المشاعر المقدسة - أحمد حكمي:
غارت سماء منى من أرضها فاكتست بياضاً وابتسمت رذاذاً وهي تستقبل حجاج بيت الله الحرام في أول يوم من أيام التروية وكأنها فرحة بمقدم أناس تعنوا إليها تملأ قلوبهم الخشوع وتلهج ألسنتهم بالتلبية تختلف أجناسهم وألوانهم يجمعهم مكان واحد وملبس واحد.
وكانت جموع الحجاج قد استقرت أمس في منى لقضاء يوم التروية واقترن توافد مواكب ضيوف الرحمن بالهدوء والسكينة وارتفعت أصواتهم بالتلبية: (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك)، متجهين إلى الله تلهج ألسنتهم على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الخالق جل جلاله وبذكره تعالى.
ورصدت (الجزيرة) في المشاعر المقدسة رحلة الحجيج في مرحلتها الأولى من التصعيد من مكة المكرمة إلى منى التي تميزت باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد الباصات والمشاة بفضل الله تبارك وتعالى ثم بفضل ما هيأته لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين من إمكانات في مختلف المجالات وفي مقدمتها شبكة الطرق السريعة الحديثة بما اشتملت عليه من أنفاق وجسور.
وحسب التقارير الأولية من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة فإن عملية انتقال حجاج بيت الله الحرام قد سارت بدقة وانضباط ومرونة مع المتابعة المستمرة من جميع الأجهزة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن التي تسهم في تحقيق النجاح لخطة تصعيد الحجاج إضافة إلى توفر جميع الخدمات التموينية والصحية والإرشادية على مختلف الطرق المؤدية إلى منى.
وقد ساهم أفراد قوى الأمن في تعزيز جهود رجال المرور في تنظيم حركة التصعيد وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
حيث اتسمت حركة السير بالسهولة واليسر بتوفيق الله عز وجل ثم بدقة التنظيم ورحابة الطرق التي تربط بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وتعددها واستخدام التقنية الحديثة في تصميمها.
فيما سادت المرونة والانسيابية الحركة المرورية في مكة المكرمة رغم الكثافة الكبيرة التي تشهدها العاصمة المقدسة هذه الأيام من حجاج بيت الله الحرام في حين يسرت الطرق والأنفاق المخصصة للمشاة انسياباً ملحوظاً في الحركة المرورية.
وأسهمت وسائل النقل الحديثة دوراً كبيراً في خدمة ضيوف الرحمن فضلاً عن سلامة المعلومات الإرشادية وتعاون الجهات المعنية في تقديمها للحاج بما يحقق راحته وخدمته على الوجه المطلوب.
(الجزيرة) رصدت انطباعات العديد من الحجيج في مشعر منى حيث التقينا في البداية مع الحاجة المصرية نوال الأحمد والتي قالت إنها كان حلماً من أحلامها أن تأتي إلى هذه المشاعر المقدسة وتؤدي فريضة الحج مؤكدة بأن من لقيته من خدمات في المملكة وخاصة في المشاعر هو رفعة رأس لكل مسلم قبل أن يكون لأبناء المملكة العربية السعودية مقدمة شكرها لحكومة خادم الحرمين الشريفين.
أما ابنها محمد السيد فقال: أتقدم بالشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على ما يقدمونه من اهتمام بالإسلام والمسلمين، فما لقيناه في هذه الأماكن فاق الوصف.
ويضيف قائلاً: أقدم شكري للمسؤولين في هذه البلاد على ما يقدمونه من اهتمام بالغ بضيوف الرحمن، فالجميع هنا يسعى لتقديم أفضل الخدمات بكافة أنواعها،، وأدعو الله أن يحفظ هذه البلاد من كل سوء ومكروه.
كما أعرب الحاج عبد الرحمن مصطفى من سوريا عن بالغ سعادته لأداء فريضة الحج لأول مرة، وقال: أقدم شكري وتقديري للإخوة السعوديين الذين يقدمون جهوداً ضخمة وطيبة منذ خروجنا لأداء فريضة الحج، وأدعو المولى - عز وجل - أن يحفظ هذه البلاد وحكامها من كل شر وسوء.
ويضيف الحاج زكريا محمد من مصر إن كل ما تقدمه المملكة العربية السعودية عظيم وما يقوم به خادم الحرمين الشريفين والقائمون على أعمال الحج جهود يشكرون عليها وحقيقة لا أستطيع أن أصف لك شعوري وأنا متوجه لبيت الله الحرام.
أما الحاج مشعل سليمان فقال: كل عام والخدمات في المملكة تتطور إلى الأفضل وهي حريصة دائماً على أن تراعي كافة خدمات الحجاج وأعظم ما شاهدت هو الأمن وتوفر جميع الخدمات على الطرق، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين خير الجزاء على ما يقومون به من أعمال جليلة خدمة للإسلام والمسلمين.
كما تحدث الحاج اليمني محمد علي قائلاً: هذه أول مرة أذهب فيها إلى الحج ولقد شاهدت في طريقي الجهود الملموسة والواضحة التي يقدمها الجميع من رجال أمن وكذلك المواطنين كما شاهدت الخدمات الجليلة التي تقدمها حكومتكم في خدمة المسلمين وأدعو الله أن يحفظها من كل شر.
أما الحاج حسين علي من مملكة البحرين وهو يؤدي الفريضة لأول مرة فقال: أحمد الله وأشكره أن يسر لي أداء الفريضة فالحمد لله كل شيء ميسر ولم نجد أية متاعب في الطريق. شكرا للحكومة السعودية وكل من ساهم في تقديم الخدمات. كما ثمن العديد من حجاج بيت الله الحرام الجهود الكبيرة وهذا السخاء من حكومة المملكة العربية السعودية وأكدوا أن هذه الخدمات التي تقدم لهم لها تقدير لدى المسلمين في العالم الإسلامي لأنها جعلت فريضة الحج ميسرة عن طريق الخطط التي تضعها سنوياً لإنجاح موسم الحج ولخدمة ضيوف الرحمن.