Al Jazirah NewsPaper Friday  11/12/2009 G Issue 13588
الجمعة 24 ذو الحجة 1430   العدد  13588

وجه دائم الإشراق

 

نحمد الله سبحانه وتعالى أن مَنَّ على الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالصحة والعافية والعودة سالماً إلى وطنه وأهله.. ولا يملك كل من عرف سلطان الخير إلا أن يفسح له مساحة واسعة في فؤاده من المحبة والتقدير، فسموه كما وصفه أخوه أمير الرياض: (مؤسسة خيرية بذاته.. عمل للخير وسعى إليه ويقدم الشيء المعلن وغير المعلن لما يخدم دينه ومواطنيه ودولته). وكما قال فيه الأمير تركي بن عبدالله: (إنه لا يكاد يوجد مشروع خيري إلا ويكون سمو ولي العهد إحدى الركائز الأساسية فيه داعياً الله أن يجزيه خير الجزاء على هذه الجهود الخيرة).

فهو واحد من عظماء الرجال الذين يستحقون أن يفخر بهم شعبهم، لعطائه وأياديه البيضاء، ورجاحة العقل وسداد الرأي الذي حباه الله به، ونشأته في كنف مؤسس المملكة وباني وحدتها، وتعلمه في مدرسته فنون القيادة وأساليبها، وتشربه منذ أن كان صغيراً قيم الحب والوفاء لهذه البلاد الطاهرة.

والقلب أطهر ما يكون على التقى

والنفس أطيب ما تراها شاكرة

أحسِن إلى الناسِ تستعبدْ قُلوبهُمُ

فطالما استعبد الإنسان إحسانُ

لقد ضرب سمو ولي العهد المثل لكل عمل نبيل فلا عجب أن يكون أبناء هذا الوطن الغالي دائماً متعلقين ومتابعين لأخباره ومواقفه وكرم أخلاقه.. وقدم سموه خدمات كبيرة للوطن وللأمة وللمسلمين وللإنسانية من خلال المسؤوليات التي أسندت إليه على مدى أكثر من نصف قرن، تلك المسؤوليات جعلت منه إدارياً ناجحاً وسياسياً محنكاً ومحاوراً مقنعاً، وأكسبته رصيداً ضخماً من التجارب في إدارة شؤون البلاد باقتدار وإبداع في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية، وغيرها من ميادين العطاء الإنساني. والروح الإنسانية التي تغلب على شخصية سمو ولي العهد جعلت المؤسسات العربية والدولية المرموقة تمنحه أرفع الأوسمة وشهادات التقدير والعرفان، وهذه الشهادات والأوسمة بقدر ما عبرت عن مشاعر مؤسساتها تجاه ما قدمه، فإنها تشرف باقترانها بهذا الاسم الكبير معنى ومغزى.

مَنَ يفعل الخير لا يعدم جوازيه

لا يذهب العُرف بين الله والناس

ولما تم اختيار ولي العهد (شخصية العام الإنسانية) للعام الثاني على التوالي في الاستفتاء الشعبي الذي أجرته صحيفة الشرق الكويتية 2007م، قال الأمير سلطان بن سلمان: (إن هذا الاختيار الذي صادف أهله يُعد رداً لجميل رجل بحجم مؤسسة خيرية تمشي على الأرض، هو بمثابة الدوحة الباسقة والشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. أياديه البيضاء، وبصماته الكريمة على كل مؤسسة خيرية، وكل عمل إنساني داخل المملكة، وفي الكثير من الدول العربية والإسلامية، نعده بمشيئة الله القدوة والمثل المحتذى في قطاع العمل الخيري والإنساني، نستلهم من رؤيته وتفاعله ومبادراته في دفع مسيرة العمل الخيري في بلادنا. هذا البلد الطيب الذي لُقِّب بمملكة الإنسانية بفضل من الله ثم بالدور المتفرد الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده). وما أن تذكر حماية البيئة الطبيعية والحفاظ عليها حتى يسطع اسم رائد البيئة العربي الأول الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. فسموه له مآثر عظيمة وإنجازات وطنية جليلة قدمها خلال مسيرة حياته الحافلة بالخير والعطاء، فهو الراعي الأول للبيئة والطبيعة الذي استشعر ما أصاب بيئة العالم من تدهور كبير نتيجة النشاطات البشرية المرتبطة بالانفجار السكاني والتكنولوجي. والبيئة في نظر الأمير سلطان تعني الأرض وما عليها، وما في باطنها وما حولها، لأن الله سبحانه وتعالى خلق عناصر هذه البيئة بإعجاز بالغ في الدقة، والتوازن، والتوافق، قال الله سبحانه: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} الفرقان: 2، واستخلف الله الإنسان في الأرض ليستفيد من خيراتها دون إسراف أو تبذير أو إفساد حيث قال: ?وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا? الأعراف 56، ودعا الإسلام الناس جميعاً إلى الإسهام في عمارة الأرض، وجعل المحافظة على البيئة وحمايتها امتثالا لتعاليم الدين الحنيف، وواجبا وطنيا انطلقت من خلاله إنجازات سمو ولي العهد الملموسة في مجال البيئة، ومنها دعم وتمويل مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، وإنشاء جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، لتحفيز البحث والتطوير في مجالات المياه المختلفة، وتمويل مجموعة من كراسي البحث في مجالات المياه والبيئة والحياة الفطرية مثل كرسي جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، ورعاية الفعاليات البيئية كالمؤتمرات والندوات والمسابقات المختلفة التي تصب في موضوع البيئة والحفاظ عليها، كما يتولى سموه رئاسة مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية.

د. عبدالله بن إبراهيم العمار


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد