للكاتب الكويتي وليد الرجيب صدرت روايته (اليوم التالي لأمس) من أجواء الرواية هذا المقطع:
كان داخله ممتلئاً دون ضجة، كامتلاء المكان بعبق عطر ساحر، كان يعيش فتنة بوجوده وبشعوره، مفتون بحالة الانتشاء والتسامي، كان يشعر انه قادر على كل شيء، قادر على الطيران والتحليق إلى القمر الذي يطل من نافذته، قادر على فتح طروادات الدنيا، قادر على السير في دروب الاسكندروهانيبال وماركوبولو مجتمعين، كان يعيش معجزة.
ما المعجزة؟ المعجزة أن يختارك الكون لحدث لم يخطر حتى بأحلامك، أن تستيقظ دون أن تعلم ان القدر يخبئ لك شيئا بسيطا لكنه جبار في قوته وتأثيره، كلما فسرته اضمحلت قوته وتلاشى تأثيره.
ومع ذلك فهو مألوف، وكأنه ساكن في أعماق العقل الباطن، أو كأنه ذكرى حدثت في حياة سابقة ولم تكتمل، وترغب بالاكتمال، مثل فصول الرواية يشبعها ما يليها، تكمل بعضها.
كان يشعر بنشاط وطاقة وقشعريرة لذيذة، كمن يجلس أمام موقد جمر في ليلة باردة، وكان في نفس الوقت يشعر بهدوء وسكون.