دان الأستاذ حمد القاضي في جداوله ما يسمى بزواج (المثقاف)! وهو يعني كما فسره مخترعوه الزواج بامرأة مثقفة، بحجة أنها تستطيع أن تناقش وتحاور زوجها بشؤون الثقافة من شكسبير إلى المتنبي إلى الشعر الحديث،والعولمة، وحوارالحضارات. وحجة هؤلاء الرجال أن الزوجة غير المثقفة تكون بعيدة عن اهتمام زوجها المثقف!
ويرى الأستاذ القاضي (أنها حجة تافهة تخفي وراءها مأرباً آخر! فالزواج ليس ندوة أدبية أو علمية مطلوب فيها الجدل والنقاش في شؤون الثقافة والفكر، بل إنه سكينة وتفاهم وحوار بأبسط أسلوب حول شؤون البيت وما يهم الزوجين بعيداً عن جدل الفكر والنقاش الذي يصل في المنتديات إلى درجة الشقاق).
وبرغم تقديري لأستاذي حمد القاضي،إلا أنني اختلف معه حول الهدف! فالواقع أن بعض الشباب يود الاقتران بفتاة مثقفة تجيد الحوار والمناقشة الساحرة بأسلوب سلس وبطريقة مبهرة. بل إن كثيراً من الشباب سواء من أقاربي أو ممن يرسلون لي معاناتهم عن طريق البريد يشتكون من الخواء الفكري لبعض الزوجات، ممن تكون حدود ثقافتها (قالت شغالتنا، وعرس بنت خالي يوم الخميس، وأحدث نوع من أجهزة الاتصالات، وحديث الماركات التافه) ولا تدرك قط كيفية التعامل مع أبنائها من الجيل الجديد ممن هم بحاجة لمواكبة الأحداث ومسايرتها أو مواجهة تحديات قاسية.
الثقافة ياسيدي ليست صالونا أدبيا يحتد فيه النقاش عن شكسبير البائد أو المتنبي الرائد، برغم جمال هذا النقاش، بدلا من قولها (كل سنة أختك يسافرون شهرين وحنا الله يرحم حالنا). أو قوله (وش سوى رجل أختك هيلة، أنا ما أدري كيف تطيقه!) وهو بالواقع يغار منه لأنه ناجح في التعامل مع أولاده،ومحافظ على أسرته، ولم تسرقه الاستراحات من منزله أو تجرده من مسؤولياته.
يا أبا بدر لا أحسبك تخالفني - وأنت الرجل المثقف - بأن ثقافة المرأة جزء من جمالها، وشطر من شموخها، ومجال فخر لزوجها والاعتزاز فيها، بشرط أن تكون عند زوج يقدّر ثقافتها ويستمتع بملاحة حديثها الأخاذ.
ولا أخالك إلا متفقا معي عن زهو الأبناء أمام أقاربهم أو زملائهم - والبنات بالذات - حين تكون أمهم واعية مدركة وليست (دجاجة) كما يصورها رسام الكاريكاتير عبد السلام الهليل حين تبدي سذاجتها أمام الأحداث الحالية، أولا تكاد تفهم أساليب زوجها وأبنائها الاحتيالية، وبطولاتهم الخيالية!!
يا أستاذي لو بيدي لتحولت كل نساء بلدي مثقفات واعيات مدركات دونما استعراض للثقافة أو استخدامها مظهرا وشكلا وشعارا، وهي بالواقع مخبر رفيع للتفاهم، ودثار للسكينة، وصيغة راقية للتعامل الرومانسي مع رجل يملأ قلبها حبا، وعقلها فكرا، وحياتها استقرارا. فهي تهابه إجلالا وتقديرا وليس خوفا أو تقليدا، ولذا فهي أبدا تفخر به، ويستحق بالفعل أن يكون زوجها.
ولاشك أن المرأة المثقفة هي أكثر من يقدّر ثقافة الرجل وفكره وسعة أفقه، أما دونها فإنها أبدا تشكو من ثرثرته وفلسفته وبعثرة كتبه، وتتمنى لو أنه بدلا من شراء تلك الكتب حضر وبيده (رشرش) أو بطاقة دعوة لعرس!!
rogaia143 @hotmail.Com www.rogaia.net