Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/12/2009 G Issue 13589
السبت 25 ذو الحجة 1430   العدد  13589
(الجزيرة) تواصل رصد الجوانب المضيئة في مسيرة الخير لسمو ولي العهد
سلطان بن عبدالعزيز في خدمة القرآن الكريم وبيوت الله

 

بمناسبة العودة الميمونة لسمو ولي العهد -حفظه الله ورعاه- من رحلة العلاج نتحدث عبر هذا التقرير عن جانب من جوانب عمله الإسلامي العظيم؛ حيث إن لسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز دور مشهود في خدمة كتاب الله والحث على دراسته وحفظه والعمل به مثلما له دور في إعمار بيوت الله في داخل المملكة وفي مختلف بقاع الأرض، {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} (18) سورة التوبة.

وتعد جائزة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم واحدة من الجوائز التي تحفل بها المملكة لتشجيع حفظ كتاب الله، امتداداً لدورها في حمل الأمانة، وتبليغ الرسالة، وتأكيداً لمنهجها القائم على كتاب الله وسنة رسوله منذ أن توحدت على يد المؤسس الملك عبدالعزيز. وفي هذا الإطار، واستمراراً على هذا المنهج الفريد، ورغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى من الأجر والثواب، وإسهاماً في بناء الجندي المسلم، بادر سلطان بن عبدالعزيز إلى تخصيص جائزة كل سنتين لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره على مستوى الجيوش العربية والإسلامية منذ سنة 1422هـ.

تحظى الجائزة بإشراف الشؤون الدينية في وزارة الدفاع والطيران باهتمام من الأمير سلطان، ودأبت هذه الإدارة على الاهتمام بكتاب الله لما فيه من الأثر الكبير في صياغة حياة الفرد العسكري، وبنائه بشكل متكامل يوازي متطلباته المادية والعقيدة الروحية، وشجعت الشؤون الدينية منسوبي القوات المسلحة على الارتباط بكتاب الله، واتخذت التدابير التي من شأنها حفظه وتلاوته وتجويده، إذ درس في جميع الدورات التي تعقد في القوات المسلحة، وأوكلت المهمة إلى ضباط ومرشدين من ذوي الاختصاص والتأهيل.

لم تكن المسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم إلا دليلاً على الاهتمام البارز به، وكانت البداية من خلال إقامة مسابقة بين منسوبي القوات المسلحة عام 1394هـ، وفي كل عام تعقد فيه المسابقة يتم تطويرها حتى بلغ عدد المتسابقين الحائزين على الجائزة إلى العام 2005م أكثر من 1200 متسابق. وهكذا تطورت المسابقة حتى شملت القوات المسلحة في العالم الإسلامي بين العسكريين منهم، وذلك بدعم وتشجيع من الأمير سلطان، والتأكيد على سرعة البدء في المسابقة وإرسال الدعوات إلى قيادات القوات المسلحة في دول العالم العربي والإسلامي لترشيح خمسة مشاركين من كل دولة.

انطلقت المسابقة الدولية الأولى في نادي ضباط القوات المسلحة في الرياض عام 1421هـ، وتنافس فيها أكثر من 100 متسابق، على جوائز بأكثر من 650000 ريال. وقد سبق أن تحدث المفتي العام السعودي رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ عن المسابقة وقال: (وضع الأمير سلطان بن عبدالعزيز لهذه الجائزة ليس مستغرباً على من عُرف عنه البذل والخير والمساهمة في نشر دين الله والدعوة إليه، وخدمة كتاب الله في هذا البلد الكريم أمر ظاهر لا يحتاج إلى مزيد من بيان، وأعظم نعم الله علينا في هذه البلاد بعد نعمة الإسلام أن وفق ولاة أمرنا، حفظهم لتحكيم كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والتحاكم إليهما).

وأضاف: غير خاف على كل مسلم أن القرآن كتاب الله له مكانة عظيمة. يجب توقيره، واحترامه، والذود عنه، وتحليل حلاله، وتحريم حرامه، والعمل بمحكمه والإيمان بمتشابهه، فهو من أعظم نعم الله على أهل الإسلام، وجعل الله هذا الكتاب خاتماً للكتب السابقة، جامعاً لما فيها من الخير والصلاح مهيمناً عليها). وبين أن أهل القرآن العاملين به هم أهل الرفعة في الدنيا والآخرة، وإجلال حامله العامل به من إجلال الله، والقرآن شفيع لصاحبه يوم القيامة.

وعد آل الشيخ التنافس في حفظ القرآن الكريم وتعلم العلوم المتعلقة به من أعظم القربات إلى الله، وقال: (ما قام به الأمير سلطان من وضع جائزة لمسابقة حفظ القرآن الكريم الدولية للعسكريين غير مستغرب، على من عرف بالبذل في الخير، والمساهمة في نشر دين الله والدعوة إليه، وخدمة كتاب الله في هذا البلد الكريم أمر ظاهر لا يحتاج إلى مزيد بيان وأعظم نعم الله علينا).

كما تحدث وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن الجائزة قائلاً: (جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين، وتأتي رديفة لما سبقها من مسابقات دولية معبرة عن إدراك الأمير سلطان لهذه الرسالة المباركة التي تحملها السعودية في خدمة كتاب الله، ومن وفاء كريم للقطاع العسكري الذي لا يزال يمنحه دعمه ورعايته)، وأضاف: (دولية هذه الجائزة تعكس اهتمام الأمير سلطان بالعسكريين المسلمين، وتشجيعهم على الارتباط بكتاب الله بما يحفظ لهم انتماءهم لدينهم).

أهداف الجائزة

تهدف جائزة الأمير سلطان إلى تشجيع العسكريين من مختلف أقطار العالم الإسلامي على حفظ كتاب الله، وتدبر معانيه، وبناء الجندي المسلم بناء إيمانياً، يملأ قلبه بالطمأنينة، ويدفعه إلى العمل بإخلاص وثبات؛ وذلك بربطه بكتاب الله تعالى. وترمي الجائزة إلى إيجاد جو من التعاون بين العسكريين حول مائدة القرآن الكريم، وربطهم به، بالإضافة إلى إبراز شخصية القوات المسلحة السعودية، والصفات الإيمانية التي نشأت عليها، والإسهام في تأكيد دور المملكة في مجال خدمة كتاب الله وتشجيع حفظته.

وقد شاركت في المسابقة الثالثة للجائزة سبع عشرة دولة شملت المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ومملكة البحرين، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية مصر العربية، وسلطنة عمان، ودولة الكويت، والسنغال، وبنجلاديش، والمملكة المغربية، وكذلك دولة بروناي، ودار السلام، وجمهورية السودان، وماليزيا، والجمهورية العربية اليمنية، وجمهورية النيجر، وتشاد.

وللجائزة أربعة فروع تساعد على توسيع الفرص للفوز بها، إذ يتطلب الفرع الأول حفظ القرآن الكريم كاملاً، والفرع الثاني حفظ عشرين جزءاً من القرآن الكريم، والفرع الثالث حفظ عشرة أجزاء، بينما يتطلب الفرع الرابع حفظ خمسة أجزاء، خصص لكل فرع جوائز قيمة، وحافزة تتناسب مع جهود المتسابقين، وعظمة موضوع الجائزة وهو حفظ كتاب الله الكريم.

شروط المسابقة

أولاً: أن يكون المتسابق عسكرياً عاملاً في القوات المسلحة في بلده، وليس متقاعداً.

ثانياً: يلتزم المتسابق بالفرع المختار، ولا يجوز له أن يغير الفرع الذي اختاره في استمارة الترشيح، كما لا يجوز له الاعتذار عن المسابقة، إذا وصل إلى المملكة.

ثالثاً: التزام ارتداء اللباس العسكري أثناء إجراء المسابقة وفي المناسبات الرسمية.

رابعاً: يجب أن تكون جميع البيانات المدونة في استمارة الترشيح صحيحة، وفي حال ثبوت خلاف ذلك فللجنة المنظمة الحق في استبعاد المتسابق، وإلغاء نتيجته.

خامساً: إذا فاز المتسابق في أحد فروع المسابقة الأولى فلا يحق له الاشتراك في الفرع نفسه، ويحق له الاشتراك في فرع أعلى، وإذا لم يفز فيحق له الاشتراك في أي فرع.

سادساً: للدولة المشاركة في المسابقة أن ترشح متسابقاً واحداً فقط في كل فرع، بالإضافة إلى رئيس الوفد، ولا يشترط الاشتراك في جميع فروع المسابقة الأربعة.

سابعاً: يجب على المتسابق التزام نظام المسابقة وشروطها.

وقد كانت هناك كلمات معبرة عن الجائزة بمناسبة المسابقة الثالثة، كان أعمقها دلالة كلمة صاحب الجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، إذ جاء فيها: إخواني المشاركين في المسابقة، من رؤساء الوفود، ومتسابقين، ومنظمين للمسابقة، أرحب بكم إخوة أعزاء، وضيوفاً أجلاء، في بلدكم الثاني، منبع الرسالة، ومهبط الوحي، فأرحب بكم أجمل ترحيب، ولا يخفى عليكم أثر حفظ القرآن الكريم وتلاوته، في الجانب النفسي، والسكون الروحي، ففي تلاوة القرآن الكريم راحة للنفس، واطمئنان للروح، وتهذيب للنفوس، وتقوية للإيمان، وشحذ للعزائم، وتثبيت في المواقف. فطمأنينة النفس، وسكينة الروح ينتج منهما العمل الجاد، والعطاء المبدع، وهو ما يراد بمن انتسب إلى القطاع العسكري في أي أرض، وتحت أي سماء، فقد تولى أعظم رسالة، وأشرف غاية، ألا وهي: حماية الدين، والبلاد، والأرواح، والأموال، والأعراض. فمن سكنت روحه بسكينة القرآن الكريم، وتشربت معارفه بمبادئ التوجيه الإلهي، وتخلق بأخلاق القرآن الكريم كان هذا ظاهراً على سلوكياته. وفي الختام أشكر للدول المشاركة مشاركتها، وللجان المنظمة ما قدموه من ترتيب، وتنظيم لتظهر المسابقة بما يليق بمقام القرآن الكريم، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يتقبل منا ومنكم وأن يوفق إخواني المتسابقين للتنافس دائماً فيما ينفعهم، وينفع أمتهم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وقال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية- في كلمة عند افتتاح المسابقة: يطيب لي أن أرحب اليوم ترحيبي قبل عام مضى برجال القوات المسلحة من الدول العربية والإسلامية المتنافسين في حفظ كتب الله، وإن سعادتي في الترحيب بكم اليوم لمضاعفة، إذ ازداد عدد الحافظين للكتاب المبين، فأهلاً بحفظة القرآن، الضيوف الكرام في دولة منهجها الإسلام، ودستورها القرآن، ومليكها وشعبها في خدمة ضيوف الرحمن.

جمعية تحفيظ القرآن

لم تقتصر جهود الأمير سلطان في حفظ القرآن الكريم على المسابقة فحسب، إذ وافق على تأسيس جمعية الأمير سلطان الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وذلك بإشراف الشؤون الدينية في وزارة الدفاع والطيران، التي بدأت نشاطها في العام 1421هـ حيث تهدف إلى إتاحة الفرصة لأبناء منسوبي القوات المسلحة، وكل راغب في تعلم كتاب الله بكل يسر وسهولة.

كما تم افتتاح فروع لهذه الجمعية في مختلف المدن والقواعد العسكرية، ما زاد من عدد الحلقات والطلاب في الجمعية وفروعها التسع، وبعد أن كان عدد الحلقات عند إنشاء الجمعية 218 حلقة، ازدادت إلى 500 حلقة، وازداد عدد الطلاب والطالبات إلى أكثر من 1000 طالب وطالبة، يتولى تدريسهم أكثر من 500 معلم ومعلمة، ويتضاعف عدد الطلاب والحلقات في الجمعية من عام إلى آخر.

أهداف المسابقة:

* الإسهام في تأكيد دور المملكة في مجال خدمة كتاب الله الكريم وتشجيع حفظه.

* تشجيع العسكريين من مختلف أقطار العالم الإسلامي على العناية بكتاب الله الكريم.

* إيجاد جو من التعارف بين العسكريين حول مائدة القرآن الكريم وربطهم به.

* إبراز شخصية القوات المسلحة السعودية والصفات الإيمانية التي تتحلى بها.

فروع المسابقة:

* أن يكون المتسابق عسكرياً في القوات المسلحة وقد أمضى مدة لا تقل عن سنتين في الخدمة النظامية الفعلية.

* يلتزم المتسابق بالفرع المختار، ولا يحق له أن يغير الفرع الذي اختاره في استمارة الترشيح كما لا يحق له الاعتذار عن المسابقة إذا وصل إلى المملكة.

* أن يكون حفظه للأجزاء متسلسلاً سواء من أول المصحف أو من آخره.

* يجب أن تكون جميع البيانات المدونة في هذه الاستمارة صحيحة، وفي حالة ثبوت خلاف ذلك فللجنة المنظمة الحق في استبعاد المتسابق وإلغاء نتيجته.

* الالتزام بارتداء اللباس العسكري أثناء إجراء المسابقة وحضور المناسبات الرسمية.

* إذا كان المتسابق قد فاز في أحد فروع المسابقة في الأعوام الماضية فلا يحق له الاشتراك في نفس الفرع ويحق له الاشتراك في فرع أعلى منه.

* للدولة المشاركة في المسابقة أن ترشح متسابقاً واحداً فقط في كل فرع بالإضافة إلى رئيس الوفد مع إرفاق (4 صور) شخصية باللباس العسكري مقاس (4?6) لكل واحد منهم.

جوائز المسابقة:

الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم كاملاً

الجائزة الأولى: ستون ألف ريال.

الجائزة الثانيةخمسة وخمسون ألف ريال.

الجائزة الثالثة: خمسون ألف ريال.

الجائزة الرابعة: خمسة وأربعون ألف ريال.

الجائزة الخامسة: أربعون ألف ريال.

الفرع الثاني: حفظ عشرين جزءاً

الجائزة الأولى: أربعون ألف ريال.

الجائزة الثانية: ثمانية وثلاثون ألف ريال.

الجائزة الثالثة: خمسة وثلاثون ألف ريال.

الجائزة الرابعة: ثلاثة وثلاثون ألف ريال.

الجائزة الخامسة: ثلاثون ألف ريال.

الفرع الثالث: حفظ عشرة أجزاء

الجائزة الأولى: ثلاثون ألف ريال.

الجائزة الثانية: ثمانية وعشرون ألف ريال.

الجائزة الثالثة: خمسة وعشرون ألف ريال.

الجائزة الرابعة: ثلاثة وعشرون ألف ريال.

الجائزة الخامسة: عشرون ألف ريال.

الفرع الرابع: حفظ خمسة أجزاء

الجائزة الأولى: عشرون ألف ريال.

الجائزة الثانية: تسعة عشر ألف ريال.

الجائزة الثالثة: ثمانية عشر ألف ريال.

الجائزة الرابعة: سبعة عشر ألف ريال.

الجائزة الخامسة: ستة عشر ألف ريال.

العناية بالمساجد

المساجد هي بيوت الله على الأرض، لهذا قال سبحانه وتعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (18) سورة الجن.ووصف رب العالمين من يعمر المساجد بنية خالصة لوجهه الكريم بأنه من المؤمنين وذلك في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (18) سورة التوبة.

ومن هذا المنطلق سخرت المملكة كافة الجهود لإعمار بيوت الله في أرضها وفي كل بقعة على الأرض يعلو فيها صوت: (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

وقد تشرف سلطان بن عبدالعزيز برعاية المساجد العتيقة، وحرصاً منه على نكران الذات في العمل الخالص لله، اعتذر أن يحمل البرنامج اسمه، وأمر بتعديله إلى (البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة) لترعى هذا البرنامج جهات الاختصاص المتمثلة في مؤسسة التراث والعمران ووزارة الشؤون الإسلامية لما لهذا المشروع من صلة وثيقة بهاتين الجهتين.

هدف البرنامج

يهدف البرنامج إلى العناية بالمساجد ذات الخصوصية العمرانية المحلية في مناطق المملكة المختلفة والتي تحتاج إلى عناية فائقة، وإنقاذ سريع، وإعادة تهيئة المعطل منها، ويشمل نطاق العمل حصر المساجد المستهدفة، وضع خطة عملية لتوثيقها، وترميمها بالطريقة التي تضمن المحافظة على طابعها العمراني، على أن يتم العمل حسب الأولويات في الترميم، كما يشمل العمل وضع برنامج زمني، وميزانية تقديرية لترميم المساجد التي يتم حصرها، ولتأهيلها، وإعادة بناء بعضها، بالإضافة إلى وضع تصور حول إنشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج إليه المساجد مستقبلاً من صيانة.

خطة العمل

تقوم مؤسسة التراث بتنفيذ المهام المتعلقة بإنجاز هذا البرنامج مستفيدة مما تملكه من خبرات فنية، وطاقات وطنية متخصصة في هذا المجال، وذلك تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وقد تم تقسيم العمل في هذا البرنامج إلى المراحل الآتية:

حصر المساجد المستهدفة

تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتزويد مؤسسة التراث بمعلومات عن المساجد المستهدفة، وذلك من خلال ما يرد من فروع الوزارة في مناطق المملكة. وتقوم التراث باختيار المساجد ذات الخصوصية العمرانية المحلية. إضافة إلى قيام التراث باقتراح عدد من المساجد التي تتناسب مع معايير البرنامج، وتقوم بإرسالها إلى الوزارة لاعتمادها من قبلها، وضمها إلى قوائم المساجد المعتمدة التي سيشملها البرنامج.

التوثيق

تقوم مؤسسة التراث بعملية مسح شامل لتلك المساجد المعتمدة وفق المعلومات المتوافرة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وذلك حسب جدول زمني محدد، ويقوم بهذا العمل فريق من المتخصصين يعنى بالمسح الشامل لمدن المملكة وقراها. تكون مهمة الفريق مسح تلك المساجد، وتحديد مواقعها، وتسجيل كل المعلومات التي تتعلق بها، وتوثيق ذلك في استمارة للتسجيل خاصة بكل مسجد، تتضمن تسجيل الإحداثيات التي تقع عليها وحصرها وتصنيفها. ويشمل ذلك ما يأتي:

- تسجيل مقابلات حول تلك المساجد مع الملمين بمعلومات عنها، للتحدث عما مر عليها من تجديد وترميم وإضافة، وما يتعلق بالأوقاف التي يصرف من ريعها على تجديدها وعمارتها.

- توثيق المساجد فوتوغرافياً، ويشمل ذلك جميع العناصر المعمارية التفصيلية، ويقوم فريق البحث الميداني بأعمال التصوير الأولي للمساجد، بما يغطي جميع جوانبها، ويتم في مرحلة لاحقة إرسال مصورين متخصصين لتصوير المساجد التي يقع عليها الاختيار النهائي من جميع جوانبها؛ لتكون ضمن البرنامج. ويستفاد من الناتج في برنامج الأرشفة، وفيما يمكن إصداره من كتب، وما يقام من معارض عن البرنامج.

- الرفع المساحي، ويشمل كل عناصر المسجد، ويتضمن إعداد مساقط أفقية وقطاعات وواجهات خارجية وداخلية، والتفاصيل المعمارية الدقيقة.

- وصف الوضع الحالي لأجزاء المسجد من النواحي المعمارية والإنشائية.

- إعداد معلومات تاريخية عن المسجد.

- وضع أرشيف إلكتروني متكامل لجميع المعلومات والصور.

- وضع لوحات على المساجد المعتمدة التي تم توثيقها، لضمان عدم العبث بها وللتعريف بالعمل، وذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.وقد بدأ العمل في هذا البرنامج، وتم مسح عدد من المساجد المهمة في مختلف مناطق المملكة، وتم توثيقها وتصويرها، وإعداد تقارير مفصلة عن كل منها.

قاعدة البيانات

إنشاء قاعدة بيانات تضم جميع المعلومات والصور والرفع المساحي للمساجد التي يشملها البرنامج، ويتم تحديث المعلومات العامة والمساحية بشكل مستمر، وتسهم هذه القاعدة في التعريف بالبرنامج وأهميته.

الترميم

يتم بناءً على ما توافر من معلومات، وضع برنامج شامل يحدد المتطلبات الأولية للعناية بكل مسجد، بما في ذلك تكاليف الترميم والتجهيز ومتطلبات إعادة التأهيل والجدول الزمني. كما يتم ترتيب المساجد وفق برنامج الأولوية في الأهمية والحالة العمرانية. وتتضمن الخطة وضع برنامج عاجل للترميم الإنقاذي للمساجد التي تعاني مشكلات رئيسة، وتتطلب عناية عاجلة للحفاظ على سلامتها.

المرحلة الأخيرة

يتضمن الناتج النهائي للعمل ما يأتي:

- تقريراً متكاملاً عن المساجد المعتمدة التي يشملها البرنامج.

- تقريراً عن البرنامج العاجل للترميم، مع ميزانية تقديرية، وبرنامج زمني لترميمها وإعادة تأهيلها.

- تقريراً حول الأنشطة التعريفية بالبرنامج مثل الكتاب التوثيقي والمعرض الشامل.

- تقريراً حول إنشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج إليه المساجد مستقبلاً من صيانة وتشغيل.

- تخصيص موقع خاص للبرنامج على شبكة الإنترنت.

مركز الأمير سلطان الحضاري

تتميز حياة سلطان بن عبدالعزيز وإنجازاته بالحضور القوي والمؤثر إنسانياً محلياً ودولياً في جوانب العلم والمعرفة والثقافة كافة، وهي في نظره كلها عطاءات تصب في بحار الخير الواسعة التي يدعمها سموه، لهذا لم تكن مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية ولا يمكن أن تكون وحدها مصدر الخير عند سلطان بن عبدالعزيز، بل إن سلطان بذاته يعد مصدراً للخير ومناراً للثقافة ونموذجاً للحضارة في كل ما يفعل ويقول، لهذا فقد أسس عدداً من المراكز الثقافية التي تقف شاهدة على اهتمام سموه بكل الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تعكس الوجه الحضاري لإنسان هذه البلاد الطيبة، وظل - حفظه الله - يدعم ويؤسس لمثل هذه المراكز، برعاية كريمة، وجهود متواصلة لتصبح منابر للثقافة والتحاور، وأماكن لإحياء المناسبات المختلفة، في مناطق كثيرة من المملكة، نذكر منها - على سبيل المثال - مركز الأمير سلطان الحضاري بمنطقة تبوك، الذي يمثل معلماً حضارياً فريداً من نوعه في شمال المملكة، وظل هذا المركز يقدم خدماته في المناسبات العامة بمختلف أنواعها، وقد بلغت تكلفة هذا المشروع أكثر من 51 مليون ريال، تبرع سموه بجزء كبير منها، ويحتوي المركز على مدرج مكشوف يتسع لأكثر من خمسة آلاف شخص وصالة عرض كبيرة بمساحة 1200م2، كما يوجد فيه مسرح مغلق يتسع لأكثر من 2600 شخص، بالإضافة إلى المساحات الخارجية والمواقف، والخدمات والمكاتب الإدارية والمسطحات الخضراء والتشجير. كما أن هناك مركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط في منطقة عسير، الذي يعد إضافة تنموية وخطوة حضارية تخدمان ملتقيات أبناء المنطقة واحتفالاتهم ومناسباتهم، وقد حظي هذا المركز برعاية ولي العهد منذ بدايته، إذ دعمه بمبلغ 10 ملايين ريال سعودي تبرعاً من سموه لخدمة أبناء هذه المنطقة، ويقع على مساحة 200 ألف متر مربع في إحدى القمم المطلة على مدينة الخميس، ويحتوي المركز على عدد من الصالات الرحبة، وناد صحي، ومطاعم، ومحلات تجارية تحفل بكل احتياجات مرتادي المركز. وهكذا دأب سموه على دعم المراكز الحضارية وتأسيسها، وارتبط كثير منها باسم سموه؛ مثل مركز الأمير سلطان الحضاري بحائل وغيره من المراكز الحضارية المنتشرة في أنحاء المملكة، مما يؤكد دعمه المتواصل ورعايته لها لتأدية رسالتها الحضارية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد