بعد أن وضعت (المهزلة) أوزارها.. يأبى العرب إلا أن يضعوا بصمتهم (الخائبة) في كل حدث ومناسبة!.
يأبى العرب إلا أن تكون قضاياهم فيما بينهم مسرحًا، يصوغ حبكتها (الراقصون) على أشلاء وَحدتنا، فتظهر على شكل مأساة لنا، ملهاة لغيرنا، نبكي ويضحكون!.
ونسعى إلى أن نُري إخوتنا عزتنا، ونُري غيرهم هواننا، نحرص أن نكون أشداء على إخوتنا، رحماء مع غيرهم! أشد ما تكون قسوتنا مع إخوتنا، (رفس) و(ضرب) و(تقطيب) جبين، ومع غيرهم مُحيّا طلِق تعلوه الابتسامة وينطق بالتسامح، بل يتجاوز ذلك بأن يكون لدينا في المعلب أحد عشر (أحنفًا)!! وصدق الأحنف بن قيس عندما وصف الحلم لسائله (هو الذُّلُّ يابن أخي أو تصبر عليه ؟!!).
فلا غرابة، ولا جديد.. هكذا تم صنع العربي، وهكذا هو تعليمه، ومخرجاته، وإعلامه، وهكذا أثر الخطب الرنانة التي لا تأتي بخير أبدًا! فلا يمكن له التفريق بين الوسيلة والغاية، ووسائله تُرقّى لتصبح هدفًا يحيا لأجله ويطمئن للموت دفاعًا عنه! فشعاره (فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا) ورغم أننا أمة بيان وبلاغة، فلم نفهم بعد معنى (العدا) في هذا البيت!.
في مباراة الشقيقين العزيزين مصر والجزائر، تجاوزت الإثارة حدودها، وانحرفت المباراة عن مسارها. وأعتقد أن انقلاب موازين التغيير والتأثير في البلدين كانت سببًا مباشرًا فيما آلت إليه المباراة من مشاحنات ومصادمات خرجت بها من المنافسة في المستطيل الأخضر إلى عراكٍ إعلامي سياسي! وهكذا عندما تكون الكلمة العليا للدهماء!!.
وبعيدًا عن أحداثها المريرة، فالمنتخب المصري الشقيق كان وكما يقول معلقوه (عشرة على عشرة)، ولا يمكن أن يلام أي لاعب في هذه التشكلية الرائعة بقيادة المعلم القدير حسن شحاتة ، فقد قدّم أفراد الفريق بروحهم العالية وحماستهم المُتَّقِدة دروسًا رائعة جمعت بين المهارة والجماعية وقبل ذلك الإخلاص للوطن بعيدًا عن (شعارات الأندية).. وأجزم لو أن المباراة كانت وفق ظروف طبيعية لتأهل هذا المنتخب الحلم إلى النهائيات وبكل جدارة، ولكن قدّر الله وما شاء فعل، ولا يلام المرء بعد اجتهاده، فهنيئًا للمنتخب الجزائري وصوله لنهائيات كأس العالم، وحظًا طيبًا للمنتخب المصري في منافسات الأمم الأفريقية القادمة.
فالمعذرة، هل قلت بعد أن وضعت المهزلة أوزارها؟!
فما زال للمهزلة فصول وفصول!!!.
بقايا حتى
- عندما تريد أن ترى عظمة فريق ما، فانظر كيف يلعب الخصوم أمامه! ما من فريق سعودي تستأسد الفرق أمامه كالهلال، فبالهلال تحل مشكلاتهم، ويتعاضد مسؤولوهم، لاغرابة في ذلك؛ إنه فريق القرن وزعيمه، والاختبار الحقيقي لنجومهم وإداراتهم، وعلى جمهور الهلال أن يقبل بهذه المعادلة وألا يضيق بها ذرعًا، فهذه ضريبة الزعامة والتفوق!.
- عصام الحضري، فهذا الحارس كان فريقًا بأكمله!.
- مباراة الشيقيقين مصر والجزائر ذكرتني بلقاء منتخبنا الوطني ومنتخب العراق في نهائي كأس آسيا، فقد نجح الجزائر كما نجح العراق وبذات الطريقة.
- بالغ النصر كعادتهم وبشهادة رئيسهم بفوزهم ببطولة كأس الاتحاد، رغم أن الفرق الأخرى تفقد مجموعة من لاعبيها المنضمين لمنتخب الشباب، وفي أول اختبار حقيقي سقط النصر في دوري الشباب!.
- رمتني بدائها وانسلّت، ينطبق تمامًا على الإخوة في ذلك النادي، ضجيج، وجعجعة ولا أثر للطحن، ويرمون غيرهم بذلك! والنتيجة فريق من فرق الوسط، ولولا هيبة الفريق خارج الملعب لكان أدنى من ذلك.
- الأمثال الشعبية، ما هي إلا وصف لتجربة إنسانية كبيرة، ومن قال (أبو طبيع ما يجوز عن طبعه) مر بحالات كبيرة ومشابهة لما يحدث من ذلك اللاعب الأرعن والذي يعشق المشكلات، فلله در قائل المثل!.
- المجتمع الرياضي غير مثالي، قالها سمو رئيس الهلال، وهي بيئة طاردة غير مشجعة للاستمرار، ففيها يباع الضمير، وتقدم الأمانة مهرًا، للخضوع والذلة، فتعس عبد الدينار والدرهم!.
- الرمز سامي الجابر، قالها مدويّة وبصريح العبارة، استفيدوا من أنظمة الاتحادات الإنجليزية والأسبانية والإيطالية، لئلا تقعوا بأخطاء بدائية، وأعتقد أن في تطبيق تلك اللوائح إنصاف للجميع وحينها ستسقط بعض الفرق المدللة، وهذا مالا يريده أولئك القوم، وإلا لماذا لا يطبقون ما تطبقه تلك الدول المتقدمة في كل شيء؟! أليست الحكمة ضالة المؤمن؟!!.
- جيرتس فرِحٌ باستمرارية الدوري شهرين متتابعين دون توقف، ولا يعلم المسكين أن الدوري توقف لعيون الاتحاد، حتى يسترد عافيته عند خسارته أو ينتهي من احتفالاته عند تحقيقه للقب!!
- من صالح الهلال ألا يفكر في جلب أي لا عب أجنبي، وأعني رأس حربة، فالفريق يسير وفق منظومة رائعة، والفريق يسجل نتائج كبيرة، وعلى دكة الاحتياط لاعب ماهر وهدّاف وهو اللاعب عيسى المحياني، وما يحتاجه سوى بعض الثقة، ومزيدًا من اللقاءات.
- من الذي انضم للمنتخب في لقائه الأخير، أهو المحياني أم السهلاوي؟! ألم نقل (رمتني بدائها وانسلّت)!!
- من المسؤول عن اختيار فريق مصارعة (بلاروسيا) لينازل منتخبنا، وخاصة أن المدرب ذكر أننا لم نجنِ أي فائدة من المباراة ؛ لضعف الخصم! أو أن الأهم أن يلعب المنتخب وحسب!.
- منتخب عمان الأقل إمكانيات، يلعب مع منتخب البرازيل، ويكتسب ثقة وخبرة، ونحن نلعب مع بلاروسيا.
- دوري الدرجة الأولى يتوقف اضطراريًا، وهي فرصة سانحة لبعض الفرق أن تراجع حساباتها.
- أسمع أن (فلاناً حظه يكسر الحصى) وقد شاهدت ذلك بأم عينيّ، ففريق الفيصلي، لا تقابلهم حصاة إلا وقد (جرشها) حظ فريقهم، حتى أن جميع الفرق المنافسة لهم وبعد أن تأجل لقاؤهم مع ضمك، تعطّلت بشكل غريب، وصدق من قال (اعطني حظًا وارمني في البحر).
- فريق التعاون لا يحتاج إلى لاعبين ولا مدربين، ولا إدارة، يحتاج فقط أن يستعير حظ (الفيصلي) لمدة شهرين فقط وسأبارك لهم الصعود مقدمًا!!.
- بأمانة من مصلحة الرياضة السعودية صعود فرق كالتعاون إلى مصاف أندية المحترفين، فهذا الدوري قائم على الاقتصاد والاستثمار، وأهم أركانه هو الجمهور، والكل يعلم حجم جماهيرية التعاون.
- أعتقد أن التعاونيين يشغلون أنفسهم أحيانًا بأمور قد تعوق مسيرة فريقهم، وتشتت جهودهم، فهلا تنبهوا لذلك!!.
- بارقة أمل تلوح في الأفق، حكمان صاعدان أعادا بعضًا من هيبة التحكيم، عباس إبراهيم، وفهد المرداسي، قد يعيدان أمجاد الحكم المتألق العالمي عبدالرحمن الزيد. على ذكر أبي زيد، هل يرى الأهلاويون أن اللجنة نجحت، بعد أن اجتمعوا بقضهم وقضيضهم للانتقاص من الزيد وتشويه سمعته ومحاربته، رغم أنه كان الأمل الوحيد في إنجاح لجنة التحكيم؟!!.
آخر حتى
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله؛ إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخاري..