كثيرٌ من الشعر الذي وصلنا وتغنينا به لا يعود بمصدره إلى شاعره بل إلى منتحله، خصوصاً في الأوساط العربية التي ارتبط فيها الشعر بالوجاهة الاجتماعية، وبالتقرب العاطفي أو المادي إلى أحدهم، فمن لم يكن مهيأً لدور شاعر، فليتحايل ويشتري له دوراً جاهزاً، فيحصل على صك ولادته كشاعر بطريقة مكتسبة ليست بالضرورة فطرية، فلا شيءَ في ثقافتنا يقف أمام المال حتى في ادعاء الموهبة، فإذا مات الشاعر الأصل توقف بدوره رجل النسخة الناقصة عن ترديد الأشعار لأسباب سيراعي أن تكون منطقية، كي لا ينفض غشاء الحقيقة، وإن كانت الأيام لا تبقي على أسرارها.
الكاتبة ثريا الشهري - جريدة الحياة