Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/12/2009 G Issue 13589
السبت 25 ذو الحجة 1430   العدد  13589

سُلطانُ الخَيرالسَّهْلُ المُمْتَنَعْ
صالح بن إبراهيم بن رشيد الليلاء

 

احتفى الوطن بالعود الميمون لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعد أن طال الغياب، واستبد الوجد بنا شوقاً، إلى وقع خطاه، فقد تعطرت أرضنا شوقاً إلى نور محيّاه ليضيء سماءنا، وإلى إشراقة ابتسامتة لتكحل أفراحنا.

لقد كانت أيام انتظار وعودة سموه صعبة، وظل القلق والخوف مقيمين في دواخلنا، كنّا نعيش مزيجاً من الخوف والدعاء والترقُّبِ والرجاء.

ظللنا نلهج بالدعاء، ونرفع أكفنا للسماء، أن يمن على سموك المولى بالشفاء، ولم يتوقف أحدٌ عن الدعاء، حتى الأماكن التي اعتادت حضورك فيها، كانت تلهج بالدعاء. نعم لم يهدأ لنا بال أثناء غياب سموك، كان العقل والقلب دائمي السؤال، كان المواطن يرى أملاً بعودتك مع السحب الممطرة، وفي سنام المجد، وفي رائحة العود وبهاء المباخر، وفي مواقف البذل والإحسان، كنا نراك حيثما حل الجود، وكُرِّم الإنسان.

لأن سموك ضرب المثل والقدوة في السخاء، وفي نقاء السريرة والصفاء، وظل يسعى أن يحاكي بهاء ابتسامتكم في السراء والضراء، ويسعى أن يأخذ منكم مما أعطاكم الله من الفطنة والذكاء، وينهل من شيمة الإخلاص والوفاء التي هي ديدن قاده هذه البلاد على مر الزمان. فلا عجب أن أنار الكونَ مقدمُكم، ولا عجب إن غنَّى الطَّيرُ، وعمَّ الخيرُ، وساد الفلاح. ولا عجب أن يزهر الروض، ويسيل الوادي، ويمتلئ الحوض، ويرتوي الصادي وينشد الحادي، فقد جاء سلطان.

ولا عجب إن رقصت الكثبان، وأنشد الكهول والغلمان، حضرٌ وباديةٌ، في كل مكان، ترحب بكم وبعودكم الميمون. أولست يا سيدي من تتعب لراحتنا؟ وتجاهد لرفعتنا، حتى وأنت في رحلة العلاج وفترة النّقاهة، لم تكن غائباً عن متابعة الأمور، ومعايدة النسور، ومراقبة الثغور. من مثلكم أيها الفذ الأبي الغيور.

(لله درك ما تعاليت عالي

ما تنتظر للجود يا شيخ مردود

تشرب مرار وتسقي الغير حالي

يا طيب طابت لك البيض والسود

أسرت في حبك قلوب الرجالي)(1)

مدير عام مكتب الرشيد للهندسة - الرياض

(1) من قصيدة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل (عدد صحيفة المدينة المنورة في 25 يونيو 2008م)


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد