في الشعر الشعبي نماذج، وشوارد، ذائعة الصيت، وبقاؤها وانتشاريتها ومجايلتها في الماضي، وبالتتابع إلى الحاضر شاهد من شواهد التميُّز في كل غرض من أغراض الشعر، وبما أنّ خلود هذه النصوص في ذاكرة محبي ومتذوّقي الشعر، حق مستحق لشعبية شعرائها (الأحياء منهم والأموات - رحمهم الله -) فإننا سنقدم في كل عدد إن شاء الله قصيدة ذائعة الصيت)، وقصيدة هذا العدد للشاعر الكبير عبد الله بن ربيعة المتوفى سنة 1273هـ - رحمه الله -:
|
لا واعلى بالطيف يا دار الأحباب |
من زورةٍ تبري عزا روح واله |
هايف حشا قلبه بنار الهوى ذاب |
ما أنساح من فرقا المحبين باله |
شفقٍ وجيع الكبد بالجنح ما طاب |
من فقدهم - صافي لذيذ الكرى له |
هطال ما .. موقه على الخد سكاب |
من هجر غطروفٍ برى الشوق حاله |
عذري الهوى لو صاح داعيه ما جاب |
خلي بربع الدار محدٍ يساله |
كنه قريصٍ ناهشه بالقدم داب |
حضفٍ ربا في ظل ضاحي رماله |
يبكي بعبرة مولعٍ بالهوى شاب |
بصباه من حملٍ دهاه احتماله |
خلّي من الوجلا على لام الأصحاب |
تصفق من الفرقا يمينه شماله |
يلوب من سود الليالي كما لاب |
عودٍ كبيرٍ ذاق لوعة عياله |
عبثٍ بسود عيونه السحر لعاب |
يأخذ قلوب أهل الهوى بالختاله |
له عين وكري شقا كل طلاب |
يسبي معاليق الحشا بإنعزاله |
حرّم على سمر العطاريش من خاب |
بأول صباه من الثنا والشكاله |
ما لوم مثلي مولعٍ بالهوى شاب |
لو ناح بالشكوى على ما جراله |
|