Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/12/2009 G Issue 13589
السبت 25 ذو الحجة 1430   العدد  13589
سلطان الخير ورمز الإنسانية
د. سليمان بن ناصر الثويني

 

الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد لا يمكن اختصاره في عدة صفحات وبعض الكلمات لأن صاحبه أبلغ من الحديث وأفعاله أكثر صراحة من المدح والثناء ومسؤولياته أكبر وأعظم من المناصب والمهام الرسمية والإدارية والدبلوماسية.نشأ سطان الخير وترعرع في أحضان والده الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- ولقي عناية والده كغيره من أفراد بيت الملك عبدالعزيز فتربى تربية

صالحة، ودرس على أيدي كبار العلماء آنذاك في قصر والده. وأبدى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد منذ صغره ذكاءً فذاً في مجالات عدة منها العلوم الشرعية والثقافية والعلوم الدبلوماسية، كما أن تعليمه كان مدعماً بالقراءات المكثفة في مجالات المعرفة والزيارات المتعددة لأقطار العالم، فكان لهذه التنشئة الدينية والعلمية أثرها الكبير في أخلاقه وتصرفاته، وبالتالي في حياته العامة وعلاقته بالناس، وإدارته وتسييره أمور الوظائف العديدة التي أُسندت إليه.

مناصب ومهام جسام

ومن المناصب التي تقلدها سموه تعيينه أميراً للرياض ووزيراً للزراعة ووزيراً للمواصلات وعضواً في الوفود السعودية برئاسة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز إلى مؤتمرات القمة العربية الإسلامية وعضواً في الوفود السعودية في الزيارات الرسمية واجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وتم نعيينه وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام ورئيساً لمجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية. وتقلد سموه منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ومنصب رئيس اللجنة الوزارية لبرنامج التوازن الاقتصادي ومنصب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية ومنصب رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للحفاظ على الحياة الفطرية وإنمائها ومنصب رئيس المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية ومنصب الرئيس الأعلى ورئيس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية ومنصب نائب رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى. منصب رئيس الهيئة العليا للسياحة وتقلد سموه عام 2005م منصب ولي العهد.

يرأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام المجلس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ألا وهي أحد روافد الخير في مملكة الإنسانية وصورة مشرفة لما يتميز به بلدنا من تكافل وتراحم، وأيضاً لما وصلت إليه مؤسسات العمل الخيري والإنساني في المملكة من تطور وتكامل وأحد أشكال الإنجازات الإنسانية لأمير الإنساني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، فرصيد الإنجازات التي حققتها المؤسسة بفضل من الله هو نتاج منظومة من الجهد المخلص والتعاون والتفاعل من كل من ينتمي للمؤسسة من جهة، والعديد من الهيئات والوزارات والجمعيات والأكاديميات من جهة أخرى لكن القضل يعود بعد الله للأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز.

تجدر الإشارة إلى أن إنجازات مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ركزت على تحقيق رسالتها في أن تساعد الناس ليساعدوا أنفسهم وذلك من خلال تبني أربعة محاور رئيسية تضمنتها إستراتيجية المؤسسة، وهي الرعاية الصحية، والإسكان الخيري، والتعليم، والتقنية، حيث تمت مضاعفة أعداد المستفيدين من خدمات مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية ليصل عددهم إلى أكثر من مائة ألف شخص، حصلوا على رعاية علاجية وتأهيلية متخصصة، وتمكن المئات منهم من تجاوز ظروف إعاقتهم ومرضهم بنجاح، إلى جانب ريادة المدينة في إجراء جراحات وبرامج تأهيل متطورة، كما قطعت المؤسسة شوطاً طويلاً في إتمام إنجاز برنامج الإسكان الخيري الذي شمل ست مناطق من المملكة هي: مكة المكرمة، الرياض، عسير، تبوك، نجران، وحائل، حيث تم إنجاز أكثر من (720) وحدة سكنية مؤثثة ومجهزة في مجمعات سكنية وخدمية متكاملة توفر بيئة عمرانية واجتماعية كريمة للمستفيدين منها، وقد بلغت تكلفة هذا البرنامج أكثر من 200 مليون ريال.

التنمية العلمية والثقافية

وفي مجال المساهمة في التنمية العلمية والثقافية وامتداداً لإنشاء المؤسسة المراكز العلمية المتطورة كمركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالمنطقة الشرقية (سايتك)، الذي تم إنجازه واهداؤه لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، عملت المؤسسة على إقامة جسور تعاون مع الأكاديميات العلمية العالمية، كما تم تفعيل برنامج سلطان بن عبدالعزيز للعلوم العربية والإسلامية بجامعة كاليفورنيا (بير كلي)، والذي يسعى لتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والعالم العربي، وبرنامج التعاون مع جامعة بولونيا بإيطاليا، لدعم الدراسات العربية والإسلامية، بالإضافة إلى برنامج ثالث لحفظ التراث الإسلامي بالتعاون مع جامعة أكسفورد، كما تم تجديد اتفاقية التعاون مع جامعة الخليج العربي، والذي يستهدف دعم برنام ج المنح الدراسية في مجال التربية الخاصة، والذي استفاد منه حتى الآن (44) سعودياً وسعودية.

المسؤوليات والمهام

ويتحمل الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي الكثير من المسؤوليات والمهام والأعباء الملقاة على عاتقه وتثقل منكبيه وعلى رغم كثرة مسؤولياته وتعدد أدواره القيادية والإنسانية والاجتماعية والسياسة تميز عمله الكريم بالنجاح المتزايد ضمن مسيرة طويلة من العطاء تكللت إنجازات يشهدها له أهل الداخل والخارج وفي المجالات والقطاعات كافة وترجمها عطاءات تنسحب على الجميع وفي سائر المجالات والأماكن وهدفها الأساسي تحقيق المزيد من الرفاهية والطمأنينة والاستقرار الأمني والاجتماعي للمواطنين السعوديين.

برامج التربية الخاصة

ويولي سموه برامج التربية الخاصة اهتماماً متميزاً تمثل أبرزها في تبني برنامج لتطوير منظومة التربية الخاصة في المملكة بالتعاون مع الجامعات والكليات وأيضاً دعم برنامج المنح الدراسية ليصل إجمالي عددها إلى (629) منحة للمتفوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتوج هذا الاهتمام بصدور توجيه سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة بتشكيل لجنة وزارية لبحث احتياجات المعوقين ممن تتجاوز أعمارهم الـ(15) عاماً عملت المؤسسة على دعم أعمالها وتشكيل فريق عمل لجمع المعلومات التي تحتاجها اللجنة والتعرف على التجارب والخبرات العالمية في هذا المجال.

وحدات سكنية

كما حقق برنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (ميديونت) الذي يعد الذراع التقنية للمؤسسة نجاحاً غير مسبوق في خدمة القطاع الحكومي والأهلي، سواء فيما يتعلق بخدمات الطب الاتصالي وخدمات التعاملات الإلكترونية وخدمات التعليم والتجريب الإلكتروني وأنظمة المعلومات الصحية وخدمات الاتصال المرئي، وتجهيز وتشغيل مراكز المعلومات. وفي مجال الإصدارات العلمية والثقافية تبنت المؤسسة إصدار العديد من الموسوعات والدراسات والأبحاث المتخصصة التي أثرت المكتبة العربية، كما كان للمؤسسة العديد من المساهمات الخيرية منها تشييد مركز سلطان لجراحة وعلاج القلب بمحافظة الهفوف، والذي سلمته المؤسسة لوزارة الصحة، ومشروع مركز التأهيل الشامل بحفر الباطن ومقر الجمعية الخيرية بالحائط، واعتمدت المؤسسة مشروع توسعة إسكان الحائط بحائل من خلال إنشاء (50) وحدة سكنية، إضافة إلى جامع كبير يتسع لألف مصل إضافة إلى الأعمال الإنشائية لمشروع الإسكان الخيري بالغاط. يحق للتاريخ وللأمة العربية والإسلامية الفخر بسلطان الخير ورمز الإنسانية كما يحق لنا جميعاً أن ننسب أعمال البر والإحسان والجود والعطاء لمن يستحقها.

عميد كلية المجتمع بجامعة حائل



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد