سوف أقسِّم عالمنا التعليمي إلى قسمين: القسم الأول - يمثل التربويين الذين يعملون تحت المظلة الحكومية، والآخر- يمثل أولئك المحترفين الذين تقاعدوا عن العمل التربوي الحكومي وانعزلوا.

دعونا نتناول بالتحليل واقع حال منسوبي كل قسم، مع كل التقدير لجهود التربويين العاملين تحت مظلة الحكومة إلا أن بعضهم يجدون أنفسهم بين سندان ضغط العمل الهائل ومطرقة المركزية والبيروقراطية المفرطة، وقد يتأثرون ببعض الممارسات الخاطئة (المجاملات والمحسوبيات)، كما أن قلة منهم منشغلة بالبحث عن مواقع قيادية أفضل مما يجعلهم يستعجلون نتائج التطوير بحثا عن كسب إعلامي موهوم، وبعضهم قد لا يعبر عن حقيقة قناعاته التربوية بسبب مسايرته لضغوط من حوله.

أما أولئك الذين يتقاعدون عن عملهم التربوي الحكومي؛ فالنظام التعليمي يفقدهم للأسف عندما يصلون إلى قمة نضجهم وحكمتهم وإدراكهم لطبيعة التعامل مع التحديات التعليمية. إن القطيعة معهم تعيدنا باستمرار إلى المربع رقم واحد وتجعل كل قيادة تربوية جديدة تعيد ارتكاب الأخطاء نفسها.

أظن أننا سنكون أفضل تعليميا لو أننا أبقينا على هؤلاء التربويين مشاركين في مسيرة تطوير تعليمنا. تاريخنا التعليمي يثبت أننا لا زلنا ندور في حلقة من الأخطاء.

في قطر، تم إنشاء بيت تربوي عملاق مفتوح لكل أطياف التربويين (مؤسسة قطر للتربية والعلوم) ترعاه المؤسسة الحاكمة نفسها.