أحد أبنائي الطلاب الذي أصبح في كلية الطب ومن النابغين فيها.. اتصل بي وقال لي وبكل ألم وحرقة: أوصل صوت جيلنا إلى من يهمه أمرنا؟.. واستطرد قائلا: إن جيلنا الذي لم يرأحد فيه أمجاد الأهلي التي تقولون عنها في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات الهجرية والتي طالما سمعنا عنها الكثير والكثير.. هذا الجيل لم يهنأ ولو بموسم واحد يحقق فيه الأهلي شيئا يذكر.. مثل بطولات رباعية أو ثلاثية وخاصة بطولتي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وبطولة الدوري العام الذي حققته الأجيال السابقة ثلاث مرات..
** واستطرد قائلا: حتى يا أستاذي لو سألني أحد - لا يعرفني - عن ميولي الرياضية أقول له: أشجع المنتخب فقط.. أو أشجع الهلال أو الشباب.. وأستحيي والله أن أقول بأني من مشجعي الأهلي.. نعم أستحيي وأخجل فواقعه سيئ ولا يبيض وجه أحد.. لا بطولات ولا جولات ولا كؤوس ولا دروع.. ولا حضور مؤثر لفريق القدم على كافة الأصعدة.. بل هو فريق أصبح باردا كبرودة الموتى في ثلاجات المستشفى الجامعي.. فسنة الحياة تجعل الأحياء يهمشون الموتى وينسونهم.. وفريقنا ليس ميتا فننساه وليس حيا فنحيا معه.
** ها أنا يا ابني الغالي وطالبي النجيب (بدر) أختصر ما قلته.. وأنقل ما طلبت وصوله لوالد الأهلاويين سمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز.. والذي يبني جيلا سوف يسر أبناء جيلك إن شاء الله.. وأعلم أنك وجيلك تواقون لبطولات آنية.. وهذا من حقكم مثلكم مثل جماهير الأندية الكبيرة.. وبإذن الله هي قادمة.. متى انفتح الأهلاويون على كل الأهلاويين (بحذر).. وأصبحوا قوة حاضرة في كل محفل.. ويستقطبون من عنده القدرة على البرمجة اللغوية العصبية ليكون خير معد لأفراد الفريق.. مع وجود عالم دين متمكن لإعطاء اللاعبين جرعات إيمانية قوية ويدخل التآلف بين نفوسهم.. إضافة إلى استقطاب لاعبين محليين على مستوى مؤثر.
** ولعلك أنت وجماهير الأهلاوي قد علمتم بتبرع سمو الأمير خالد بن عبدالله بمبلغ مالي كبير تحت تصرف إدارة النادي للتنقلات الشتوية.. فأبو فيصل يمد هذه الإدارة بكل دعم وعون.. وفي رأيي أنها محل ثقة خاصة بوجود الأمير فهد بن خالد والأستاذ عبدالعزيز العنقري.. وبإذن الله ستفرحون في القريب العاجل.. وناديكم يا (بدر) في أيد أمينة.. حتى ولو كانت الأيام تمضي.. ففي الأخير لا يصح إلا الصحيح.. فاصبروا إن الله مع الصابرين.. والمستقبل بإذن الله لجيلكم ليمتع النفس بأهلي مختلف أكثر إمتاعا من فرق الرعب في الثمانينيات والتسعينيات.. وبالله التوفيق!!
نبضات!!
- يخطئ الأهلاويون كثيرا لو فكروا مجرد التفكير في الاستغناء عن المهاجم الأرجنتيني الموهوب تيليدو.. مع ضرورة التعاقد مع قلب دفاع إلى جانب وليد عبدربه أو محمد عيد مع بقاء العماني أحمد كانو (لعدم وجود البديل الآسيوي) الأفضل.. ويكون التغيير في سبستيان لرغبته والمدافع الذي تم إلغاء عقده.. وليت يستشار الكابتن خالد بدرة وليكونا المدافع وصانع اللعب من تونس!!
* إذا دخل الأهلي البطولة الآسيوية بدون مدافع محنك وصاحب خبرة وبنية جسمية متميزة.. فعليهم نسيان البطولة.. فالدفاع بالمحليين غير مقنع ما عدا محمد عيد رغم أخطائه!!
- جماهير الهلال الكبيرة والرائعة ألغت في مباراة فريقها مع الاتحاد (شغل الطقاقات).. فكان تشجيعها مرعبا وقويا وحضاريا.. والهلال وجماهيره الهادرة.. تهدي للأوساط الرياضية حضارات من الرقي والتمتع والمتعة والرعب!!
- كان بإمكان لاعبي الزعيم زيادة الغلة في المرمى الاتحادي.. ولكنهم يعتبرون أنفسهم أعظم مما الآخرين عليه.. فاكتفوا بالخمسة.. وهذا ديدن العظماء.. ونحن نوافقهم عليه.. رغم وجود ضربتي جزاء صحيحتين لم يحتسبهما الحكم للهلال!!
- ما زال الهلاليون يقدمون دروسا رائعة في لغة التواضع في حالة الفوز.. فلا غلو ولا مبالغات ولا عنتريات وسقطات وإسقاطات.. بل يعطون خصمهم حقه.. ويتركون لمن لا يفهم حضارة الرياضة أن يبقوا في حلم طويل وثقيل ومشوش!!
- لم يكن الاتحاد سيئا.. والنتيجة الكبيرة ليست بكل تأكيد مقياسا لفارق المستوى.. ويجب على الهلاليين نسيان المباراة بكل إيجابياتها وسلبياتها.. والتركيز التام على المباريات القادمة!!
- عادة وبعد النتائج الكبيرة يصيب الفرق الفائزة نوع من الاسترخاء ولا أقول التراخي.. هذا الاسترخاء هو الذي سيسبب مشاكل حقيقية للهلال في مبارياته القادمة.. قد ينتج عنها هدر نقطي يكون مرا وعلقما في نهاية دور ي زين!!
- عاد اللاعب الكبير ياسر القحطاني لاسترداد خطورته وعنفوانه.. وكان من أهم أسباب الفوز الكبير.. بل ومن نجوم اللقاء.. ورائع يا أبا سعيد!!
- حظي طلب الأهلاويين بعزل لاعبهم السابق محمد عبدالجواد عن التواجد في الاستديو للمباريات التي يكون الأهلي طرفا فيها.. بموافقة قنوات الجزيرة.. كما حظي بارتياح كبير وجارف من الأوساط الأهلاوية بمختلف أطيافها!!
خاتمة مقننة:
عن حذيفة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة نمام) وقوله صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة قتات) متفق عليه.
قال صاحب اللؤلؤ: قتات (من قت الحديث يقته قتاً والرجل قتات أي نمام وقال ابن الأعرابي: (هو الذى يسمع الحديث وينقله).. وقال أبو عبدالله: حسبنا الله ونعم الوكيل.
