خلق الله الطب والدواء، وأمرنا بالدعاء لأنفسنا ولمن نحب، وأثناء فترة علاج سموه كانت الملايين من الأفواه والقلوب تدعو لسموه بالصحة والعافية؛ نظراً إلى أياديه البيضاء على الأيتام والأرامل والمحتاجين، تلهج ألسنتهم له بالدعاء، ويتمنون له الصحة والعودة بسلامة الله، ويشتاقون لعودته إلى الديار سالماً غانماً.
فإحسانه يصل إلى القاصي والداني ودعمه متواصل لذوي الاحتياجات الخاصة، ورعايته للأيتام والمحتاجين يعرفها الجميع، وفضله على الجميع ليس في وطننا الحبيب فقط وإنما في خارج المملكة؛ فإذا سمع بمكروه حل بشعب مسلم يسارع سموه ببذل المال الذي يطفئ الألم ويشفي الجراح والآلام من على وجوه الصغار والمنكوبين.
وإذا تكلمنا عن مناقبه العظيمة لا تكفي الكلمات لوصفها وعدها؛ فهو الأب لكل يتيم، يمسح على رأسه بحنان الراعي لكل معاق، يمده بالدواء والآليات التي تعينه في إعاقته، والوالد لكل أرملة، يعطي بلا حدود، والابن لكل شيخ مسن تفيض يده الكريمة على كل محتاج.
أما في وجوه الخير فقد أسس سموه مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية لتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية والثقافية عام 1415هـ؛ حيث تقوم هذه المؤسسة بعدة مشروعات خيرية وخدمية مثل مشروع مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، وقد جاء هذا رغبة من سموه لتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل لذوي الإعاقات والمسنين من الجنسين.
كذلك برنامج سلطان بن عبدالعزيز للتربية الخاصة بجامعة الخليج العربي بالبحرين لخدمات المعاقين فكرياً وسمعياً وبصرياً، ولا ننسى تبرع سموه بمبلغ عشرة ملايين ريال لمركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة بدولة الإمارات العربية، إضافة إلى فعل الخير الذي يريد به وجه الله، فكم سمعنا أن سموه قد توسط وشفع ودفع من ماله الخاص لعتق الرقاب ولعلاج المواطنين والمقيمين.
فكم من الأسر اليتامى والأرامل وذوي الظروف الخاصة تعتمد بعد الله سبحانه وتعالى على ما ينفقه سموه في رعاية هذه الأسر.
إنه رجل الخيرات رمز الإنسانية والعطاء والأيادي البيضاء والنفس الطيبة المتواضعة الذي يفيض حناناً على كل محتاج وكل ضعيف من ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام وكبار السن والأرامل.
إنه بحق أمير الإنسانية، رجل في كل المواقع، إنه سلطان العطاء الخيري، وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - أمير منطقة الرياض -: (إن سمو الأمير سلطان هو جمعية خيرية بذاته).
فلا غرو أن يدعو له الصغير والكبير، المرأة والطفل، والشيخ، فرحين بعودته مشتاقين لرؤيته سالماً معافى، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يمد في عمره، وأن ينفع به دينه ووطنه وكل محتاج، وأن يجعله ذخراً لهذا الوطن المعطاء.
ولقد أثلجت صدورنا عودته وأنارت ديارنا والتأمت بعودته جروح محبيه. اللهم احفظ سموه من كل مكروه وألبسه ثوب الصحة والعافية؛ ليتمم مسيرة هذا الوطن المعطاء في ظل توجيهات ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -.