاستقبال قادة مجلس التعاون الخليجي.