عندما تبادل المواطنون تهاني عيد الأضحى هذا العام ظهرت التهنئة بطابع متميز عن الأعوام والأعياد السابقة، وذلك لأنها ارتبطت بتهنئة بعضهم البعض بالعيد مقرونة بعودة سلطان الخير وفي معيته أخوه الوفي الأمير سلمان. وكلما قرب موعد عدوتهما - حفظهما الله - كلما انعكس ذلك في نفوسهم من تجدد للفرحة والشعور بالغبطة والسرور، وها هم الآن قد اكتملت فرحتهم بعودة سموه - حفظه الله - إلى أرض الوطن سالماً معافى ليكون بين شعبه وأبناء وطنه بحسه وكيانه، رغم أنه لم يغب عن ذاكرة الوطن والناس طيلة رحلته العلاجية، فهو موجود بينهم بفكره وعطائه ويده المبسوطة بالخير دائماً، فلم تشغله حالته الصحية عن أبناء شعبه ومحبيه، بل يجدونه في كل مناسبة وفي كل لحظة، وفي الوطن بمختلف حالاته وظروفه. وهذا ليس بمستغرب أمام الصفات والخصال الحميدة التي يمتلكها هذا الرجل الإنسان المتميز، فهو يتمتع بصفات القائد الفذ المحنك المحب للخير والعدل، كريم اليد، عفيف اللسان، صادق القول، قوي الشكيمة، صائب القرار، واضح الرؤية، تجده في مناسبات الخير سباقاً، وفي الأزمات صلباً حكيماً، كيف لا؟ وقد درس في مدرسة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وشغل مناصب الدولة وصناعة القرار منذ نعومة أظفاره، إذ عمل أميراً للرياض، ووزيراً للزراعة في أول مجلس وزراء شُكل، ووزيراً للمواصلات، ووزيراً للدفاع، فنائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وها هو يشغل الآن ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع. ويحق للشعب أن يحتفل بعودة سموه وأن تغمرهم السعادة ويعمهم السرور، لما له من فضل على هذه البلاد المباركة وأبنائها الأوفياء، فهو دوماً يتفقد متطلباتهم، ويتلمس احتياجاتهم، يؤازر المنكوب ويواسي المصاب، ويغيث الملهوف، يعالج المريض، ويساعد الفقير، وينصر المظلوم، ويأخذ بيد ذوي الظروف الخاصة. ويكفيه فخراً أنه أسس إحدى أكبر المؤسسات الخيرية، ولا يزال الناس يتذكرون كلماته المؤثرة عند تأسيس مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية حينما قال: (كل ما أملكه في المملكة من مبانٍ وأراضٍ وكل شيء عدا سكني الخاص هو مِلك لمؤسسة سلطان الخيرية). ولعل أصدق مقولة قيلت عنه - حفظه الله - وتغني عن كل مقال هي كلمة الأمير سلمان عندما قال: (إن الأمير سلطان بطبعه منذ خُلق وهو مؤسسة خيرية بذاته، وصاحب خير، ويسعى للخير، وكل مكان يكون فيه لا بد أن يكون له فيه عمل خير، فسلطان بحق هو مؤسسة خيرية قائمة بذاتها). ولهذا فلا غرو أن يكون لسموه وجوده اليومي في دعم الجمعيات الخيرية بكافة أنواعها ومختلف مواقعها، وتأمين العلاج لمن يحتاجه أو إرسال طائرات الإخلاء الطبي لنقل المرضى والمصابين للمستشفيات والمراكز الطبية المتقدمة سواء داخل البلاد أو خارجها، وهذا الجانب الإنساني يرافقه حضور رسمي من خلال مشاركته الفعالة في رسم سياسة الدولة، أو من خلال إشرافه على الأجهزة المرتبطة بسموه وأدائه الأعمال والمهام المناطة به، وترؤسه للجان المهمة والتي أبرزها اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري وغيرها.
وفي الحقيقة، فإنه يصعب في عجالة كهذه وصف مشاعر المواطنين بعودة سموه ومرافقه الأمير سلمان، الذي يدين له أبناء هذا الوطن كافة تضحيته بوقته، وتحمله البعد عن الأهل والوطن ليبقى لصيقاً بسمو الأمير سلطان يتجاوب مع احتياجاته، ويشاركه أحاسيسه، ويحرص على تحقيق الرعاية الطبية الكاملة لسموه.
الجميع يرحب بعودة سلطان الخير لأرض الخير، وتلهج الألسنة بالشكر والحمد لله جلّ وعلا الذي أنعم علينا بعودة سموه بكامل صحته ليمارس دوره في بناء هذا الوطن وحمايته مستنيراً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وقد شد عضده بأخيه الأمير نايف النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. أمدَّ الله في عمر الجميع وحفظهم من كل مكروه.
د. أحمد بن محمد السالم - وكيل وزارة الداخلية