حسب الكتاب الإحصائي لبعض أنشطة وزارة الشؤون البلدية والقروية لعام 1429هـ فإن عدد الأطفال المتوفين خلال ذاك العام ممن تبلّغت البلديات بهم أو أشرفت على خدمتهم وتقل أعمارهم عن سنة واحدة (16212) فيما بلغ عدد الوفيات من عمر سنة إلى أقل من 15 (3000).
في ذات السنة، ومن 15 إلى أقل من 45 (9141)، هذه الأرقام تدعو للتأمل، ولا سيما من المعنيين والمختصين، أعد النظر في رقم المواليد والأطفال أقل من سنة واقسمه على عدد أيام السنة، الناتج حوالي (46)، وهي نسبة أرى (وأنا غير المتخصص) أنها عالية مقارنة بمجمل عدد السكان بالمملكة، وربما كانت نسبة الوفاة أثناء وبعد الولادة هي الأعلى بين الأطفال، ويعزز هذا الرأي عندي أنني كنت يوماً أحد المشيعين لطفل متوفى تم دفنه بمقابر النسيم بالرياض، ولفت انتباهي تلك المساحة الواسعة من قبور الأطفال! فسألت بعض العاملين بالمقبرة عن حالات وفيات الصغار إن كانوا قد استدلوا عليها من الأوراق والتقارير؟ فنظر بعضهم إلى بعض ثم أجابوا والتعجب الساخر يرتسم على وجوههم: (إنه الحبل السري دائماً)؛ فطلبت منهم التفضل بتفسير هذه العبارة؟! فقالوا: إن كثيراً ممن يصلنا من الأطفال يفيد ذووهم أو أوراقهم من المستشفى الذي ولدوا فيه بأن الحبل السري قد التف عليه فخنقه أو نحو ذلك، وأن هذه باتت حجة محفوظة ولا نصدق بها؛ فأين التدريب والخبرات والأطباء وإدارات المستشفيات؟ وأدركت أنهم يفكرون بشيء آخر غير الحبل السري، فما هو؟ وخلاصة الكلام: أن أقسام المواليد ببعض مستشفياتنا بحاجة إلى رقابة صارمة وأيد عاملة ماهرة مكتملة النظافة وخالية من الأمراض، ونقية الضمير تعرف أنها تتعامل مع أنفس بريئة.