Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/11/2009 G Issue 13569
الأحد 05 ذو الحجة 1430   العدد  13569
نوافذ
إنه ليس بعار
أميمة الخميس

 

نشرتُ مقالاً سابقاً لي، يدور موضوعه حول مواجهات أبطالنا على الجبهة الجنوبية، وعن إمكانية استغلال المواجهة من قبل بعض الأطراف الخارجية, من خلال تأطيرها طائفياً بهدف استثمارها سياسياً.

وقد وصلني رسالة عتب كبير من أحد القراء من (جيزان) يرفض فيها أن تنسب مدينته إلى طائفة أو أقلية تقطن الجنوب، حيث ربط هذا بالوطنية والولاء والانتماء، وقد قام بتفصيل وفهرسة مذهبية للطوائف التي تعيش جنوب المملكة وشمال اليمن، وفي النهاية جعل الولاء والبراء منها شرطا وحيدا للوطنية.

ولأن رسالته تتناول ملفات ساخنة في مرحلة مواجهة عسكرية مهمة يعيشها الوطن فأحب أن أوضح له عبر مساحة زاويتي الضيقة بعضاً من الأمور:

أن الطائفية لا تتقاطع ولا تتضارب أو تقلل من معاني الوطنية، وكم من أبناء الوطن القادمين من طوائف وأقليات, تتجذر في المكان، يشغلون مناصب رسمية ويتعاطون مع الشأن العام بكل ولاء وأريحية، بل إن الكثير منهم ممن يشار لهم بالبنان بعد أن برز ومثَّل المملكة في محافل دولية وإقليمية.

مقالي حين أشار للأقلية الإسماعيلية في الجنوب فهو يهدف إلى التحذير من إمكانية استثمار وتأجيج البُعد الطائفي في المواجهة، وليس بهدف النيل من تلك الأقلية والتشكيك في ولائهم وانتمائهم، بل إن الكثير من بنات تلك الأقلية ممن التقيت بهن في (جلسات الحوار الوطني) ما زلن صديقات لي، وما برحنا نتواصل بيننا بمودة، وأعلم مقدار الوطنية والحب والولاء الذي يملكنه في أعطافهن لهذا الوطن ومستقبله ولحمته الوطنية.

يكتمل العقد الاجتماعي للدولة عندما تتساوى جميع الأطراف تحت سقفها بالحقوق والواجبات، وهو الأمر الذي تختزله رؤية خادم الحرمين في مشروع الحوار الوطني الذي يجعل من الجميع يلتف حول الدوحة الوطنية كخيار سيادة، وأمن قومي مستقبلي.

أن التعدد المذهبي والطائفي في دولة معينة ليس بعار؛ بل هو نموذج غنى وثراء وتنوع، وقدرة على تأسيس فسيفسائية وطنية لامعة وبراقة تعكس جميع أطياف الوطن.

أي دولة في العصر الحديث تقوم وتعتمد على أي من نظريات النقاء العنصري أو الديني أو المذهبي تصبح دول فاشية عنصرية متوحشة (دولة إسرائيل مثالا). التعدُّد والتنوع المذهبي أو الطائفي هو عنوان فخر.. وليس بعار أيها القارئ العاتب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد