إعداد : أحمد العجلان :
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.
قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم الإعلامي المعتزل دباس الدوسري»فماذا قال..
قد يكون هناك نقطة في أقصى محيط الرياضة السعودية لم تسلم من إثارة الصحافي دباس الدوسري ولكن هذا المحيط يحفظه عن ظهر قلب؛ ولأن الصحافة هي ما تكتبه اليوم وليس ما نشر لك بالأمس فالكثير منا نسي دباس الدوسري فنبشنا عنه ووجدناه في نقطة من ذلك المحيط ولكن كمراقب يتأهب للعودة بعد غياب دام أكثر من ثماني سنوات.. دباس الدوسري الذي لم يسلم الصحافيون من خبطاته وسبقه ولا اللاعبون أو الإداريون من حواراته المثيرة بعد عمر قضاه في الصحافة الرياضية بدأت مع جريدة الرياضية واختتمت مع (الجزيرة).. ها هو اليوم ضيفاً علينا لنقوم معه بنفس الدور الذي كان يقوم به.. لن نطيل إليكم تفاصيل الحوار:
* لاذا اعتزلت الصحافة الرياضية؟
- هذا سؤال كبير جداً يا أحمد!! دعني أقول لك إنني بدأت العمل في الصحافة الرياضية من 8-1-1413هـ حتى بداية شهر رمضان 1422هـ أي ما يُقارب عشر سنوات، وكنت متابعاً للدوري الممتاز ولدوري الدرجة الأولى من بدايتهما عام 96هـ ناهيك عن البطولات الخليجية والعربية والآسيوية والعالمية على كافة المستويات.. فضلاً عن الألعاب المختلفة التي تستهويني.. فكم عدد المباريات التي تظن أنني شاهدتها خلال تلك المدة (مشجعاً) و(صحافياً)؟!.. حقيقة بدأت أشعر بالملل وأنني ما خُلقت لهذا.. بل خُلقت لأمر عظيم قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه).. فكيف أقابل ربي بصحائف فيها مئات المباريات التي أفنيت حياتي فيها، وإن كانت من (المباحات) ولا شك عندي في هذا.. غير أنها كانت على حساب الكثير من (النوافل) التي تقربني من ربي حتى (يحبني) سبحانه كما جاء في الحديث القدسي المعروف.. ولهذا قررت بعد مراجعة مع النفس أن أراجع الأولويات في حياتي وأقدم الأهم فالمهم، وأن لا يشغلني المباح عن الواجب أو النفل.
* ولكن هل الصحافة الرياضية تمنع التديُّن؟
- لا يا أحمد.. أنا أتكلم عن حالة خاصة عن نفسي فقط.. قد يكون هناك غيري قادراً على التوفيق بين الأمرين.. أما أنا فلم أستطع في ذلك الوقت الجمع بينهما.. فأنا أخبرت الزميل محمد العبدي بنية الابتعاد عن الصحافة بعد رمضان 1422هـ وعرض عليَّ الاستمرار بالأسلوب والطريقة التي أرغب وكان حريصاً على استمراري فقلت له إنني أنوي هذا العام أن أذهب إلى الحج وبعدها سأقرر الاستمرار أو الابتعاد.. ولأنني وجدت ما بين رمضان والحج (لذة) ما عرفتها قبل ذلك آثرت الابتعاد لتعويض ما فاتني وللتزود من الطاعات فأنا بكل صدق وجدت نفسي التي كنت أبحث عنها.. ثم انشغلت بحضور الدروس العلمية ومطالعة كتب العلم الشرعي وبخاصة فتاوى الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- وقبل ذلك كتاب الله العظيم (القرآن الكريم) الذي لم أكن أعرفه إلا في رمضان.. والآن هو قريب مني باستمرار فما ظنك برجل كان همَّه غياب اللاعب الفلاني أو حضوره ثم أصبح همّه كتاب الله؟!
* كيف تنظر إلى الوسط الرياضي بعد خروجك منه؟
- مليء بالخير - بإذن الله -.. فكل وسط فيه الخير والشر.. وأنا أنتمي إلى الوسط الرياضي وما زلت.. فالتقصير لم يكن من الوسط الرياضي إنما مني أنا، ولهذا عندما غيّرت طريقة حياتي استقامت أموري ولم يطاردني الوسط الرياضي ليفتنني عن ديني ولم يعذبني أحد منهم على بطحاء مكة لأعود إلى الصحافة الرياضية (قالها مازحاً وهو يضحك).
* هل تتابع الصحافة الرياضية وماذا تغيّر فيها؟
- لست متابعاً جيداً.. لكنني أشتاق إليها بين فترة وأخرى ولا سيما بعد أن كبر ابني (ساري) وأصبح حريصاً على قراءة بعض الصحف.. وأنا بدوري أتصفحها بعده وأبدي عدم الاكتراث أحياناً.
* ولماذا تفعل ذلك؟
- لا أريد منه أن يحرص على الصحف أكثر من حرصه على دروسه وقراءة الكتب المفيدة في شتى المجالات لأن القراءة تحتاج إلى تدريب من الصغر وهذا ما أحرص على تعليمه لأبنائي.
* لمْ تجاوبني بعد على التغيرات التي ترى أنها حدثت في الصحافة الرياضية؟
- افتقدت عنصراً مهماً جداً وهو (الخبر) فقديماً قيل: (يا خبر اليوم بفلوس.. بكرة ببلاش).. واليوم انقلب المثل، فالخبر أصبح في متناول الجميع مباشرة وببلاش.. وغداً في الصحيفة بفلوس!! وطغى الإعلام الفضائي على الصحافة ولم يبق للصحافة إلا متابعة ما وراء الخبر والتعليق عليه خصوصاً من الكُتَّاب وإجراء الحوارات الخاصة بالصحيفة.. وهذا فن لا يجيده الكثير من الصحافيين.
* مَنْ مِن كُتَّاب الأعمدة الذين يعجبونك في الفترة الحالية؟
- الأعمدة كثيرة والكُتَّاب قليلون!!
* هل تقصد أنه لا يعجبك أحد؟
- لا.. لا أقصد هذا.. ولكني غير متابع ولا أريد أن أظلم أحداً وإن كنت أظن أن الأستاذ عبد الله العجلان ما زال محافظاً على (رزانته) في زمن الرزانة فيه أصبحت عملة صعبة وكذلك يعجبني الأستاذ أحمد الرشيد لأنه يستفز خصومه لكنه لا يجرحهم ب(البذيء) من القول.. وهذا حسب ما قرأت في الفترة الأخيرة وإلا فإني بريء إن كانوا غيّروا أو بدّلوا قبل ذلك لأني انقطعت ست سنوات تقريباً عن متابعة الصحافة الرياضية فليعذرني الجميع.
* هل تنوي الرجوع إلى الصحافة الرياضية؟
- ها أنا أجيبك على أسئلة تنشرها في صفحة رياضية.
* لا أقصد الرجوع إلى ممارسة العمل الصحفي أو الكتابة الأسبوعية على أقل تقدير؟
- إذا وجدت الفرصة المناسبة والكيفية المناسبة ربما يكون ذلك ولكن لا أدري متى؟
* هل تلقيت عروضاً بالكتابة؟
- لدي عرض مفتوح من الأستاذ محمد العبدي منذ ثماني سنوات وما زال يجاملني بتكراره في كل اتصال يتم بيننا.. وكذلك عرض من الأستاذ خلف ملفي حينما كان في (الشرق الأوسط).. وعرض آخر جديد في الصحيفة الإلكترونية (جووول أون لاين).. وعرض من الأستاذ عيد الثقيل في الاقتصادية قبل عام تقريباً وجدده قبل أيام وهي مجاملات من الزملاء أشكرهم عليها.. كما أذكر قبل أربع سنوات تقريباً عرضاً من الأستاذ سعد المهدي لإعداد صفحة دينية في الرياضية غير أني اعتذرت لأني لست مؤهلاً لذلك.
* هل يضايقك أن تُصنَّف على أنك كاتب هلالي؟
- أنا كنت متهماً بأني هلالي ونصراوي وشبابي وتعاوني وكوكباوي نسبة إلى نادي الكوكب من الخرج!! أي خمسة اتهامات أربعة منها (صح) وواحد (خطأ).
* هل صحيح أنك دخلت الصحافة الرياضية بوساطة صحافيين نصراويين؟
- نعم هذه حقيقة لا (أنكرها) أبداً ولها قصة طويلة بدأت من زيارة الكاتب النصراوي عبد الرحمن الزهراني صاحب القلب الطيب إلى مقر نادي الكوكب بالخرج وسأل بعض منسوبي النادي لماذا لا يُوجد صحافيون كوكباويون فقالوا له: (على يدك) فتم ترشيح عدد من الأسماء أنا منهم واخترت الرياضية بحكم التخصص وأدار تلك العملية صديق نصراوي متعصب اسمه يوسف العبيد، وكنت أنا وقتها هلالياً متعصباً للأسف، والأسف على التعصب وليس على الهلال (قالها وضحك) غير أننا كنا نتفق على التعصب للكوكب وما زلنا ولكن بدون تعصب!! فطلب مني صديقي أن أخفي هلاليتي حتى أستطيع أن أخدم الكوكب فقط فحضرنا إلى مقر جريدة المدينة في الرياض واتصل الزهراني بالزميل سليمان الجمهور مسؤول تحرير الرياضية في مكتب الرياض آنذاك وقال له أثناء الوساطة عني إنني (شاب نصراوي) فهمست في أذن صديقي: (الرجال يقول نصراوي!!).. فغمزني وقال: اسكت لا تخرّب علينا.. ومنها كانت الانطلاقة في عالم الصحافة لكني وبحكم تواجدي في الرياض للدراسة أصبحت أزور مكتب الرياضية باستمرار فأعطوني بطاقة لتغطية المباريات في الملاعب وبدأ اسمي في البروز وعندها أخبرت الزميل سليمان الجمهور أنني لست نصراوياً فقال: أدري أخبرنا شخص شعلاوي بالتلفون منذ فترة!! فقلت له: إذا كنت تريدني أن انسحب انسحبت لكنه رفض وقال: أنا أتعامل معك كرجل ولا يهمني ميولك وأنت صحفي ممتاز وسيكون لك شأن، ولذلك فإن سليمان الجمهور هو الوحيد الذي أدين إليه بالفضل بعد الله في دخولي وتعليمي ألف باء صحافة.
* إذن تعترف أنك هلالي؟
- هذا الكلام يا أحمد عام 1413هـ.. أما الآن فأنا أشجع اللاعب أسامة هوساوي فهو إمبراطور الوقت الحالي ومدافع متكامل لم أشاهد قبله بهذا المستوى والفكر الراقي كما أني أحبه في الله لأني أسمع عنه أخباراً طيبة.
* وماذا عن علاقتك بنادي الشباب؟
- بدأت بسبب إعجابي بشخصية الأمير خالد بن سعد رئيس الشباب آنذاك وباني أمجاد الشباب لأنه اختار الطريق الأصعب وقدم فريقاً كبيراً ينافس الهلال والنصر في تلك الفترة قبل أن يتراجع الأخير رغم أن الشباب لا يملك قاعدة جماهيرية ولا صحافة تدعمه، فالأمير خالد بن سعد هو الإداري الوحيد الذي فعل ما لم يستطع غيره أن يفعله.. وبالمناسبة أنا أستغرب أن تمر بعض البطولات الشبابية دون أن يُذكر اسم الأمير خالد بن سعد بما يستحقه من إشادة وثناء.
* أنت ذكرت التعاون دون أن أسألك فماذا بينك وبين التعاون؟
- عشق قديم فمن منا لا يحب التعاون؟! أنا معجب بالتعاون وبجماهيريته بحكم متابعتي لدوري الدرجة الأولى بسبب تواجد الكوكب وتوطدت علاقتي بالتعاون والتعاونيين بعد أن كلفني الأستاذ محمد العبدي بكتابة التحليل الوصفي (وأقول الوصفي لأني لا أجيد التحليل الفني) لمباراة التعاون والرائد عام 1416ه حينما كانا في الدوري الممتاز واللقاء منقول تلفزيونياً وأراد الأستاذ محمد أن يدرك الطبعة الأولى ويقدم تحليلاً يُرضي جمهور الفريق الفائز.. وأنا كنت متعاطفاً مع التعاون وأقول في نفسي: (أوه.. لو يفوز التعاون ولو بهدف كان سويت الهوايل) فكأن حماد الحماد ورفاقه سمعوني فقالوا (خذ خمسة وأرنا ماذا ستفعل)؟! فكتبت وصف المباراة ب(مزاج) عالٍ جداً أعتقد أن الرائديين يذكرونه أكثر من التعاونيين حتى الآن، وبالمناسبة حتى أبنائي ساري وخالد وعمر يتعاطفون مع التعاون واحتفلنا معاً بعد الرباعية الأخيرة.
* كيف تابعت إخفاق منتخبنا في التأهل لنهائيات كأس العالم؟
- أنا شاهدت مباراة البحرين ونيوزيلندا وبصراحة لو تم تشكيل منتخب من الفريقين لما استطاع هزيمة منتخبنا بشرط أن يكون منتخبنا في مستواه ولكن التأهل ضاع وما زالت (الغصة) في حلوقنا جراء غياب (راية التوحيد) عن أكبر محفل رياضي.
* وهل تؤيد رأي الشيخ عائض القرني عن إخفاق منتخبنا؟
- تقصد إخفاق عائض القرني في الحديث عن أسباب عدم تأهل منتخبنا!! أظن أن عائض القرني صار (بتاع كله) فهو داعية وواعظ وخطيب ومفسر وشاعر وراوٍ وأديب وناقد أدبي وناقد رياضي وكاتب صحفي ومؤلف أناشيد.. ولا أستغرب أن أراه ضيفاً في برنامج (مساء الرياضية).. أو ربما في برنامج (خط الـ 6) والله يعينه على صالح الطريقي.
* يتردد في هذه الفترة جدل حول الأحق بلقب أسطورة الكرة السعودية فمن يستحقه برأيك؟
- يوسف الثنيان أمهر لاعب عربي وآسيوي وماجد عبد الله أفضل هداف تقليدي حسب أساليب اللعب القديمة (4-3-3).. وسامي أفضل لاعب متكامل وهو من رجَّح موازين بطولات الهلال ولم يسبقه أو يلحقه لاعب هلالي بثقله وتأثيره، وهو لاعبي المفضل من 1410هـ حتى انقطاعي 1422هـ، ولكن الأحق بلقب الأسطورة هو اللاعب العالمي محمد الدعيع لمزايا كثيرة المتابع أعلم بها.
* ما رأيك في هؤلاء؟
- الأمير عبد الرحمن بن مساعد: أعتبر رئاسته لنادي الهلال نقلة نوعية في الوسط الرياضي.. وأنا أحبه في الله رغم أني لم ألتق به أبداً لأنه أول رئيس نادٍ حسب علمي يستشهد بالكتاب والسنة في مواضعها الصحيحة.. أرجو أن يستمر سنوات طويلة ليؤسس فكرة: (أنا هلالي.. أحب النصراويين.. أو أنا نصراوي أحب الهلاليين).
- ياسر القحطاني: والله إني أدعو لك في سجودي.. أنت نجم المرحلة والنجومية عبء كبير أنت قادر عليه -بإذن الله- أتمنى أن تحقق لقب الهداف هذا الموسم.. وأسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى.
- خالد قاضي: مزعج جداً وغوغائي ويفسد كل البرامج التلفزيونية التي يشارك فيها.. لو أملك القرار لمنعته من الظهور التلفزيوني نهائياً.
- عبد العزيز الدغيثر: حتى وهو يختلف معك لا تملك إلا أن تحبه.. لا أدري لماذا أحرص على متابعة البرامج التي يشارك فيها.. و(عليك به يا بو سلطان)!!
- عبد الرحمن الجماز: من تلاميذي لكنه تلميذ (جاحد)!
- ماجد التويجري: أيضاً من تلاميذي لكنه يعترف بهذا.. أبهرني نجاحه الفضائي حسب ما أسمع.
- الإعلام الرياضي: أقول تعس عبد الهلال.. تعس عبد النصر.. تعس عبد الأهلي.. تعس عبد الاتحاد... إلخ!! الرياضة للمتعة وليست للحقد والكراهية.. من حقك أن تحب فريقك ولا تحب الفريق المنافس، ولكن ليس من حقك أن تكره أي إنسان لأنه لا يشجع فريقك.