المشاعر المقدسة - بعثة الجزيرة:
مع وصول أول إشارة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لمركز عمليات الدفاع المدني بالحج, تفيد بسقوط أمطار غزيرة على العاصمة المقدسة والمشاعر, كانت قوارب الإنقاذ تصطف على أتم الاستعداد فوق جسر الملك عبدالله بمشعر منى, استعداداً لأداء مهامها في حماية ضيوف الرحمن.
وفي الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس الأربعاء وبينما كان ما يزيد على 70% من الحجاج قد وصلوا إلى العاصمة المقدسة ومشعر منى لقضاء يوم التروية, كانت المديرية العامة للدفاع المدني تبث بياناً تحذيرياً لحجاج بيت الله الحرام تطالبهم فيه بأخذ الحيطة والحذر من الحضور في المواقع الأكثر عرضة لمخاطر الأمطار ولا سيما القريبة من الجبال وتحذر من الجلوس في مصارف السيول والالتزام بتعليمات رجال الدفاع المدني في هذا الشأن، إيذاناً ببدء خطة مواجهة السيول التي تضمنتها خطة تدابير الدفاع المدني في الحج هذا العام.
ومنذ اللحظة الأولى لسقوط الأمطار فوق العاصمة المقدسة والمشاعر، قامت قوات الدفاع المدني بالحج بنشر الوحدات والفرق المتخصصة في أعمال الإنقاذ المائي في جميع المواقع التي تزداد بها مخاطر السيول، ودعم مشعر منى بأكثر من 600 من رجال الإنقاذ والإسعاف، بالإضافة إلى عدد كبير من القوارب، ومراقبة حركة تفويج الحجاج في منافذ دخول المشعر ونشر دوريات السلامة في شبكة الأنفاق بمشعر منى والتدخل السريع لفك حالات الاختناق المروري بها.
وواصلت الدوريات الميدانية جولاتها رصد قدرة مصارف السيول في منى على استيعاب الأمطار الغزيرة التي تواصلت لما يزيد على خمس ساعات دون انقطاع, والتأكد من فعالية شبكة تصريف المياه بها, في حين كانت جميع غرف عمليات الدفاع المدني تتابع تطور الموقف عن كثب لتوجيه فرق الإسناد والدعم إلى المواقع الأكثر عرضة للخطر.
وترافقت هذه التحركات مع بيان للمديرية العامة للدفاع المدني يؤكد أن كميات الأمطار التي تساقطت على مكة المكرمة لا تمثل خطورة على سلامة الحجاج ويعلن عن تنفيذ الخطة التفصيلية للتعامل مع مخاطر السيول وتوجيه الوحدات الميدانية المجهزة بالقوارب والكوادر المدربة من السباحين والغواصين إلى عدد من المواقع القريبة من سفوح الجبال في وادي منى, والاستعداد لإخلاء الحجاج من هذه المواقع إلى مواقع أخرى آمنة داخل منى متى دعت الحاجة إلى ذلك, بالإضافة إلى توفير عدد كبير من باصات الدفاع المدني لتنفيذ عمليات الإخلاء في حال تزايد كميات الأمطار بصورة تهدد أمن وسلامة الحجاج.
وأشارت المديرية العامة للدفاع المدني إلى أن الأوضاع في العاصمة المقدسة والمشاعر مطمئنة ولا تزال في الحدود الآمنة, وأنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق، حيث لم يتم تسجيل أي حالات إصابة أو وفيات بين الحجاج بسبب الأمطار وأن درجة الخطورة لا ترقى لتنفيذ عمليات إخلاء لأي من الحجاج إلى مواقع الإيواء المخصصة لذلك, وفي المقابل أعرب رؤساء بعثات الحج عن تقديرهم للتحرك السريع والمنظم لقوات الدفاع المدني بالحج, وانتشارها الواسع في العاصمة المقدسة ومشعر منى وتوجيهاتها للحجاج بالابتعاد عن مواقع السيول وسفوح الجبال, ووجودها على مدار الساعة لتنفيذ عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدة لمن يحتاج إليها.