منذ أن عرفت أستاذنا الدكتور محمد الربيع، وأنا أزداد إعجاباً به واحتراماً له؛ لعلمه وخلقه وتواضعه؛ فهو رجل الوطن بكل صدق وأمانة، نجده اليوم في الرياض وغداً في تبوك، كما نجده في جازان والأحساء في محاضرة أو ندوة أو لقاء فكري أو ثقافي أو أدبي أو مناقشة رسالة علمية أو سوى ذلك؛ فكل شبر من أرض الوطن الكبير يعني لمحمد الربيع الكثير والكثير جداً. عرفته أستاذاً جامعياً بكل ما تعنيه العبارة من معنى، وعرفته مسؤولاً مخلصاً أميناً على ما أوكل إليه من مسؤوليات، شغل عدداً من المناصب، منها وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ورأس مجلسها العلمي، كما شغل منصب رئيس نادي الرياض الأدبي؛ فما غيّرته المناصب، ولا زادته إلا تواضعاً وحباً للعمل وإيماناً بحجم المسؤولية وحرصاً على أداء الأمانة، وكان أهلاً لكل تلك المناصب وغيرها.
تشرفت أكثر من مرة بالمشاركة معه في مناقشة بعض الرسائل العلمية لطلبة الدكتوراه في تخصص الأدب والنقد، ويعلم الله أنني كنت كلما جمعتني به مثل تلك المناسبات العلمية أشعر بالرهبة والحياء وأنا أجلس بجانبه؛ فهو علم كبير وأستاذ قدير، وكم استفدت من ملاحظاته ونقده وتعليلاته ربما أكثر مما يستفيد الطالب، والأهم من هذا وذاك أنه يعطي ملاحظاته على الرسالة ويعرضها بأسلوب آسر لا صخب فيه ولا مكان لديه للغة الاستعلاء. شاركت معه في بعض اللجان وسعدت أنا وزملائي في تلك اللجان برئاسته لنا، كنا نجد منه الاحترام والتقدير والكرم؛ مما جعلنا نحب العمل معه بروح الفريق الواحد، هو لا يستأثر بالرأي وحده ولا يفرض رأيه علينا وإنما الأمر عنده شورى والنقاش يسير وفق أخلاقيات الحوار والمحصلة في النهاية الخروج بأفكار بناءة. إن هذا الرجل من الرجال القلائل الذين يعملون في الظل ولا يهمهم الظهور الإعلامي ولا استعراض المنجزات وإنما يترك النتائج تتكلم.
إنه محمد الربيع الإنسان خلقاً وعلماً زاده الله بسطة في العمر ورزقه الصحة وجعله ممن أحبه الله فحبب فيهم خلقه.
بقلم أ.د. ظافر بن عبدالله الشهري
أستاذ الدراسات العليا - كلية الآداب - جامعة الملك فيصل- عضو نادي الأحساء الأدبي