Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/12/2009 G Issue 13589
السبت 25 ذو الحجة 1430   العدد  13589
سجل حافل لسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز
د. فهد عبدالرحمن السويدان *

 

صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالمملكة العربية السعودية، يملك سجلاً حافلاً من الأعمال والإنجازات والمواقف الإنسانية، وبعودته ها نحن نفتح هذا السجل ونقرأ منه بعض ما يمكن أن يُكتب عن هذه الشخصية المبهرة:

رئيس الحرس الملكي السعودي من عام 1362هـ - 1366هـ

أمير منطقة الرياض من عام 1366هـ - 1373هـ

وزير الزراعة والمياه من عام 1373هـ - 1375هـ

وزير المواصلات من عام 1374هـ - 1380هـ

وزير الدفاع والطيران والمفتش العام من عام 1382هـ - حتى الآن

النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء من عام 1402هـ - 1426هـ

ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء 1426هـ - حتى الآن - وفقه الله -

ومن أعماله الخيرية:

لسموه سجل حافل بأعمال الخير في الداخل والخارج. وقد تم تحويلها إلى عمل مؤسسي تشرف عليه جهات خيرية متخصصة؛ تنظيماً لأعمالها وضماناً لاستمرارها، ومن أبرز تلك الجهات:

مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ولجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة.

أولاً: مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية:

مؤسسة غير ربحية، أنشأها وينفق عليها سموه منذ العام 1416هـ (1995م). وللمؤسسة عدد من الأهداف الإنسانية والاجتماعية، تتمثل في تقديم الرعاية الاجتماعية، والصحية، والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين. كما أن لها أنشطة بارزة في دعم الأبحاث العلمية في مجال الخدمات الإنسانية، والطبية، والعلوم التقنية، بالتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في العالم.

وتسعى المؤسسة لتحقيق أهدافها من خلال عدد من المشروعات والنشاطات، أبرزها:

1- مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية:

تعدُّ من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم؛ حيث تضم مركزاً متكاملاً للفحوص الطبية، والمخبرية، والإشعاعية، وغرفاً للعمليات الكبرى والصغرى، ومركزاً للتأهيل الطبي. كما يوجد في المدينة مركز لتنمية الطفل، والتدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين لديهم بعض الإعاقات البدنية واعتلالات النمو، والمشاكل الصحية المعقدة. وبلغت التكلفة الإنشائية لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية أكثر من مليار ريال سعودي.

2- برنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (مديونت) MeduNet:

يهدف البرنامج إلى تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي، ويقدم خدمات عديدة، منها: الطب الاتصالي، خدمات الاتصال المرئي والمؤتمرات متعددة الأطراف، أنظمة المعلومات الصحية المتكاملة، التعليم عن بُعد، تصميم وتجهيز الشبكات، تصميم وتطبيق الشبكات الافتراضية الآمنة.

3- مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم التقنية (سايتك) Scitech:

يهدف المركز إلى نشر مبادئ المعرفة، وابتكارات العلوم والتقنية، من خلال منهجية التعليم بالترفيه، والتعليم بالتجربة والمشاهدة، وتنمية حب الاستطلاع والاستكشاف لمختلف الأعمار. وبلغت تكلفته الإنشائية قرابة (270) مليون ريال سعودي. وقد أهدى سموه هذا المركز لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مدينة الظهران عام 1426هـ (2005م)؛ ليستفيد منه أبناء المملكة والخليج العربي.

4- مشروعات مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للإسكان:

تهدف المشروعات الخيرية للإسكان إلى بناء وتمليك الأسر المحتاجة مساكن عصرية نموذجية، وأُنجز منها أو قارب على الإنجاز حوالي (1550) وحدة سكنية موزعة على عدد من مناطق المملكة، وهي مؤثثة تأثيثاً كاملاً ومزودة بالخدمات اللازمة. ويضم كل مشروع سكني كافة خدمات البنية التحتية والمساندة. إضافة إلى المساجد، والمدارس، والمراكز الصحية، والاجتماعية، وبلغت تكاليف الوحدات السكنية المنجزة نحو (440) مليون ريال سعودي.

5- مشروعات خيرية أخرى:

لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية العديد من البرامج والأعمال الخيرية والبحوث العلمية التي نفذتها أو دعمتها، منها ما هو للجامعات والكليات الأهلية والجمعيات الخيرية أو للمستشفيات الخاصة والعامة، أو لتوفير بعض متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة، إضافة إلى تعبيد الطرق، وحفر الآبار داخل المملكة وخارجها، وتشجيع الباحثين والمفكرين بطباعة مؤلفاتهم على نفقة المؤسسة، ودعم المؤتمرات والندوات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، والعديد من المشروعات الإنسانية الأخرى.

ثانياً: لجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة:

هدفت اللجنة إلى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية طارئة؛ حيث بدأت في دولة النيجر عام 1998م بتوجيه من سموه الكريم باسم اللجنة الخاصة للإغاثة في النيجر، ثم ضمت إليها جمهورية مالي عام 1419هـ الموافق 1999م، وفي عام 1421هـ 2000م امتد عملها لتشاد وإثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى، وكانت اللجنة تقوم بتسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة، مثل الملاريا والعمى، كما أقامت العديد من المشروعات التنموية والاجتماعية والصحية، منها حفر الآبار، وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى.

أبرز الكراسي والبرامج العلمية

يدعم سموه ويرعى عدداً من الكراسي والبرامج والجوائز العلمية، منها:

* كرسي الأمير سلطان للتوعية الصحية وتدريب المعلمين باليونسكو، أُسس في مارس 2001م.

* كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في هندسة البيئة بقسم الهندسة المدنية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهو أول الكراسي والبرامج والجوائز العلمية في الجامعة.

* كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتقنية الاتصالات والمعلومات بجامعة الملك سعود.

* كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبيئة والحياة الفطرية بجامعة الملك سعود.

* كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة الملك سعود.

* كرسي جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه بجامعة الملك سعود.

* كرسي مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة الملك سعود.

* الكرسي العلمي للأقليات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.

* كرسي الأستاذية لأبحاث الطاقة والمياه بجامعة الأمير محمد بن فهد بالمنطقة الشرقية.

* برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات العربية والإسلامية بجامعة بركلي، كاليفورنيا، في الولايات المتحدة الأمريكية، ويهدف إلى تعليم اللغة العربية والشريعة الإسلامية، ودعم الباحثين الزائرين والخريجين وطلاب الدراسات العليا والمهتمين بدراسة الموضوعات التي تهم العالمين العربي والإسلامي, بما في ذلك اللغة والتاريخ وعلم الاجتماع وعلم الجنس البشري وغير ذلك من العلوم, كما يهدف البرنامج إلى التعريف بمبادئ الإسلام السمحة لتقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب.

* برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتعاون الأكاديمي والثقافي مع جامعة أكسفورد لتقديم المنح الدراسية للطلبة السعوديين لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مجال العلوم الإنسانية.

* برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في منظمة اليونسكو.

* برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتربية الخاصة بجامعة الخليج العربي في مملكة البحرين؛ لإعداد المختصين في مجال التربية الخاصة وتأهيلهم.

* مركز الأمير سلطان للنطق والسمع في مملكة البحرين، ويهدف إلى تأهيل ذوي الإعاقات السمعية.

* مركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم الإسلامية بجامعة بولونيا في إيطاليا، ويعنى هذا المركز بدراسة العلوم الإسلامية والتاريخ والفلسفة واللغة العربية واللغات الشرقية.

* مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود.

* جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه بجامعة الملك سعود.

دعم المشروعات العلمية والبحثية

امتداداً لإيمانه بأهمية البحث العلمي ودوره في خدمة الإنسانية يدعِّم سموه العديد من المشروعات العلمية والبحثية في الداخل والخارج، منها:

1- دعم جامعة الأمير سلطان الأهلية في الرياض.

2- دعم كلية دار الحكمة للبنات في جدة.

3- دعم مشروعات أبحاث الإعاقة ومراكز المعاقين.

4- دعم مراكز أبحاث وعلاج أمراض القلب.

5- دعم أبحاث الشيخوخة والخرف بجامعة الملك سعود بالرياض.

6- دعم صندوق الحياة الفطرية.

7- دعم مشروع إعداد أطلس الصور الفضائية للمملكة العربية السعودية.

8- تأسيس مركز الأمير سلطان الحضاري في حائل.

9- رعاية مشروع الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمحافظة على الصقور.

10- إنشاء مدارس روضة الأجيال في فلسطين.

11- دعم مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بمبلغ عشرة ملايين ريال سنوياً.

12- دعم جامعة الأمير فهد بن سلطان بمنطقة تبوك.

13- دعم جامعة الملك سعود بمبلغ (10) ملايين ريال سنوياً.

14- دعم المدرسة السعودية للأيتام في باكستان.

15- دعم المشروع الطبي (بكشجري) في باكستان.

16- دعم مركز معالجة الأمراض السرطانية في المغرب.

17- دعم جامعة الأزهر في مصر.

18- دعم مآوٍ للبنات في الفلبين.

19- دعم المركز الإسلامي في اليابان.

20- دعم المجلس الأعلى للمساجد في ألمانيا.

21- دعم المؤسسة الثقافية بجنيف.

22- دعم الهيئة العربية العليا في فلسطين.

23- دعم مشروع الموسوعة عن القضية في فلسطين.

24- دعم مركز سلطان لجراحة المناظير في كوسوفا.

25- دعم وتمويل برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للمنح البحثية والمتميزة بجامعة الملك سعود.

26- تمويل ودعم الجمعية السعودية للاقتصاد والجمعية السعودية للإعلام والاتصال بجامعة الملك سعود.

27- دعم الكراسي العلمية بجامعة الملك سعود بمبلغ (50) مليون ريال سعودي.

28- دعم عدد من الجمعيات والفعاليات العلمية بجامعات السعودية.

فإن المجتمع المسلم المتحضر يربي ليقيم أبناء بررة أوفياء كرماء يحملون مشعل التقدم والرقي ويمضون بها قدماً نحو مستقبل أفضل واعد يحدوهم في ذلك ما حباهم الله به من موهبة وذكاء عبقري.

وهؤلاء النفر من الناس يحق القول بأنهم بمثابة نماذج رائدة في المجال العلمي والخدمي والإبداعي والثقافي؛ حيث إن هؤلاء الرواد قد أعطوا المثل في العمل الجاد والإبداع المهني والتقدم العلمي، وليس هذا انكباباً على الذات بل عملاً جماعياً منسجماً مع أهداف المجتمع، متجانساً مع ثقافته، متوازناً مع غاياته ومقاصده السامية. ويمكننا القول - عن يقين - إن هؤلاء النفر حملوا أمانة تنمية المجتمع وتضييق مسافة التقدُّم بينه وبين مَنْ سبقونا في مضمار التقدُّم والنهوض بالمجتمع وتطوره. وحقيقة كل في مجال عمله قد حققوا قدراً كبيراً من النجاح الإنساني؛ لذا ينبغي على الجيل اللاحق أن يتعرف خطاهم وسيرهم وما وصلوا إليه وما هو باق؛ ليكملوا المسيرة تحت مظلة ثقافتنا وثوابتنا الملهمة لنا بالمضي قدماً للتعامل بالندّ مع شؤون العالم في مجالات أدائية تتوافق مع مصالحنا وغاياتنا وقيم وأخلاقيات مذهبيتنا وثقافتنا. هؤلاء النفر من الناس المخلصين الأوفياء هم الذين شاركوا بفكرهم وعملهم وخبرتهم بإحداث نقلة حضارية مشهودة في مؤسسات آلية الدولة العصرية الحديثة بما لها من قوى تنظيمية وإمكانات مادية وبشرية فاعلة ووحدة إرادة وغايات واضحة وعلاقات حسنة وطيبة على الصعيد الوطني و الإقليمي والدولي على السواء؛ لما لها من مكانة طيبة وحضور جيد مرموق ليس على الصعيد السياسي فحسب بل يتخطاه إلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والإنساني والثقافي، وأيضاً على صعيد وسائل الاتصال الجماهيري، وهذا هو مرتكز أساسي في علاقاتنا وسياساتنا الدؤوبة الخارجية التي لا تخضع لإملاءات أحد كائناً من كان، ولا يهمنا إلا الصالح المشترك والجوار تحت مظلة الثوابت والروابط والعلاقات التاريخية. وفي نظر النخبة المثقفة وجماعة العمل السياسي والإعلامي المهني؛ إن هؤلاء النفر من الناس العظماء نذكر منهم صاحب الكرم والجود الأمير سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، رمزاً للعطاء المتميز ونبراساً للانتماء الواثق بروحه الوثابة وفكره الطليعي الدافق المتجدد المستنير، وما له من معززات في حسن الإدارة والتنظيم وجودة التخطيط ودقة الرقابة، وذلك منذ تولي سموه قيادة العمل الدؤوب.

وهكذا كان عطاؤه غزيراً في كافة المجالات في سبيل رفعة بلدنا الغالي عشقاً لترابه، وحباً لشعبه، والدفع بإمكانات تطويره. وسوف يسجل التاريخ الوطني المشرق لسموه الكريم وإنجازاته مآثر حقبة عاشها وسيعشيها ونعيشها معه - بإذن الله - تمتلئ عزاً وفخراً وتقدماً ورقياً.. وستظل أعماله مطبوعة في ذاكرة الأجيال التي تعلمت ونالت ثمار التجربة والخبرة على يديه؛ فهم كانوا ينظرون إليه نظرة إجلال وتقدير واحترام لما تفرَّد به سموه من ثقافة وثقة غامرة وإخلاص في العمل ليس لها حدود. وهم يسيرون معه وحوله وعلى مقربة منه روحاً وجسداً يحدوهم الصدق والإخلاص؛ فهو الأب الحنون للجميع.

سائلين الله تعالى أن يسبغ عليه وعلينا جميعاً الصحة والعافية والسلامة من كل مكروه.. إنه سميع مجيب.

* كاتب وأستاذ أكاديمي وعضو التحكيم وعضو المصالحة


fahd-a-s@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد