الفاشلون هم الذين يتصورون دائماً أن المجتمع دائماً يتآمر عليهم، وهم عادة يرون عيوب الناس ويتمادون في انتقادها بصورة تصل أحياناً إلى حد الصعق، والفاشلون دائماً يبررون فشلهم باتهام الناجحين على أنهم اتبعوا طرقاً غير محببة وغير سوية وغير سليمة للوصول إلى ما هم عليه من نجاح وتقدم، إن الأمراض والعلل والأسقام قد تحطم أعصاب المريض وتفقده اتزانه وأعصابه وقد تشل حركته الجسدية والفكرية والكلامية، لهذا يتصور أن الأشخاص الذين أمامه يستغلون ضعفه ووهنه وسقمه، ويعتقد بأنهم يحاولون عليه فرض آرائهم ومتطلباتهم والحلول التي يرونها، ان للفاشلين بصيرة عمياء وغروراً لا حدود له يعمي بصيرتهم ويهز عقولهم ويسد منافذ تفكيرهم لأنهم يتصورون أنهم أذكى الناس وأبهرهم وأبهاهم وأقدرهم على استنباط الأشياء والمعادلات وعلى كيفية التعامل مع حركة الحياة والناس، ان الفاشلين نجدهم في جلساتهم اليومية يحاولون باستماتة وبزعيق عالٍ وصريخ وانفلات أعصاب أن يقنعونا بمنطقية حججهم الواهية، لأنهم يعتقدون بأن الصراخ يغلب المنطق وبأن الحناجر القوية قادرة على تحويل الضلالات إلى صواب والأكاذيب إلى حقائق، والبهتان الأسود إلى لون البياض، ان الفاشلين لديهم دسامة جهل وفقر فكري مركب وفقه أعوج حينما يعترضون ويتكلمون عن أناسٍ نجحوا في مسيرتهم وحياتهم العامة والخاصة وهم يراوحون بمحلهم لا يتقدمون قيد أنملة واحدة بل يتراجعون خطوات، ان للفاشلين عقليات غير متعلمة وغير ناجحة وغير متعافية وغير نيرة وليس لها وهج اشتعالات، وهم أشخاص حمقى وجهلاء وأحكامهم ظالمة ولهم تصرفات مثيرة ومستفزة وليس لهم راحة بال، ان الفاشلين يثرثرون بلا أدنى تبرير وهم مشغولون بمحاسبة الآخرين، فنجدهم لا ينامون الليل ولا يهجعون لأن عملية تتبع الآخرين تطرد النوم من عيونهم وتحول هدوء ليلهم إلى صراخ وضجيج وأضغاث أحلام وكوابيس متعبة ومخيفة، ان هؤلاء الفاشلين يحملون أرواحاً متسربلة بالوهن على الرغم من صحة أجسادهم وقواهم العقلية، ان على الفاشلين أن يراجعوا أنفسهم ليرسوا بسفنهم بمحاذاة مراسي المبدعين والمبتكرين والنابضة قلوبهم بالحياة، بعيداً عن الحسد والغوغائية التي أدخلتهم بمختلف أصنافهم البشرية والعمرية مرحلة العزلة والموت البطيء، وليتذكروا جيداً أن كبار المبدعين والناجحين والمتفوقين والعمالقة صنعوا لأنفسهم اسماً ومجداً وتاريخاً، وذلك من خلال تعبهم المتواصل وسهرهم المضني في التخطيط والعمل والإنتاج والعطاء، ان الفاشلين إذا أرادوا أن يناموا بهدوء عليهم أن ينهوا مسرحياتهم الهزلية ذات النصوص السردية البائسة فورا ويتحولوا إلى غيوم عظيمة ترحل باتجاه العطاء والتمدد وتهطل حباً وشعراً وبحراً مليئاً بالمراكب والنوارس والهواء العليل.
ramadan.alanazi@aliaf.com