لا أعرف أحداً في بلادنا اشتهر باسم (الوزير) مثل معالي الوزير الشيخ عبدالله السليمان الحمدان أول وزير للمالية في المملكة وأحد أقرب الرجال للمؤسس الملك عبدالعزيز، فقد كانت وزارة المالية في مرحلة التأسيس مرتبطا بهذا أغلب أعمال الدولة.

ولشهرة الشيخ السليمان باسم (الوزير) فإن هناك أحد الشوارع الكبيرة بمدينة الرياض كان يسمى (شارع الوزير) ولا زال البعض يسميه بذلك والمقصود بالوزير عبدالله السليمان.

*هذا الرجل من الذين أسهموا في بناء المملكة العربية السعودية وشاركوا في منظومة التنمية في هذا البلد ووضع أسسها، وكان المؤسس -رحمه الله- يثق به ويعتمد عليه بعد الله لما رأى فيه من حنكة قيادة وإتقان فضلاً عن إدارة وإرادة وبعد النظر، وحسن التدبير، وقد جعله الملك عبدالعزيز آنذاك الأمين على موارد الحكومة -على قلتها- فكان الحفيظ العليم.

*وللراحل الوزير إلى جانب إسهاماته الرسمية العظيمة أعماله الريادية الخيرية والوطنية، وفي مقدمتها تبرعه الكبير لجامعة الملك عبدالعزيز عند الإعلان عن تأسيسها، وكان تبرعه أكبر داعم لقيام الجامعة بل هو الذي أسرع بافتتاحها عندما تبرع بإيجاد مقر لها، وفي القصيم وفي مسقط رأسه (عنيزة) كانت له أعمال مشهودة -جعلها الله في موازين حسناته - فقد كان أول من أوصل المياه الحلوة إلى منازل عنيزة على حسابه الخاص قبل ما يزيد على نصف قرن، وإنشاء مكتبة علمية كبيرة فيها، فضلاً عن إسهامه في تنميتها الزراعية عندما أنشأ أكبر مزارع فيها (مزارع الزغيبية) بمياهها المتدفقة وبإنتاجها الزراعي الكبير والمتنوع.

ولقد وفَّى له هذا الوطن وأبناء المؤسس الملك عبدالعزيز تقديراً لما قدمه للوطن، ولكونه كان اليد اليمنى للملك عبدالعزيز رحمهم الله جمعياً.

*ويتواصل الوفاء بتكريم محافظة عنيزة لهذا الرائد الراحل حيث يقيم أهالي عنيزة حفلاً تكريمياً يرعاه سمو أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وبحضور سمو نائبه الأمير د. فيصل بن مشعل بن سعود وهذا الاحتفاء له تميزه وفرادته فهو يأتي: أولاً: من المحافظة التي وُلد فيها المكرم الشيخ عبدالله السليمان ونشأ وتعلم فيها. وثانياً: أنه رد لبعض الجميل الذي قدمه الشيخ السليمان -رحمه الله- لوطنه عامة ولمسقط رأسه.

وثالثها: أنه تكريم أهلي برعاية أمير المنطقة، وقد واصل أبناؤه وفاءهم وخدمتهم لعنيزة.رحم الله الرائد الوزير الشيخ عبدالله السليمان الذي واجه مع مؤسس هذا الوطن التحديات الكبرى عند بدايات التنمية في بلادنا حتى وضع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أسس بناء الدولة ونمائها وانطلاقتها الحضارية والاقتصادية والتعليمية بعد أن وفقه الله لضم شمل هذا الوطن وتوحيده تحت اسم المملكة العربية السعودية.