القاهرة - مكتب «الجزيرة»
حمل الرئيس المصري حسني مبارك إسرائيل تقويض فرص عملية السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها في محيط المسجد الأقصى ومواجهات مستوطنيها وقواتها مع الفلسطينيين في الحرم الشريف.
وقال موجها كلامه لقادة إسرائيل: إنكم تضعون عقبات جديدة في طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة والتفاوض على حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائي.. أوقفوا ممارساتكم في الضفة الغربية ارفعوا حصاركم عن غزة كفاكم تعنتا ومراوغة امتثلوا لنداء السلام.
وحول التدخلات والخلافات في الشرق الأوسط حذر الرئيس مبارك من خطورة التدخلات الإيرانية في المنطقة وتهديد أمن منطقة البحر الأحمر والخليج وأمن منطقة الشرق الأوسط, معرباً عن أسفه لما تشهده المنطقة العربية من تدخلات وخلافات ومشاحنات وصغائر.
وأكد أن التحركات علي صعيد المنطقة العربية تلقى اهتماماً خاصاً من القيادة السياسية المصرية.
من ناحية أخرى وجه مبارك رسائل تحذير غير مباشرة للجزائر بعد أحداث الاعتداءات على الجماهير المصرية بالسودان، وأكد مبارك في خطابه أمس أمام الاجتماع المشترك لمجلسي الشعب والشورى في بداية الدورة البرلمانية الجديدة أن علاقات مصر الخارجية تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وعندها تعالت صيحات نواب البرلمان المصري الذين طالبوه بالحديث عن الجزائر لكنه قابلهم بقوله (انتو عايزيني انفعل بسرعة كده.. أنا معاكم وزيكم.. بانفعل لكن بامسك نفسي).
وأكد مبارك أن رعاية المواطنين المصريين بالخارج مسئولية الدولة المصرية التي ترعى حقوقهم ولا تقبل المساس بهم أو التطاول عليهم أو امتهان كرامتهم، وأضاف (أقولها بكلمات واضحة .. إن كرامة المصريين من كرامة مصر .. ومصر لن تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها. وقوبلت كلمات الرئيس بتصفيق حاد ومتواصل من جانب نواب البرلمان المصري الذين استحثوه على تكرار ما قاله فرد عليهم مداعباً (اللي بيكرر أم كلثوم مش إحنا).
من جانب اخر تواصلت أمس ردود الفعل الرسمية والشعبية الغاضبة حول أحداث الاعتداءات التي تعرض لها المصريون من قبل الجزائريين في السودان عقب المباراة الفاصلة بين الجانبين في مدينة أم درمان، وأكد علاء مبارك نجل الرئيس المصري على ضرورة اتخاذ موقف قوى مع الحكومة الجزائرية، مشيراً إلى ضرورة مقاطعة أى نشاط رياضي بالجزائر، وأشار علاء مبارك خلال مداخلة هاتفية مع برنامج (البيت بيتك)، إلى أن المصريين لن يقبلوا أى اعتذار بعد تلك الاعتداءات، خاصة أن الجزائريين قاموا بحرق العلم المصري أكثر من مرة وتطاولوا على الشعب المصري بالسب والقذف، ووصل الأمر إلى التطاول على القيادة السياسية المصرية.
من ناحية أخرى قرر رئيس البرلمان المصري الدكتور فتحي سرور تخصيص الجلسة الأولى للبرلمان اليوم الأحد لمناقشة الاعتداءات الجزائرية على المصريين فى السودان، وذلك بعد أن تقدم عدد من النواب ببيانات عاجلة حول تلك الاعتداءات.
وفيما طالب نواب مستقلون بعقد لقاء عاجل بين الرئيسين مبارك وبوتفليقة لتضميد الجراح حرصاً على الروابط التاريخية بين الشعبين، اتهم نواب آخرون في الحزب الحاكم الحكومة بالتقصير وهددوا بأنهم في حالة استمرار تقصير الحكومة في حق المصريين سيطالبون بسحب الثقة منها، مطالبين الحكومة باتخاذ الإجراءات الحاسمة مع الجزائر، وذلك بقطع العلاقات وسحب السفير المصري وطرد السفير الجزائري والجزائريين من مصر، وإحضار المصريين من الجزائر بأي طريقة حتى لو تتطلب الأمر سفر المسئولين بأنفسهم لإحضارهم.
وطالب عادل فخري دانيال مؤسس حزب الاستقامة (تحت التأسيس) بعزل وزير الخارجية المصري وكل من السفير المصري لدى الجزائر والسفير المصري لدى السودان، وجميع العاملين بالسفارتين هناك بسبب تقصيرهم وعدم تقديم معلومات لمصر حول ما حدث.