يعلم الله أنني لم اتخذ من نادي (أرطاوي الرقاص) عنواناً لهذا الموضوع على سبيل السخرية (معاذ الله) فأنا احترم كل الأندية، كذلك فأنا لم أتشرف بمعرفة هذا النادي من قريب أو بعيد.
* وإنما على سبيل المحاكاة للعديد من زملاء الحرف الذين يتخذون منه دائماً في تناولاتهم مقياساً لقلة الإمكانات وضيق ذات اليد.
* أما الموضوع برمته فقد أعادني الزميل الزمول الأستاذ (صالح رضا) لتناوله مرة أخرى من خلال مقاله هنا يوم الاثنين الماضي، والذي تطرق خلاله للعديد من النقاط الجديرة بالاهتمام، والتي من بينها حكاية (نادي الوطن) وما أدراك ما نادي الوطن.. وكيف أن الإعلام الاتحادي المتتلمذ على الإعلام المصري الرياضي.. ما انفك يعزف على هذا الوتر دون وعي ودون إحساس بما قد يترتب على مسألة اختزال الوطنية والوطن بأكمله في هذا النادي أو ذاك، صغيراً كان أم كبيراً (؟!).
* على أن المحاذير التي أشار ونبه إليها الزميل في مقاله، ومن قبله العديد من الزملاء وأنا منهم.. لا تكمن في فجاجة العبارة فحسب، وإنما في صلب المعنى الكامن في عمق العبارة لدى الذين وقفوا ويقفون خلف محاولة تكريسها من خلال العمل على ترديدها بمناسبة وبدون مناسبة.. وإلا ما المانع من إطلاق عبارة (نادي الوطن) على أي من أنديتنا بما فيها (أرطاوي الرقاص).. طالما أن المسألة تنطلق من نوايا حسنة.. فضلاً عن كونها تبدأ وتنتهي بالانتماء للوطن دون تمييز ودون احتكارية لا تقوم على أسس وعلى حيثيات انتمائية خاصة وحصرية لا تتوافر لدى الأندية الأخرى.. بعيداً عن التهاويل، وحتى عن بعض المزايا مثل الأقدمية والحضور الجيد في بعض المناسبات الرياضية التي يمكن أن تؤهل لألقاب أخرى ملائمة لها في منأى عن الألقاب ذات الأبعاد والمعاني الحساسة التي لا يحق لكائن من كان الاستئثار بها لنفسه بأي شكل من الأشكال.
* ويبدو أن الزميل (صالح) لم يتابع المسلسل من أوله، وكيف بدأت الحكاية وإلى أين وكيف انتهت.. ربما لكثرة سفراته خارج البلاد كما أعلم.
* ذلك أن الحكاية بدأت بإعادة منح ذلك اللقب كهدية من سمو نائب الرئيس العام الأمير (نواف بن فيصل) (؟!!).
* ولفجاجة العبارة والتعبير كما أسلفت.. فضلاً عن يقيني بأن ولاة أمرنا هم أكثر حرصاً وأكثر حنكة في التعاطي مع مثل هذه الأمور الأكثر حساسية كما عهدناهم (حفظهم الله) منذ الأزل.
* لذلك كان من الطبيعي أن تتقافز الشكوك إلى ذهني من أن وراء المسألة (حركة ما) ليس للأمير فيها ناقة ولا جمل.. فربما تم اختطاف تلك الجملة من سياق حديثه الاحتفائي بمناسبة فوز العميد بكأس آسيا ومن ثم تم تحويرها لتصبح على الشاكلة الاستعلائية المتداولة بينهم الآن، وللإنصاف والأمانة (بين بعضهم).
* لهذا كتبت رسالة متواضعة عبر هذه المساحة في حينه موجهة إلى سمو الأمير (نواف بن فيصل) رجوته فيها وضع النقاط على الحروف حيال ذلك الإدعاء ليكون الوسط الرياضي على بينة من الأمر قطعاً لدابر القيل والقال، ومنعاً لأية التباسات أو مزايدات الكل في غنى عنها.
* ولكن كثرة مشاغل سموه.. فضلاً عن رغبته في أن تأخذ أفراح أنصار العميد بالمنجز مداها.. هي من حال دون تفاعل وتجاب سموه مع رسالتي تلك.
* إلا أننا لم نلبث سوى أسابيع قليلة حتى فاجأتنا ذات الأقلام وذات المصادر الصحافية بمعلومة أخرى جديدة مفادها أن اللقب إياه جاء منحة من سمو الرئيس العام الأمير (سلطان بن فهد).
* وما هي إلا أسابيع قلائل حتى بدأنا نقرأ معلومة أخرى جديدة متداولة في ذات الصحافة والأقلام تنسب المنحة إلى شخصية أسمى وأعلى شأناً من أن يزج بها في مثل تلك الأمور (؟!!).
* وفي أحد مقالات الإعلامي العربي صاحب جوائز (حط بالخرج)، وهو المقرب جداً جداً من الإدارة الاتحادية آنذاك.. كتب يثني ويمتدح الإدارة إياها كونها هي من أطلق على العميد لقب (نادي الوطن) (؟!!).
* كل هذه السيناريوهات والوقائع بتسلسلها ومحتوياتها وتدرجاتها الهرمية مثبتة في أراشيف الصحف التي تبنت عرض المسلسل من حلقته الأولى إلى الحلقة الأخيرة، وبالتالي فإن بإمكان أي مهتم بالموضوع الرجوع لتلك الأراشيف للتأكد.
* وللدليل على هلامية المتكأ والمستند لابد من ملاحظة التدرج البليد في قائمة الجهات المانحة وكأن المتلقي فاقد الذاكرة إلى درجة عدم القدرة على تذكر ما كتب منذ ثلاثة أو أربعة أسابيع؟!.
الخلاصة:
* من حق أنصار الأندية التغني بإنجازات وبطولات أنديتهم، والتعبير عن عشقهم وارتباطهم العاطفي والانتمائي بها.
* كما أن من حقهم إطلاق الألقاب والصفات المحببة إلى نفوسهم على أنديتهم ونجومهم في إطار المقبول والمعقول.
* ولكن الذي ليس من حقهم أبداً هو الذهاب بعيداً في ذلك إلى درجة تجاوز الخطوط الحمراء من خلال إطلاق الألقاب والصفات والمسميات الاستعلائية المثيرة للنعرات والحساسيات، لأسباب وخلفيات ما نزل الله بها من سلطان.
خاص
* معذرة من الزملاء الكرام والقراء الأعزاء في التوقف إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك.. سائلاً المولى العلي القدير أن يعيده على الجميع بوافر الصحة والسعادة.
* وأن تأتي العودة وقد تم تطهير تراب جنوبنا العزيز من درن مخرجات حوزات (قم) وأذنابهم (إن شاء الله).
* وكل عام والجميع بألف خير.