Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/12/2009 G Issue 13590
الأحد 26 ذو الحجة 1430   العدد  13590
أصحاب السفسطة والتقهقر والتهويمات..!!
رمضان جريدي العنزي

 

دأب البعض من عديمي الموهبة والخيال والمسؤولية على إشاعة السفسطة والتقهقر والتهويمات وترويج أفكار عقيمة تفوح منها رائحة الدبق، إن هؤلاء البعض لهم رؤى ضيقة، وانسياب في المغازي، وجفاف في الحناجر، وتيبس في الشفاه، وإصرار على حشو المجتمع المتلقي بمصطلحات (هجينة) غير مترابطة وغامضة وتفتقر إلى أدنى مدلول شيق أو مغزى ذي معنى، لا لشيء إلا لتشتيت ذهن المجتمع الحاضن ولإضفاء بعض الوجاهة المعرفية على (ذواتهم) اعتقاداً منهم أن الحذلقة تدل على (العبقرية) أو علو الكعب، كل هذا يحدث بطريقة استعراضية لا تنم إلا عن جهل فاضح بمقتضيات العمل التنويري والتثقيفي، متناسين أن إيصال المفاهيم الجدلية والأحكام النقدية بطريقه مشذبة وأمينة وناضجة ونظيفة وبسيطة ومقنعة إلى عقلية المتلقي بعيداً عن السوداوية والتعتيم يجب أن يعمل به ويسوغ له..

إن الرطانة المفتعلة والحذلقات الفارغة والزعيق الحاد ومحاولة إبراز العضلات والانفعالات الشرسة ما هي إلا أدوات جنوح نحو الضبابية والغبش الرمادي واللا جدوى.. إن الحفر في السراديب وقت الليالي المعتمة أجزم يقيناً أنها تتطابق بالتمام والكمال مع طريقة ذلكم البعض المعني كونهم يفتقرون إلى أدنى مدلول أو معنى أو فكرة قد توصل أفراد المجتمع إلى شواطئ الراحة والاستجمام.

إن الهلوسات التي ينطقون بها والتهويمات لا تدل إلا عن جهل مطبق بأصول توصيل المعلومة وإشاعة المعرفة وإشعال الضوء وإيقاد القناديل والشموع، واستهانة صارخة وفجة بعقلية المتابع والمتلقي.. إن استسهال الطرح وفجاجة الرأي وترويج الفذلكة تدل على أزمة حقيقية في الفكر والتفكير والمنطق وآلية التوصيل، وتصبح أشبه بتعاويذ استحضار الأرواح والجن، أو مثل طلاسم عويصة وحجب ورموز غامضة لا تدعو إلا إلى التجشؤ والغثيان والمغص المخيف..

إن الإصرار العجيب والتعنت المرير والتقعر والتهويمات التي لا تجلب إلا البؤس والانحدار والتردي والانكسار والنكوص أشياء لا طائل منها، ويجب أن نطحنها دقيقاً ونعرضها للرياح لتذروها حتى لا نصاب بالفجيعة والخذلان. إن مشكلة هؤلاء البعض أصحاب فكر التهييج وفن التهويمات والسفسطة أنهم يلجؤون دائماً إلى ابتكار طرق مختلفة وجديدة وفق بهرجة سينمائية لكنها بلا ذكاء مفرط ولا عقل نير ولا بصيرة مشعة، لكنها تتمخض عن أشياء لها شكل الخراب ولها رائحة تتطابق مع رائحة الشواء المحترق وتشبهه، أن هؤلاء العبثيون يحاولون السير في ظلمه دروبهم العسيرة حتى يتحول هذا الظلام الذي يتغشاهم إلى مرض يهاجمنا بلا هوادة، لكن علينا ألا نمنحهم الفرصة والوقت والميعاد لكي يطفؤوا مصابيحنا الخالدة وشموعنا الجميلة.

****



ramadanalanezi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد