Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/11/2009 G Issue 13569
الأحد 05 ذو الحجة 1430   العدد  13569
أضواء
حتى لا ينشأ طابور خامس في بلادنا
جاسر الجاسر

 

بعد أن سلطت عمليات تسلل الحوثيين إلى أراضي المملكة العربية السعودية وفعلت ما فعلت من قتل لرجال الدوريات العسكرية وتخريب الأمن والاستقرار في منطقة الحدود مع اليمن، وتجرئهم على اختراق الحدود السعودية في محاولة خبيثة لتوريط المملكة بما يجري من مواجهات بين القوات اليمنية والحوثيين لفك الحصار عنهم خدمة لأهداف أجنبية تأكد علاقتها بما قام به الحوثيون سواء داخل اليمن، أو التسلل إلى المملكة العربية السعودية..

بعد أن كشفت هذه الحوادث خطورة تسلل أفراد إلى داخل الأراضي السعودية سواء من اليمن أو من دول عربية مجاورة، قامت الأجهزة الأمنية بتعقب هؤلاء المتسللين والمتخلفين والأشخاص غير النظاميين والمقيمين في مدن السعودية، وقد أظهرت عمليات التعقب هذه أرقاماً مخيفة عن عدد المتخلفين والأشخاص غير المعروفين الذين يقيمون في المحافظات المتماسة مع الحدود؛ ففي جازان وحدها ذكرت صحيفة المدينة أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على آلاف الأشخاص غير المعروفين، منهم اليمنيون والصوماليون ومن جنسيات عربية وغير عربية.

هذا في منطقة جازان وحدها، قرابة الثلاثة آلاف وخمسمائة شخص غير معروف يقيم إقامة غير نظامية في محافظات المنطقة.

وهناك غير معروفين مخالفون لنظام الإقامة، بعضهم متسللون وبعضهم أتلفوا جوازات سفرهم، وهؤلاء تكاد لا تخلو مدينة سعودية منهم. بل هناك تجمعات تعرفها أجهزة الأمن في مدن محددة، يتجمعون قرب قنصلياتهم في جدة رغبة في الحصول على سفر مجاني لبلدانهم، والبعض الآخر يعمل عند مواطنين لا يعرفون أنهم بتسترهم على هؤلاء يضرون ضرراً بليغاً بأمن بلدهم.

هؤلاء غير المعروفين والمتخلفون الذين تصل أعدادهم إلى عشرات الآلاف يشكِّلون خطراً جسيماً على الأمن الوطني، بل إن بعضاً منهم يشكِّلون احتياطياً عسكرياً داعماً للعدو الخارجي، بمعنى أنهم جيب مخرب داخل الوطن يدعم أعداء الوطن في الخارج.

ولا بد من أن الأجهزة الأمنية قد كشفت بعض الأشخاص غير المعروفين خاصة في المحافظات القريبة من الحدود من لهم علاقة بالمتسللين الحوثيين، وقد قرأنا أن هناك أشخاصاً من غير المعروفين قد وجدت في حوزتهم خرائط، وشفرات اتصال، وأنهم قدموا معلومات للمتسللين، وهذا غير مستبعد؛ لأن من يقيم إقامة غير نظامية، ويتسلل للبلاد لا يمكن أن يقوم بعمل يدر عليه مالاً يعيش ويرسل إلى عائلته التي غادر بلاده من أجل إعانتهم، هذا بالنسبة للمتخلفين ومخالفي نظام الإقامة، وهؤلاء عرضة لعرض خدماتهم مقابل ما يحصلون عليه من أموال من المتسللين الذين دخلوا البلاد من أجل أعمال التخريبية.وجود هذا الخليط غير النظامي من متسللين ومتخلفين وغير معروفين ومخالفين يشكّل في الحقيقة نواة لتشكيل طابور خامس يدعم أعداء المملكة، ويمكن أن ينفذ أعضاؤه إذا لم ننتبه لخطورتهم ونعمل بجد على تعقبهم ومعالجة أوضاعهم، وأي تقاعس أو تردد سيوجد داخل بلادنا طابورا خامسا من عناصر سيكونون أدوات تخريب بين ظهرانينا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد