بقدر سعادتنا باعتماد فريق العمل المكلف بوضع خطة لتطوير المنتخبات السعودية برئاسة اثنين من أشهر الخبراء في العالم هما: الفرنسي جيرارد هوليه للجانب الفني، والإنجليزي ريك بيري للجانب الإداري، وبوجود نخبة من السعوديين الأكاديميين والمتخصصين والمتميزين إدارياً وفنياً.. وبقدر إعجابنا بهكذا خطوة رائعة نابعة من رغبة سمو الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل نحو مبدأ التطوير, فإننا نتطلع كذلك إلى أن يشمل عمل الفريق كل الملاعب والمنشآت والمرافق والقطاعات واللجان والأندية، وإعادة تنظيم وصياغة اللوائح والأنظمة، وغربلة وتغيير الكثير من الأسماء في اللجان والأجهزة التابعة لاتحاد الكرة، فهذه مجتمعة هي التي تحدد في النهاية إمكانية تطوير المنتخبات السعودية أو أن تبقى كما هي عليه..
كما أنه من الضروري هنا أن لا نساير البعض في نظرتهم على أن التطوير مرتبط مباشرة بالتأهل لكأس العالم 2014م، وهذا برأيي فهم خاطئ وقياس غير صحيح لمعنى وقيمة ومخرجات التطوير، فمثلما أن التأهل لا يعني أنك مكتمل ومتطور في سائر أمورك الكروية فإن عدم التأهل لا يعني التخلف والإخفاق والفشل في كل شيء.. فالمهم سواء تأهلنا أو لم نتأهل أن يكون هنالك عمل جاد وفق خطة واضحة ومحددة ومبرمجة قد لا تؤتي ثمارها ولا نلمس نتائجها إلا بعد مونديال البرازيل 2014م، لكنها في نفس الوقت تؤسس لكرة سعودية متطورة على مدى عقود..
نريد أن نستثمر ونستفيد من تفاعل وثقة الجميع ومن فكر وخبرة وتوقيت هذا الفريق، وأن يؤدي إلى نقلة نوعية وتاريخية للكرة السعودية، وهذا لن يتحقق إلا بتوفير الأجواء والظروف والإمكانات التي تساعده على أداء عمله بحرية واستقلالية، وأن تتحول توصياته إلى قرارات نافذة غير قابلة للتعديل والتغيير لأي سبب كان، وإلا فإن وجوده مثل عدمه، وسنضيع على أنفسنا فرصة تنظيمية تطويرية لا تُقدر بثمن، ولن تتكرر مستقبلاً إلا في ظروف معقدة وشائكة يصعب احتواؤها ومعالجتها والخروج منها بسلام..
خسرنا على طريقتنا
خسر الاتحاد وضاع حلم بطولة هي في قيمتها وشكلها وتوقيتها ومعانيها ليست كسائر البطولات، خسارة قاسية ومريرة جاءت كنتيجة طبيعية ومتوقعة لأجواء وتهاويل ما قبل المباراة, وتجسيد صريح لنفس الأخطاء التي دائماً ما تقع فيها الأندية والمنتخبات السعودية في تهميشها وعدم احترامها للمنافسين..
لم يستفد الاتحاديون من دروس قريبة ما زالت آثارها باقية، ولم يهتم مسيروه بتحذيرات وقراءات العقلاء فاستسلموا لإطراءات أنهم الأفضل والأقوى والأخطر، ولمدائح المطبلين والمرجفين قبل أن يدركوا رغبات وطموحات وإمكانيات منافسهم بوهانج الكوري، لدرجة أن البعض أكد فوز الاتحاد بفارق كبير من الأهداف، الأمر الذي شكَّل ضغطاً وانعكس سلباً على مستوى الفريق واستعجال اللاعبين في الهجوم وفي كسب المباراة دون أي تقدير لقوة وأحقية خصمهم في التسجيل..
الأسوأ والأقسى من وقع الخسارة أن تظهر أصوات تقلل من جهد وتعب وعمل وبذل الدكتور خالد المرزوقي ودور إدارته في تنظيم شؤون العميد ووصوله إلى نهائي القارة، وتطالب بعودة عضو الشرف منصور البلوي لاعتبارات وحسابات شخصية لا علاقة لها بمصلحة وحب الاتحاد..
أرباب التعصب
مَنْ المسؤول عن تأزيم وتهييج الوسط الرياضي.. وعن غرس بذور التعصب والأحقاد والكراهية بين فئاته وأفراده؟!
الإجابة على هذا السؤال كانت وما زالت تنحصر في تحميل الإعلام والصحافة الرياضية تحديداً مسؤولية ما يجري في وسطنا الرياضي من صراعات ومشاحنات جعلته منبوذاً ومثيراً لاستياء أوساط المجتمع الأخرى، كما أدت إلى فوضويته وسوء ممارساته وضعف نتائجه في جميع الألعاب وعلى صعيد الأندية والمنتخبات، وهنا تكمن إشكالية تشخيص العلة ومعرفة أصلها ومصدرها والمتورطين الحقيقيين في ارتكابها، حيث تتحمل إدارات وأعضاء شرف بعض الأندية المسؤولية في تكريس لغة التعصب وإقصاء الآخر، وفي تعاملهم وتأكيدهم على أن مواصفات وشروط حب النادي ودعمه وقوة الانتماء إليه والتضحية من أجله لا تتحقق إلا من خلال شتم المنافسين وتشويه صورتهم، بطريقة تروق للبسطاء وتتفاعل معها الجماهير الساذجة المغلوب على أمرها، والتي لا تستطيع أن تناقش وتفهم أخطاءها فتلجأ إلى نقل همومها ومشاكلها وأزماتها باتجاه الطرف الآخر المنافس والمتفوق واقعياً وعملياً، وليس بالشتم والتنديد والتلاعب بعقول ومشاعر وعواطف الجماهير..
الإعلاميون والصحافيون لا يمثلون إلا أنفسهم.. وبالتالي فإن تأثيرهم سيكون محدوداً على العكس تماماً مما تفعله سلباً أو إيجاباً كلمات وتصريحات وتعليقات منسوبي ورموز الأندية لأنهم بحسب مواقعهم ومسؤولياتهم هم من يقود الجماهير وهم من يرسم ويساهم في تحديد ونوعية ومستوى ثقافتهم وطريقة تفكيرهم وكيفية تعاملهم مع أنفسهم وواقعهم والآخرين..
***
* قتالية وتألق النجم محمد نور ودموعه وأحزانه بعد الخسارة من بوهانج لم نلمح شيئاً منها مع المنتخب بعد خروجه على يد البحرين، فهل يكمن السر في نور نفسه.. أم في فارق الأجواء وروح العطاء والانسجام والراحة النفسية.. ومستوى الإدارة بين الاتحاد والمنتخب ؟!
سؤال لا بد من الإجابة عليه والاهتمام به لأنه يفسر أشياء ويكشف أسراراً لها تأثير مباشر على مستوى وطريقة إدارة المنتخب..
* الحضور الجماهيري المتواضع في النهائي أثبت فشل الاتحاد الآسيوي في إقامة المباراة النهائية على ملعب يتم تحديده مسبقاً وليس ذهاباً وإياباً، ونجاح الفكرة في قارة أوروبا التي تعادل مساحة المملكة لا يعني نجاحها في قارة تمثل مساحتها نصف الكرة الأرضية..
* بعد أن أضفت رونقاً وجمالاً على ملعب الأمير فيصل بن فهد ولأهميتها صحياً وتنظيمياً نتمنى تعميم الكراسي وتركيبها في سائر مدرجات ملاعب الأندية والمدن الرياضية..
* آمال وأحلام عودة الطائي إلى دوري الأضواء انقلبت إلى صراع من أجل البقاء في غياهب الأولى!
* كما توقعنا ها هو الرئيس المحنك والإداري الخبير إبراهيم السيوفي يبدأ الخطوات الأولى ليعود بنجمة عنيزة إلى سابق عزها وأمجادها.. فلماذا لا يستفيد اتحاد الكرة من خبرات وعقول كهذه؟
* إذا لم يفهم إداري الهلال في مباراة الشعلة ما تنص عليه لائحة المسابقة بعدم مشاركة أكثر من خمسة لاعبين لمن هم فوق الـ 23 عاماً داخل الملعب فما الذي يفهمه إذاً؟ وما هو دوره وما الهدف من وجوده في دكة الاحتياط ؟!