Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/12/2009 G Issue 13589
السبت 25 ذو الحجة 1430   العدد  13589
حللت أهلاً
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

 

تحتفل البلاد هذه الأيام بعودة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان سليماً معافى بعد رحلته العلاجية. ولن أتحدث في هذه العجالة عن الأمير سلطان رجل الدولة، والقائد الفذ، وصاحب الخبرة الطويلة في إدارة الأزمات التي تصدى لها خلال حياته الحافلة بالإنجازات، فقد تطرق لهذه المجالات كثير من الكتاب، إنما سأتحدث عن سلطان (الإنسان)؛ وتحديداً عن أعماله الخيرية التي سار بذكرها الركبان. وحب الخير بالنسبة للأمير سلطان جبلة جُبلَ عليها منذ صغره، ارتبطت - كما يقول كل من عرفوه - بكل مراحل عمره؛ وهو ما يُعبر عنه السعوديون بالاسم الذي ارتبط به في الذهنية الشعبية: (سلطان الخير)؛ هذا الاسم يُعبر بعفوية عن هذا الإنسان أصدق تعبير، فهو والخير بحق وجهان لذات العملة.

وقد تجلى كرمه وحبه لفعل الخير في منشأة أنشأها لتبقى منارة تشهد على كرمه، وحبه لوطنه، وهي (مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية). هذه المؤسسة هي التي أنشأت (مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية)، وهي بحق شجرة وارفة غناء يستظل بها كثير من السعوديين والمقيمين ممن يحتاجون إلى ما توفره من خدمات طبية، وتأهيلية؛ وقدّمت ولا تزال من الخدمات الإنسانية ما يشهد على حب هذا الإنسان للخير، وكرمه الذي هو بين السعوديين مضرب مثل لا يكاد يختلف عليه اثنان؛ ولعل من المناسب هنا أن أشير إلى رسالتها التي تختصر فلسفة هذا الإنسان المعطاء للعمل الإنساني، كما وردت نصاً على موقع هذه المؤسسة في الإنترنت: (مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم)؛ وهي كذلك حقيقة ومجازاً. ولعل الأمير سلطان من خلال هذه المؤسسة هو من الأوائل الذين حولوا مفهوم الكرم إلى عمل (مؤسسي) منظم، بحيث يستفيد منه أكبر شريحة من شرائح المجتمع؛ وهذا ما يجب أن تكون عليه فضيلة (الكرم) في العصر الحاضر. كما اشتمل أحد مشاريع هذه المؤسسة على مشروع للإسكان الخيري، ويهدف -كما جاء على موقع المؤسسة على الإنترنت- إلى تأمين السكن المناسب للمحتاجين في عدد من مناطق المملكة المختلفة، ويضم 600 وحدة سكنية، وكل مشروع يشمل كل خدمات البنية التحتية والخدمات المساندة مثل الطرق وشبكات المياه والكهرباء والهاتف.

والأمير سلطان صاحب شخصية آسرة، بقدر ما توحي لك بالحزم والعزم والهيبة من جانب، فإنها توحي لك باللباقة والدماثة وحسن الخلق والعطاء من الجانب الآخر؛ وهو بشوش دائماً، يندر أن تفارق الابتسامة محياه؛ وكأن زهير بن أبي سلمى عندما قال: (تراه إذا ما جئته مُتهللاً...... كأنك تعطيه الذي أنت سائله)، كان يُشير إلى سلطان بن عبدالعزيز.

كما يسرني أن أرحب بعودة (أمير الوفاء) صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي آثر -حفظه الله- أن يبقى في جوار أخيه طوال فترة علاجه.

حمداً لله على سلامة أبي خالد، وعودة أبي فهد، وحللتما أهلا ووطأتما سهلاً.

إلى اللقاء




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد