لأن الوفاء والولاء شيمة مميزة لهذا الشعب الذي ظل يلتف حول قيادته منذ عهد القائد المؤسس والباني الموحد الملك عبدالعزيز - رحمه الله- وحتى هذا العهد الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لذا ليس من المستغرب بأن يعبر أبناء هذا الشعب الوفي صغيرهم وكبيرهم من طلاب وطالبات عن فرحتهم الغامرة بعودة الأمير سلطان الخير إلى أرض الخير، الأسلوب الذي دأب أمير الخير على إتباعه في التعامل مع أبناء الوطن.

ومن هنا نهنئ الشعب السعودي الكريم وحكومة خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة بعودة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن.

إن الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز لهو حديث ذو شجون. فحفظ الله سموه من كل سوء ومكروه، وأمد الله في عمره على طاعته، فكم جادت يمينه بالصدقات، وكم أعتقت من رقاب إكراماً لسموه ولمساعيه النبيلة.. وبناء المساجد وتشييد المنازل للأيتام والأرامل وإدخال السرور على قلوب الكثير من الضعفاء والمساكين. وكان -رعاه الله- سبباً في شفاء الكثير من المرضى والمقعدين -بفضل الله- من خلال أوامره وكذلك تكفله بعلاجهم في أرقى المراكز الطبية داخل المملكة وخارجها.

وعلى الصعيد المعرفي فقد كان خير داعم ومؤسس للحركة التعليمية والطبية، حيث أسس المؤسسات العلمية والبحوث العلمية والطبية وبرنامج سلطان بن عبد العزيز للتربية وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للدراسات العربية والإسلامية والذي يدعم مركز دراسات الشرق الأوسط الذي أنشئ عام 1997م حيث احتل المركز الأول من نوعه في الولايات المتحدة الأمريكية. ومنح علمية تم بموجبها إنشاء (مركز مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز للدراسات العربية والإسلامية) وتشمل برنامج الأساتذة الزائرين وبرنامج زيارة العلماء وطلاب الدراسات العليا وبرنامج البحوث والندوات والمحاضرات العلمية. كما أن هناك برنامجاً مماثلاً في جامعة بلونيا بإيطاليا يهدف إلى دعم البحوث والدراسات الإسلامية في مجال اللغة والتاريخ والاجتماع وغيرها من المجالات الأكاديمية.

ومن مشاريع المؤسسة العلمية تدشين وإصدار الموسوعة العربية العالمية والتي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والتي تقوم بإدارتها (مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع).

بل إن أياديه البيضاء تعدى حدود البشر وامتدت لتشمل الحيوانات والنباتات التي انقرضت أو التي كانت في طريقها للانقراض لولا الله ثم جهود المخلصين وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز حيث أنشئت المحميات المتعددة لتوطين هذه الكائنات في بيئاتها الطبيعية وإنمائها وحمايتها من أيدي العابثين، فتكاثرت هذه الكائنات في أعوام وجيزة مما سيؤدي إلى حفظ وتوازن الأنواع في هذه البلاد المباركة.

وأخيراً فإن الحديث عن سلطان الإنسان، وسلطان القائد والسياسي حديث يطول، وإن ما ذكر لهو إضاءات بسيطة على شخصية عظيمة ملكت قلوب الملايين من أبناء هذه البلاد.. فحفظ الله سموه رمزاً من رموز هذه البلاد وقائداً من قادتها الذين لا يمكن أن يتجاهله تاريخ المملكة العربية السعودية.