إنَّ المجتمع السعودي يحمد الله العزيز الحميد الذي مَنّ بالشفاء على صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد وزير الدفاع والطيران المفتش العام، والجميع يرتقب عودته إلى أرض الوطن بعد غياب امتد لعدة أشهر في رحلة علاجية تكللت - ولله الحمد - بالنجاح التام، وحُقّ لهذا الشعب الوفي ترقُّب عودة سمو الأمير الكريم، خاصة أن تلك القامة الشامخة في الجود والعدل لها أياد ندية في خدمة شعبه الوفي.
إنَّ لسمو الأمير سلطان شخصية متميزة، ومما يؤكد ذلك ما قام به المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بتعيينه أميراً لمدينة الرياض وهو في ريعان شبابه، كما تقلَّب سموه في المناصب الوزارية بعد ذلك؛ حيث كان وزيراً للزراعة؛ فساعد في توطين البادية وإقامة المزارع الحديثة، ومن ثم عُيّن وزيراً للمواصلات؛ فأسهم في إدخال شبكة الطرق الحديثة وإدخال شبكات الاتصال السلكية واللاسلكية، وبعد عدة سنوات عُيّن نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، والآن هو الساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
إنَّ مجرد الحديث عن الأمير سلطان مدعاة للحديث عن العمل الخيري، ولعل من الصعوبة بمكان حصر الأعمال الخيرية التي كان للأمير سلطان حضور فيها؛ فبالرغم من مشاغله في مهماته المتعددة إلا أن مكتبه ومسكنه في كل مدينة يحل بها يغصان بالزوار بقصد السلام على سموه، أو عرض مطالبهم ومشكلاتهم الخاصة، أو طلب المساعدة منه، أو التدخل الشخصي لإنهاء ضائقة أو معاناة عجزوا عن إيجاد الحلول لها، وبمجرد وصول هذه المطالب للأمير سلطان سواء عن طريق اللقاء الشخصي أو عبر رسائل يستقبلها موظفو المكتب أو القصر، فإنه يتم حلها متى ما ثبتت مصداقيتها ووجاهتها، كما يسجَّل لسموه حرصه اليومي على توفير العلاج للمرضى أو إرسال طائرات الإخلاء الطبي لنقل المرضى أو المصابين إلى المستشفيات والمراكز الطبية المتقدمة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -.
وعُرف عن الأمير سلطان حرصه على عدم رد أي طلب لشخص، حتى إن الزائرين له يرددون أنهم متوجهون إلى (سلطان الخير)؛ لقناعاتهم بأنه صاحب أياد بيضاء لكل مَنْ يطرق بابه.
وتقديرا لجهود ودور الأمير سلطان في الأعمال الخيرية والإنسانية فقد تم اختياره لجائزة الشخصية الإنسانية لعام 2002، وهي الجائزة التي منحت له من قبل مركز الشيخ راشد آل مكتوم بدولة الإمارات العربية المتحدة، وجاء هذا الاختيار تقديرا لدوره الحيوي في الأعمال الخيرية والإنسانية على المستويين الإقليمي والعربي، ويجد المتتبع لأعمال ومبادرات الأمير سلطان بن عبدالعزيز صعوبة في حصرها أو الإلمام بها؛ وذلك لعدة أسباب، الأول كثرتها على بقاع الأرض كافة، وثانيها السرية التي تحاط بها هذه الأعمال، وثالثها أن تركيبة الأمير سلطان واعتياده منذ الصغر على العطاء يجعلاه يقدم ما عنده من دون انتظار جزاء أو ثناء، وتكفي الإشارة إلى أن الأمير سلطان توج أعماله وجهوده الخيرية في تبني مشروع كبير، وهو مشروع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية التي أُنشئت في 21 يناير (كانون الثاني) عام 1995؛ بهدف تقديم خدمات إنسانية واجتماعية وتربوية وثقافية داخل السعودية وحول العالم.
نحمد الله على سلامة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران المفتش العام، ونحيي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي ضرب أروع الأمثلة في الوفاء والإخلاص لأخيه وحرصه على مرافقته طيلة غيابه عن المملكة، ونهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على سلامة أخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
ختاماً، لا يسعني إلا أن أدعو لسموه الكريم من جوار بيته المعظم أن يعجل الله بمجيئه إلى وطنه، وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية، وأن يبارك جهوده، وأن يسعد وطننا بقدومه؛ إنه جواد كريم.
نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام