قبل أكثر من عشر سنوات أجريت حواراً صحفياً موسعاً مع الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز أمين عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، تحدث خلاله في تلك الأيام الأولى لإنشاء المؤسسة عن أفكار جديدة للعمل الخيري في بعده الإنساني واتجاهات المؤسسة الجديدة حينها،
طرح أفكاراً ورؤية اعتقدت أن فيها مبالغة لطموح نشاطات خيرية وإنسانية وخارجة عن التقليد العام، لتقديم خدمات إنسانية للمجتمع، وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل للمعوقين والمسنين، وإجراء أبحاث الخدمات الإنسانية.
اليوم أصبح ذاك الطموح الذي تحدث عنه الأمير فيصل -من رؤية الأمير سلطان- أصبح واقعاً خيرياً ملموساً في عمل مؤسساتي ضخم وكبير، فقد أسست أهم مدينة للخدمات الإنسانية، ثم مشروع كبير للإسكان الخيري، أنشئ مئات الوحدات السكنية في مناطق مختلفة من البلاد.
أسترجع هذا النموذج لمشروع خيري كبير، في أجواء فرح احتفالي مثير ومستحق، فمن يتابع أو يرصد سيرى عمق هذه الحالة السعودية الخاصة التي تثير الكثير من الحب والوفاء لقادم الخير، حيث البلاد، ومن الرياض تستقبل الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وبرذاذ المطر يأتي سلطان للبلاد عائداً من رحلة علاج ونقاهة بقيت طوالها ذكرى الأمير حاضرة في طوال البلاد وعرضها، إنها بكل تأكيد حالة إنسانية في علاقة القيادة بالناس، وهنا لا يمكن للآخرين من الخارج استيعاب أبعادها الإنسانية والشخصية والاجتماعية ورمزيتها السياسية.
على الإنترنت كما الإعلام تجد باقات الترحيب الحارة المباشرة والصادقة من مئات آلاف الأشخاص الذين أشغلهم انتظار العودة، وتجد سلسلة لا تتوقف من قصائد وحروف منثورة في عشق وطن يفتح رسمياً وشعبياً ذراعيه إلى مداهما الأوسع مرحباً بالعائد الكبير إلى أرضه بعد شوق وانتظار.
هناك قصة مصاحبة يتناقلها الناس في مجالسهم طوال رحلة العلاج والنقاهة والعودة، إنها قصة الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الأخ الذي اختار البقاء إلى جانب أخيه في كل مراحل الرحلة العلاجية، قصة وفاء خاصة يرويها الناس بتقدير تفضحه الكلمات والأعين، يتحدثون عن أخوة هذا الشهم الذي ظل ملتصقاً بأخيه في السراء والضراء، ومهتماً بكل التفاصيل، وفياً يتابع ويستقبل زواره من دول العالم ويودعهم بابتسامة حب مضيئة.
وفي الحالتين يتجسد ذلك العبق الخاص في فرحة غامرة برحلة العودة، فسلطان بالنسبة للسعوديين ليس مجرد ولي للعهد وصاحب مسؤوليات عدة في إدارة البلاد، أو مؤسس لأحدث مؤسسة خيرية إنسانية، بل صاحب يد لا تتوقف عن العطاء والعون متى ما وصلت إليه الحاجة.
لذا وفي السياق جاء إعلان الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن مشروع شامل للطوارئ والخدمات الإسعافية ابتهاجاً بعودة (سلطان الخير)...كما ابتهاج الرياض بعودة أميرها.
إلى لقاء