نحمد الله على ما رزق بلادنا من الخير والنماء، فتشرفت بخدمة الحرمين الشريفين، فكانت قبلة للمسلمين من جميع بلدان العالم، كما رزقنا بما في الأرض من خير وفير، ومن نعمه أيضا أن قامت هذه البلاد على الكتاب والسنة بفضل الله ثم بجهود الملك المؤسس وبقيادة أبنائه الملوك الذين عاشت المملكة في عهدهم سنوات الازدهار والتقدم؛ فقامت علاقة ثقة وشراكة بين القيادة والشعب؛ فكل ما يتعرض له الشعب يؤرق القيادة، وكل ما يتعلق بالقيادة يهمّ الشعب.
فالشعب السعودي من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، نساء ورجالاً وأطفالاً، يعيشون هذه الأيام فرحة عارمة بسبب عودة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، من خارج المملكة، بعد أن تماثل - ولله الحمد - للشفاء من العارض الصحي الذي ألمّ به طيلة الأشهر الماضية.
ويرافق سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض؛ حيث كان مرافقاً لولي العهد طيلة فترة علاجه خارج المملكة. وبهذه المناسبة نرفع آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظة الله ورعاه - وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي النبيل بسلامة ولي العهد الأمين، ورجوعه إلى أرض الوطن بخير وعافية.
ويشتاق الوطن إلى عودة سمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي غادرنا منذ أشهر للخارج لظروف صحية شُفِي منها - بإذن الله - فهو غادرنا جسداً وبقي قلبه وروحه في الوطن، يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا.. ورغم فترة النقاهة إلا أنه لم يفارق العمل؛ فيجتهد ويتابع أخبار وطنه رغم ظروفه الصحية وبُعد المسافة.
وهذا درس جميل من أمير مخلص لدينه ووطنه ولأمته.
والأمير سلطان جمع صفات كثيرة قلما تجدها في رجل غيره؛ فهو الساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين، وهو قريب من الشعب؛ فابتسامته لا تفارقه أبداً، ويده لا تنقبض كرماً؛ ولهذا يطلقون عليه (سلطان الخير)، وتشهد له بذلك أعمال الخير التي يقدمها؛ فيقدم كل ما يستطيع ليمسح دمعة محتاج ويرسم البسمة على محياه، ويبادر بعلاج المرضى، وإن استلزم الأمر علاجهم في الداخل أو الخارج.
وللأمير سلطان إسهامات كثيرة ومشهودة في الأعمال الخيرية؛ فقد أنشأ مؤسسة خيرية تحمل اسمه: مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، التي من أهدافها معالجة المرضى وخدمتهم على نفقة سموه الكريم.
وبعودة الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - فإن الرياض ستزدان فوق زينتها، وسوف تتجمل بكامل حليها، لا شك فهي ستبتهج بأميرها المحبوب، يعود إليها بعد غياب طويل عنها.
والأمير سلمان هو العين الساهرة واليد البانية والعقل المفكر لمدينة الرياض؛ فهو مهندس إعمار وتطوير الرياض خلال العقود السابقة حتى جعلها تحتل مكانة متقدمة ومرموقة بين العواصم العالمية الشهيرة.
أيها الأميران الجليلان.. أهلاً بعودتكما الميمونة إلى أرض الوطن؛ ليسجل التاريخ ملحمة التلاحم بين القيادة والشعب، ويسجل أيضا ترابط وتماسك الشعب السعودي بوحدته الوطنية ومحبته لقادته.
نسأل الله العلي القدير أن يديم على ولي عهدنا الصحة والعافية، وأن يطيل في عمره، ويديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان، وأن يجنبنا المشاكل والفتن، إنه سميع مجيب.