إن المحبة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم من النعم التي امتن الله بها على أهل هذه البلاد (المملكة العربية السعودية) تلك المحبة المتجذرة من زمن الآباء والأجداد، وذلك من بداية قيام الدولة السعودية الأولى على يد مؤسسها الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - وتتابع الحكام من أسرته المباركة في أدوارها الثلاثة إلى عصرنا الميمون الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظهم الله - نعم لم تزل تلك المحبة متوارثة عبر أجيال عقبتها أجيال، إذ لم تكن تلك المحبة وليدة اليوم، إنها محبة استقرت في شغاف القلوب تعجز العبارات عن وصفها، فهم يحبون ولاة الأمر وفي مقدمتهم قائد النهضة الحضارية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز محبة ظهرت وتجلت فيما يكتب ويقال بين الناس، وفي هذه الأيام فرح المواطنون بعودة ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأرض الوطن بعد رحلته العلاجية التي تكللت بالنجاح ولله الحمد والمنة، ولقد كان الناس يتمنون عودته من حين رحيله وها هو الآن بين أهله وأبنائه المواطنين، ذلك السرور الذي بدا واضحاً على قسمات الوجوه وما تنطق به ألسنتهم دليل واضح على رسوخ تلك المحبة. فالناس إذا أحبوا أحداً فإنما يحبونه لأعماله الخيرة وأياديه البيضاء، والأمير سلطان - حفظه الله - أمير له حضوره في مجال الأعمال الخيرية التي عرفها الناس، فكم فرج من كربة، وكم نفس عن معسر، وكم فك من ضائقة، وكم أفرح من محزون، وكم عمر من مسجد، وكم أقام من مشاريع ينتفع بها الناس، شاهد على ذلك مدينة سلطان للخدمات الإنسانية شمال مدينة الرياض والتي تقدم الشيء الكثير لأبناء الوطن والمقيمين فيه، ألا ترى أنه حقيقُ على الموطنين أن يحبوه ويفرحوا بعودته، إن المشاعر التي غمرت الناس بهذه المناسبة لا يفي أن يُكتب فيها عدة أسطر ولكن هي كلمة ترحيب أحببتُ الإدلاء بها.. فحياك الله أبا خالد سلطان الخير، حللت أهلاً ووطئت سهلاً، وأسأل الله لسموكم الكريم سعادة الدارين وأن يمد في عمركم على طاعته، وحفظ الله ولاة أمرنا قادة البلاد وجعلهم مباركين أينما كانوا ونفع بهم الإسلام والمسلمين ونصر بهم دينه وأعلى الله بهم كلمته آمين.
خطيب جامع بلدة الداخلة في سدير
omar - 22@maktoob.com