Al Jazirah NewsPaper Friday  11/12/2009 G Issue 13588
الجمعة 24 ذو الحجة 1430   العدد  13588

سلطان الخير.. وبشارات الفرح
سعيد محمد العماري

 

اليوم - والبشارات في سمائنا مزنة فرح، تبلل قطراتها الندية دواخلنا التي طال انتظارها في هجير الغياب - تنتابني مشاعر تمور بين الضلوع بسرور طاغ لا أجد في مد فيضه إلا أن أمد يدي إلى القلم، وهو يتفلت جامحاً وكأنه يريد التهام السطور.. لكن العنوان كبير.. كبير حتى على قدرة المداد: سلطان الخير.

رجل أسر قلوب مواطنيه، فكانت التساؤلات المشفقة أثناء غيابه - وهو الحاضر فيهم الذي لا يغيب -، وكانت الأكف الضارعة والألسن التي تلهج بالدعاء الحار وكانت الأفئدة التي تنبض حباً له تتطلع إلى عودته كل صباح جديد.

لا تتعجب.. وأنت ترى المملكة كلها من أقصاها إلى أقصاها تتلفع هذا الفرح الجماعي.

لا تتعجب وصحراؤنا تخضر ربيعاً وسحب البهج تعانق جبال أبها وتطوق هامات النخيل في حائل، ومياه الخليج والبحر تزداد زرقة وصفاء.. فسلطان الخير وسيظل دائماً ملاذ المستغيثين وملجأ المحتاجين ومقصد المستنصرين.

رجل أضحت ابتسامته الطيبة رمزه، فهي في محياه لا تريم في أشد أوقات الشدة وتقلبات البلاء، وكأن الشاعر عناه حينما قال:

تمر بك الأبطال كلمى جريحة

ووجهك وضاح وثغرك باسم

والرياض اليوم وهي تزهو بالفرح كعروس، تزينها رايات التوحيد، وتحفها مواكب الزهو، تعيش الوفاء الذي هو سجية أهلها وأهل المملكة قاطبة، وفي مقدمتهم رمز مجدها وعزتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي ظل قلبه الكبير، رغم مشاغل وطنه التي لم تترك له وقتاً لراحة، يتابع أخاه لحظة بلحظة، وهو يجوب أرجاء الوطن كل يوم ليفتتح مشروعاً عملاقاً، أو ليشارك مواطنيه مناسبة وطنية، أو يشد من أزر جنوده الأوفياء وأصابعهم على الزناد يذودون عن أرض الوطن.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد