Al Jazirah NewsPaper Friday  11/12/2009 G Issue 13588
الجمعة 24 ذو الحجة 1430   العدد  13588
سمو ولي العهد يحول السياحة إلى صناعة ذات أهداف إستراتيجية مستدامة
مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية أحد الدعائم الركيزة في مجال السياحة

 

الجزيرة - إبراهيم بن عبدالله الروساء

تحتل التنمية السياحية في هاجس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء- مكاناً بارزاً، واهتماماً متنوعاً، يتعذر على القلم حصرها، ويصعب المقام في جمعها، كما أن الإلمام بالشواهد في هذا المجال ضرب من المستحيل، فقد كرس سموه حياته لخدمة هذا الوطن والمواطن، وبالأخص فيما يتعلق بالسياحة وأوجه تطورها وتنميتها، فحول سمو ولي العهد السياحة من مفهومها البسيط في المملكة إلى صناعة حضارية وتنموية متميزة وذلك عبر خطط إستراتيجية ذات أبعاد اجتماعية وثقافية وبيئية واقتصادية، لتكون مطلباً وطنياً مستداماً في ظل الازدهار التنموي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية.

وقد حظيت السياحة في المملكة بنقلة نوعية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وذلك بدعمهما اللامحدود لأوجه السياحة المختلفة، ودعم برامجها التي من شأنها الرفع من مستوى الإنتاج السياحي ومن ذلك على سبيل المثال:

(مركز الأمير سلطان للبحوث البيئية والسياحية)

لأن العامل البيئي في المملكة العربية السعودية يعد مصدراً من مصادر الجذب السياحي، فالسياحة سوف تصبح من أهم العوامل المهددة للبيئة، مما يستدعي ضرورة التعامل بشكل علمي مع المشكلة وذلك من خلال الرصد والتحليل والتقويم والمساعدة في صياغة السياسات البيئية، بحيث لا تتناقض مع تطلعات التطور السياحي والتنموي في المملكة.

لذا فقد جاء مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية في جامعة الملك خالد بأبها، ليكون منارة للبيئة وأحد الدعائم الركيزة في مجال السياحة.ويهدف المركز إلى العناية بالبحوث والدراسات والقضايا البيئية والسياحية في شتى المجالات في المملكة خصوصاً وفي دول العالم العربي عموماً، إذ يعمل على إنتاج ونشر البحوث والدراسات والكتب في مختلف مجالات العلوم البيئية والسياحية، ورصد وتحليل وتقويم الظروف والمشكلات البيئية والسياحية، وتحديد عواملها الطبيعية والحضارية وتطوير وسائل معالجتها، ما يسهم في تمكين المصالح والمؤسسات العامة والخاصة من رسم السياسات والإستراتيجيات المناسبة لتجنب تدهور الظروف البيئية والنشاط السياحي. كما يسهم في تطوير تصورات الرأي العام بشأن القضايا البيئية والسياحية، وزيادة الوعي الجماهيري بأهمية الحفاظ على الموارد البيئية والسياحية.

كما يعمل المركز على تشجيع التعاون البحثي المشترك بين الباحثين في مختلف مجالات العلوم البيئية والسياحية على مستوى جامعة الملك خالد والجامعات الأخرى وإشراك الشركات المتخصصة، وإعداد وتدريب الكوادر الوطنية في مختلف مجالات العمل التطبيقي البيئي والسياحي.

ويقدم المركز الخدمات الاستشارية العلمية والفنية للمؤسسات العامة والخاصة، وعقد الندوات وورش العمل والمؤتمرات العلمية المتخصصة في مختلف المجالات البيئية والسياحية، والتنسيق والتعاون مع المراكز والجهات العلمية المهتمة بالدراسات البيئية والسياحية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وطرح الظروف والمشكلات البيئية والسياحية على مجتمع صُناع القرارات السياسية، وعلى المجتمعات الجماهيرية لإحداث تغيير جذري بنّاء وملموس، وإصدار المطويات والكتيبات والنشرات المتعلقة بالثقافة العامة والتوعية البيئية والسياحية.

ويعمل المركز من خلال عدد من الوحدات لتحقيق أهداف المركز وهي: وحدة (البحوث والدراسات البيئية)، وتشمل: البيئة الطبيعية واستنباط الأصول الوراثية للأنواع النباتية والحيوانية والبيئة الحضارية المشيدة والمسح والتقويم البيئي والأخطار البيئية والمؤشرات البيئية والتنوع البيولوجي والحفاظ عليه، والترميم البيئي والنباتات والحيوانات البرية المهددة بالانقراض، وتأقلم النباتات في البيئات الجافة والمائية المالحة ومصادر المياه وجودتها وتغيّر المناخ ومكافحة التصحر، بينما تشمل وحدة (البحوث والدراسات السياحية) على موارد الجذب السياحي وتنميتها والآثار الاقتصادية للسياحة والآثار الاجتماعية للسياحة والتخطيط السياحي والأنماط السياحية وأساليب تنمية السياحة والنشاط السياحي وتنوع مصادر الدخل السياحي، كما تشمل وحدة (بحوث ودراسات السياحة البيئية) على متعلقات السياحة المستديمة ومقومات ومعوقات السياحة البيئية والمتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية والآثار البيئية للسياحة والضوابط والقواعد التنظيمية للسياحة.أما وحدة (السموم والمراقبة البيئية) فتشمل على مكونات ملوثات الغلاف الجوي وملوثات الغلاف المائي وملوثات التربة وملوثات الغذاء والشعب المرجانية وآثار المشاريع التنموية والمؤشرات البيئية والنشاطات البشرية وأخطار السموم البيئية.وتهتم وحدة (المعلومات الثقافية والتوعية البيئية والسياحية) كذلك، بالتربية البيئية وأهمية البيئة والسياحة وأهمية الحفاظ على البيئة وترشيد استغلال الموارد الطبيعية والإدارة البيئية والسموم ومخاطرها البيئية والصحية.بينما تضع وحدة (الإدارة البيئية والسياحية) اهتمامها في إدارة السواحل الشاطئية وإدارة التراث الطبيعي وإدارة التراث الحضاري وإدارة المخلفات الصلبة والسائلة والغازية وإدارة الموارد المائية وإمداداتها وإدارة محطات التحلية وإدارة الاستثمار السياحي البيئي وإدارة السياحة البيئية، كما يضم المركز وحدات أخرى مثل الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية وخدمة المجتمع.

(كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة والإدارة)

وهي من أوجه الدعم التي قام سمو ولي العهد برعايتها، حيث تعتبر كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة إضافة حضارية متميزة تثري المجتمع السعودي وتسهم في توفير التوازن بين التنمية البشرية والتنمية المادية وتعطي انطلاقة جادة للارتقاء بصناعة السياحة بمفهومها الحديث، وسط رؤية نحو تطوير قطاعي الإدارة والسياحة على أسس علمية.وتقدم الكلية علوم وتخصصات يحتاجها سوق العمل كما تركز على المهارات الأساسية التي تميز خريج الكلية ومنها اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي بالإضافة إلى أخلاقيات العمل الواجب توافرها في بناء شخصية طالب الكلية.وكان الهدف من إنشاء هذه الكلية هو المساهمة في بناء وتطوير قطاعات الإدارة والسياحة والضيافة وخدمات الحج والعمرة طبقاً للمعايير العلمية الحديثة، كما تهدف إلى الإسهام في تأهيل وتطوير الكفاءات البشرية تأهيلاً فنياً وعلمياً لتلبية احتياجات قطاع السياحة والإدارة وفق المفاهيم العلمية الحديثة، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب السعودي في مجال السياحة والإدارة والنهوض بالقطاع السياحي والإداري بما يتلاءم مع خصوصية المملكة العربية السعودية، كما تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية المادية والتنمية البشرية في مجال السياحة والضيافة والإدارة والحج والعمرة، ودعم تنمية القطاع السياحي والإداري في المملكة وفق مفاهيم علمية جديدة، وتقديم الاستشارات والدراسات العلمية في مجالات تخصصات الكلية للقطاعين العام والخاص.

(الهيئة العليا للسياحة)

خلال رئاسة سمو ولي العهد الأمين لمجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة، تحقق كثير من الإنجازات في مجال السياحة وتأتي في مقدمتها الإستراتيجية العامة لتنمية وصناعة السياحة وتطويرها، والتي أقرها مجلس الوزراء وتحويل هذه الإستراتيجية إلى واقع ملموس وحقيقة ماثلة للعيان، كما شهدت الفترة نفسها إعداد إستراتيجيات التنمية السياحية في مختلف مناطق المملكة.ووجه سمو ولي العهد اهتمامه بالنهضة السياحية لتحقق نقلة وطنية مهمة في هذا المجال حيث تم بناء نظام معلومات جغرافي سياحي إلكتروني، وتبنى سموه آليات الشراكة وتوسيع نطاقها وذلك بالتعاون مع كثير من الجهات المعنية بالشأن السياحي، وكان بفضل هذا الاهتمام الكبير من لدن سمو ولي العهد أن قفزت السياحة في المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال السياحة، وانضمام المملكة إلى منظمة السياحة العالمية.والآن تعد الهيئة العامة للسياحة والآثار مركزاً للتحفيز السياحي، تعمل من أجل تحقيق رؤية سياحية مستدامة في المملكة، والتي تتماشى مع الثوابت الإسلامية والقيم الاجتماعية والثقافية والبيئية السائدة في المملكة.كما تعمل الهيئة على تسهيل تنمية مستدامة وناجحة لصناعة السياحة في المملكة من خلال توفير توجه واضح لهذه الصناعة، والعمل من خلال الشراكة الوثيقة مع رواد الصناعة والشركاء لإيجاد وتهيئة مناخ تستطيع هذه الصناعة الناشئة من خلاله تحقيق درجة عالية من الاكتفاء الذاتي.

(الطيران الجوي المدني)

هيأ سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز بوصفه رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية لتكون من أحد أهم روافد السياحة في المملكة، حيث كثفت (الخطوط السعودية) رحلاتها للمناطق السياحية، وأوجدت برامج سياحية شاملة تعنى بالمساهمة في توفير معلومات سياحية عن مواطن وأماكن السياحة في المملكة للمواطنين والقادمين من خارج المملكة، بالإضافة إلى توفير مطبوعات وخرائط عن المناطق السياحية في المملكة، ومشاركة (السعودية) الفاعلة في مختلف المناسبات السياحية والتي تهدف من خلالها إلى تنشيط وتطوير السياحة، وتحت هذا الهدف جندت (السعودية) كل طاقاتها من أجل تقديم خدمة راقية ومتطورة تواكب المستوى الذي وصل إليه الطيران في العالم، كما تواكب في الوقت نفسه أن تنهض بالسياحة الداخلية عبر خطط إستراتيجية وضعتها (السعودية) بدعم ومباركة من قبل سمو ولي العهد أحرزت من خلالها العديد من النجاحات القياسية على الرغم من الظروف التي تواجه صناعة النقل الجوي. ومن أوجه النجاحات التي قادها سمو ولي العهد هو تدشين سموه للطلائع الجديدة من طائرات (أمبرير 170) في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة.وقال سموه في احدى مناسبات تدشين الطلائع الجديد من طائرات أمبرير 170: (إن هذه الطلائع الأولى من الأسطول الجوي الجديد تعد هدية مقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لجميع السعوديين، ذلك الرجل الذي يعمل بصمت وجهد لخدمة وطنه وشعبه، وتعد إضافة لما سبقها من إنجازات. ومما لا شك فيه أن عقد شراء الطائرات الجديدة يهدف إلى نقل التكنولوجيا المتقدمة إلى المملكة من خلال إعداد المتخصصين في الشؤون الفنية بالمؤسسة، وتدريبهم على أعمال صيانة تلك الطائرات، وجميع أنواع الطائرات التي تنتجها الشركة الصانعة بالإضافة إلى حصول (السعودية) على جهاز تشبيهي لهذا النوع من الطائرات لتدريب الطيارين عليه مما يسهم في دعم إمكانيات أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران.

(أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران)

انطلاقا مما تحظى به الخطوط السعودية منذ نشأتها من دعم ومساندة غير محدودين من سمو ولي العهد الأمين الذي أدرك منذ وقت مبكر أهمية الطيران كوسيلة نقل سريعة، وإيمان سموه أن الطيران جانب في غاية التغير والتطور المستمر بالإضافة إلى أن الطيران وعلومه أصبح صناعة متقدمة، لذا ومن خلال نظرته الثاقبة قام -حفظه الله- برعاية ودعم قيام (أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران) لتعد من أولى الأكاديميات المتخصصة في مجال الطيران في الوطن العربي، كما تعد من أهم المشروعات الوطنية العملاقة، التي وقف سموه الكريم خلف تحقيقها، حتى غدت (السعودية) اليوم صرحاً يجسد مسيرة التطوير والتقدم في شتى المجالات.كما تقف أكاديمية الأمير سلطان الآن كإحدى الركائز الأساسية المؤثرة في تطوير (الخطوط الجوية العربية السعودية) حيث يتمكن الدارس في الأكاديمية من الحصول على البرامج المتخصصة في مجال تدريب الطيارين والتدريب المتعلق بالخدمة الجوية، بالإضافة إلى برامج التسويق والأمن والسلامة والصيانة والسكرتارية، والبرامج التأهيلية في مركز التدريب الجوي، الذي أسهم في إعداد الطيارين، ومنسوبي العمليات الجوية، حتى بلغت نسبة السعوديين العاملين في هذا المجال 85% وهو رقم تفخر به (السعودية) ويعكس مدى ما تتميز به على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

(اهتمام الأمير سلطان بتطوير السياحة من خلال البيئة)

وجه سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز اهتمامه المباشر لقضايا البيئة وما يتعلق بها من مشاكل ومعوقات، وسبل تفعيل دور البيئة وحمايتها لصياغة مفهوم جديد للسياحة في المملكة، خصوصاً عندما نعرف أن الوصف الجغرافي للمملكة بوجه عام صحراوي وقاري، حيث قاد سمو ولي العهد هذا التغيير نحو الأفضل، ومن خلال عزيمته التي استطاع من خلال رئاسته لمجلس إدارة الهيئة الوطنية للحياة الفطرية وإنمائها أن يحقق نجاحات واسعة وكبيرة، ونقلات تطويرية وإنمائية للبيئة والحياة الفطرية المرتبطة بها، فحقق الحفاظ على مكونات الحياة الفطرية وحال دون انقراض الكثير من أوجه الحياة فيها، بفضل البرامج العلمية المتقنة والإستراتيجيات التي يدعمها سموه، والتي من شأنها أن تدفع العمل نحو رعاية واستثمار الثروة البيئية في المملكة، فمن إقامة المحميات إلى البرامج العلمية والتي تهدف لحماية الحياة النباتية ومياه البحر وثرواته الحيوانية والنباتية وصولاً إلى حلول مبتكرة للبيئة في أوجهها المختلفة في المملكة العربية السعودية، وإعداد خطط من شأنها المساهمة في رفع أعداد الحيوانات العربية المهددة بالانقراض.

بالإضافة إلى ما يرعاه سموه من برامج حمائية عن طريق التخطيط التنموي المتكامل والمعتمد على رؤية متعمقة حول البيئة وآثارها ذات الأبعاد الحضارية والصناعية والزراعية والبشرية وغيرها من الرؤى التي تحقق مستقبلاً مطمئناً للوطن والمواطن على حد سواء.

ولم يقتصر دور سمو ولي العهد على هذا فحسب بل قام سموه بدعم عدد من المشاريع المتعلقة بالتوعية البيئية ورعايته الكريمة لعدد من المؤتمرات التي تهتم بالبيئة وتنميتها، بالإضافة إلى تبني سموه لعدد من البرامج والأبحاث والدراسات الوطنية التي تعنى بالبيئة وما يتعلق بها كما يرعى سموه مسابقة تهدف إلى إعطاء الفرصة كاملة لجميع القطاعات الحكومية والأهلية والمواطنين للمساهمة العلمية في الحفاظ على البيئة ونظافتها وصيانتها ونشر ثقافة التوعية البيئية كمصدر مهم من مصادر الثروة الوطنية في المملكة.ويؤكد سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز في هذا الصدد أن المملكة العربية السعودية تولي اهتماما خاصا بالبيئة وقال في إحدى الندوات البيئية التي يرعاها سموه: (إن الدولة قامت بتأمين أجهزة نذرتها لهذه الأهداف النبيلة ومنها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة). ويضيف سموه: (لقد بذلت الدولة الكثير من أجل حماية الموارد الطبيعية البرية والبحرية، وسعت إلى ترسيخ مفهوم الوعي البيئي عبر الوسائل المختلفة في التعليم والإعلام والمنابر الاجتماعية المختلفة والجميع مطالبون بمضاعفة الجهد من أجل بيئة صحية أفضل للأجيال القادمة)، ودعا سموه الجميع للمحافظة على البيئة وبالتالي المحافظة على المكتسبات السياحية كونها ثروة تتبادلها الأجيال فقال سموه: (لنسلم أبناءنا وأحفادنا بيئة صحية متوازنة كما سلمها لنا آباؤنا وأجدادنا بل أفضل إن شاء الله).

(جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه)

وهي من الأوجه المنيرة التي بعثها ودعمها ومولها سمو ولي العهد وذلك لبث مزيد من الجهد في البحث والدراسة حول مشكلة عالمية لم تسلم من آثارها مملكتنا الغالية حيث تولي هذه الجائزة دعماً لا محدوداً للأبحاث المتعلقة بالماء على الصعيد المحلي والدولي لما لها من أثر مباشر في تنمية السياحة بوصف الماء مكونا رئيسا لحياة البشر وحياة البيئة والحيوان، ومن هذا المنطلق اهتمت الجائزة بهذا الجانب المهم في حياة البشرية وركزت على القيمة العلمية للبحوث التي تتصل بمجال المياه وإيجاد حلول علمية تكفل بإذن الله توفير المياه في هذا الكوكب، والوصول إلى حلول تنهي مشكلة ندرة المياه، والمحافظة عليها.

وبما أن المياه هي المكون الرئيسي لأي مشروع سياحي في العالم فقد اهتم الأمير سلطان -حفظه الله- بمختلف القضايا المتعلقة بهذا الجانب ومن ذلك مشروع الملك فهد -رحمه الله- لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول وقد حظي هذا المشروع بدعم وعناية من لدن سمو ولي العهد من خلال مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء في جامعة الملك سعود، ويهدف هذا المشروع في مجمله إلى الاستفادة من حصد وزن مياه الأمطار والسيول وتأمين المياه لسكان البادية في سقيا الماشية وتوفير بيئة نباتية وتكوين مصدر من مصادر الرعي والترفيه، وتهتم الجائزة بالجوانب المتصلة بالنظم البيئية الصحراوية والجفاف ومقاومته والتلوث البيئي والتوعية والتربية البيئية والأثر البيئي لمشاريع التغيرات المناخية والإنذار المبكر للكوارث، كما تهتم بحفظ التوازن البيئي والسياحة البيئية، والدراسات التي تدور حول تدهور الأراضي والتصحر ومقاومته الكثبان الرملية والغابات والتشجير بالإضافة إلى المراعي الطبيعية وإدارتها وصيانتها والمحاصيل العلفية في البيئة الصحراوية والجافة.

كما تهتم بالمواضيع المتصلة بأقلمة النباتات والحيوانات المستوردة، وتقييم النباتات البرية المحلية، كما تهتم الجائزة أيضاً بما يتعلق بالاستفادة من حيوانات الصحراء وبصورة خاصة الجمال والتحسين الوراثي للنباتات والحيوانات المحلية وحماية الأصول الوراثية الفطرية، والمحافظة على الحياة الفطرية والتنوع الحيوي وما يتعلق باستصلاح واستزراع الأراضي بالصحراء والزراعة التقليدية والتنمية المستدامة في المملكة وتطوير أشجار النخيل والعناية بشؤونها، كما تهتم بإدارة الموارد المائية وخاصة حصد وتخزين مياه الأمطار والسيول، واستخدام التقنيات الحديثة في الدراسات والأبحاث وخاصة تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، إضافة لآليات استخدام الطاقة الشمسية واستخداماتها في المجالات الزراعية وتنمية الصحراء، والدراسات الاقتصادية المتعلقة بأنماط الاستغلال والإنتاج الزراعي بالصحراء.

(برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز للعناية بالمساجد)

ومن الأوجه القيمة التي نالت نصيب اهتمام سمو ولي العهد الأمين والتي تهدف إلى تعميق الرؤية السياحية في المملكة من خلال الحفاظ على النسيج العمراني القديم الذي تتميز به مدن ومناطق المملكة، هو رعايته الكريمة لبرنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز للعناية بالمساجد باعتبار أن المساجد القديمة أو العتيقة هي إحدى الوجهات السياحية التي يقصدها الزائر من داخل المملكة وخارجها، نظير ما تتمتع به المملكة من ثروة عمرانية كبيرة فيما يتعلق بالمساجد القديمة المنتشرة في أرجاء المملكة والتي يكتسب معظمها أهمية دينية أتاحت تكوين عنوان سياحي مشرق.ويهدف برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى العناية بالمساجد ذات الخصوصية العمرانية المحلية في مناطق المملكة المختلفة والتي تحتاج إلى عناية وصيانة، من حيث تهيئتها وإعادة تأهيلها بترميمها وإعادة المعطل منها بالإضافة إلى وضع تصور حول إنشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج إليه المساجد مستقبلاً من صيانة.

وقد قام البرنامج الذي أطلق عليه اسم (البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة) بتنفيذ خطط وآليات بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من شأنها توثيق المساجد ووضع قاعدة بيانات عنها ثم البدء في عملية الترميم.

(دعم الأمير سلطان في مجال الرياضة)

حيث إن الرياضة تعتبر من الركائز الأساسية للتنمية السياحية فقد اهتم سمو ولي العهد بهذا الجانب أيما اهتمام، نظير ما تلقاه الرياضة في المملكة على اختلاف أنواعها من دعم مباشر من سموه الكريم حيث حرصه الدؤوب على تكريم المتفوقين رياضياً في المسابقات المحلية أو الخليجية أو العربية أو العالمية، بالإضافة إلى حثه المتواصل للأندية ببذل المزيد من الجهد والبذل من أجل الارتقاء بهذا الفن الراقي.

(أخيراً)

عند الحديث عن أدوار الأمير سلطان التنموية في العديد من المجالات وبالأخص المجال السياحي فإن الأقلام تستعصي على الكتابة وتتعب من الإحصاء كون ما يقوم به الأمير الكريم المتعدد العطاءات ذات صبغة كثيرة ومتنوعة، ويكفي أن نسرد (لا) أن نحصر ما يعطينا صورة حية عن اهتمام سموه في هذا المجال فبالإضافة لما سبق فإنه في عام 1990م قام بترؤس اللجنة الوزارية للبيئة التي وضعت إستراتيجية وطنية لحماية البيئة، كما حصل سموه في عام 1996م على درع البيئة العربي ولقب برجل البيئة العربي الأول من قبل الاتحاد العربي للبيئة وقام سموه بتأسيس صندوق لدعم الحياة الفطرية، واختيار سموه ضمن العشرة العازمين على حماية بيئة الكوكب من قبل وكالة (وتنس) الدولية، كما منح في عام 2002م جائزة الشيخ راشد العالمية للشخصية الإنسانية، وفي عام 2003م حاز على جائزة السلام والبيئة التي قدمها له مركز التعاون الأوروبي العربي ومقره في مدينة ميونيخ الألمانية، كما نال سموه عدداً من الجوائز والشهادات التقديرية الإقليمية والدولية تقديراً لجهوده العالمية والمتميزة في مجال حماية البيئة ومواردها الطبيعية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد