جدة - علاء سعيد :
لم تصدق الجماهير السعودية عامة والاتحادية بخاصة ضياع حلم دوري أبطال آسيا من نادي الاتحاد وذلك بعد المستويات المتميزة التي قدمها الاتحاد طوال مشوار البطولة الآسيوية حتى وصوله إلى المباراة النهائية التي كانت تشير كافة التوقعات إلى حصوله على اللقب الآسيوي إلا أن فريق بوهانج الكوري الجنوبي استطاع إحداث المفاجأة والحصول على اللقب الآسيوي.
(الجزيرة) قامت بالبحث عن أسباب خسارة الاتحاد المفاجئة للقب الآسيوي وتمكَّنا من معرفة بعض الأسباب البارزة وراء ضياع هذا الحلم الآسيوي الكبير:
تفاؤل اللاعبين وغرور الشرفيين
كان التفاؤل الكبير هو الصبغة المسيطرة على معظم لاعبي الاتحاد فترة التحضيرات للنهائي الآسيوي أمام بوهانج الكوري حيث كانت تصاريحهم الإعلامية يشوبها التفاؤل المصحوب بالابتسامة العريضة بأن لقب دوري أبطال آسيا ما هو إلا مسألة وقت ويحصلون عليه حيث كنا من خلال (الجزيرة) نقوم بصفة شبه يومية بتذكير الاتحاديين من صعوبة المباراة وأن التفاؤل الكبير دائماً ما ينعكس بشكل سلبي على أي فريق.
هذا ولم يكن التفاؤل مسيطراً على لاعبي الاتحاد فقط، بل وصل بشكل كاسح إلى أعضاء الشرف الذين هم الآخرون كانت صبغة التفاؤل التي وصلت لبعضهم إلى الغرور في بعض الأحيان خاصة عندما قاموا بذكر نتائج كبيرة سوف يحققونها من أمام فريق بوهانج الكوري الجنوبي حيث إن القليل منهم فقط من قام بذكر صعوبة المباراة بينما البعض الآخر أكد أن المباراة ستكون سهلة لفارق الإمكانيات بين الناديين.
اختفاء روح العميد
انتُزعت روح لاعبي الاتحاد في المباراة النهائية حيث ظهروا بدون روحهم المعروفة التي دائماً ما يظهرون بها ويكونون في قمة توهجهم حيث كان الكثير من اللاعبين متواجدين في أرضية الملعب كاسم فقط لكن بدون لعب وذلك بعد أن ظهر ذلك الشيء واضحاً جلياً أثناء تسجيل الكوريين للأهداف تجد لاعبي الاتحاد يقومون بالنظر فيما بينهم دون تأثرهم بما يحصل ما عدا قائد الفريق محمد نور الذي كان هو الوحيد بين كوكبة اللاعبين الذي يلعب بروحه المعتادة.
هذا ولم تتمكن إدارة الاتحاد من تجهيز اللاعبين بشكل جيد للمباراة بل إنها قامت بوضع بعض الوقت في كيفية التجهيز للاحتفال في حالة تحقيق الفوز.
كالديرون يكشف المستور
ظهر مدرب الاتحاد كالديرون على غير عادته التي يكون عليها دائماً في مباريات الاتحاد عندما يظل واقفاً معظم فترات اللقاء ويقوم بتوجيه اللاعبين بشدة إلا أنه في المباراة النهائية التزم الهدوء الغريب برفقة مساعده الآخر إنسادرو وقاما بمشاهدة المباراة حيث إنه انصدم كثيراً نتيجة ما قدمه فريق بوهانج الكوري الجنوبي ولم يقم بتغيير أداء فريقه إطلاقاً سوى بتغيير واحد عندما أخرج المدافع عبيد الشمراني وأدخل الأرجنتيني لوسيانو.
ملاهي ديزني تهزم الاتحاد
بهذه العبارة قامت الكثير من الجماهير الرياضية بترديدها حول ضياع الحلم الآسيوي وذلك بعد أن قامت الإدارة الاتحادية بترفيه اللاعبين من خلال الجولة الترفيهية التي أقيمت لهم بملاهي ديزني العالمية قبل موعد انطلاق المباراة بـ 48 ساعة حيث ساهم ذلك الأمر في تشتيت اللاعبين عن المباراة النهائية وعدم تركيزهم بشكل جيد خصوصاً أن الرحلة الترفيهية استغرقت أكثر من 8 ساعات قام خلالها بالترفيه دون تأدية أي تدريب في ذلك اليوم بينما كان فريق بوهانج الكوري الجنوبي يقوم بتأدية تدريباته وسط سرية تامة.
المرزوقي يندم على الحظ
لم يجد رئيس نادي الاتحاد الدكتور خالد المرزوقي من عبارات ليصف بها حال فريقه بالمباراة النهائية سوى أنه قام باتهام الحظ بخسارة فريقه لذلك النهائي الذي كان قريباً من ملامسة الاتحاديين حيث أشار المرزوقي إلى أن لاعبيه قدموا مباراة جيدة ووصلوا إلى مرمى الكوريين كثيراً إلا أن جميع المحاولات كانت دائماً ما تنتهي في العارضة أو في إخراج الحارس الكوري الكرات الاتحادية إلى ركلات زاوية، وأضاف المرزوقي بأنه سوف يجلس مع كالديرون لكشف الأسباب الحقيقية وراء خسارة اللقب الآسيوي.
اليابان هي السبب؟!
اتهم بعض النقاد الاتحاديين خاصة المعسكر الذي أقامه الفريق في اليابان بأنه من الأسباب البارزة التي جعلت الاتحاد يخسر لقب دوري أبطال آسيا وذلك بعد طول مدة المعسكر وعدم إقامة أي مباراة ودية طوال تلك الفترة التي تفصل مباراة الإياب بدور الأربعة التي كانت أمام ناغويا حتى المباراة النهائية أمام بوهانج حيث كان النقاد يطالبون بعودة الفريق إلى جدة وخوض مباراة رسمية في دوري زين للمحترفين ومن ثم العودة إلى أرض اليابان للتحضير للمباراة النهائية حيث استشهد الاتحاديون بما فعله فريق بوهانج عندما خاض مباراة رسمية في الدوري الكوري قبل موعد مباراته مع الاتحاد بخمسة أيام فقط.
انهيار لاعبي الاتحاد
منذ أن قام حكم المباراة الأسترالي بإطلاق صافرته معلناً عن نهاية المباراة وفوز بوهانج الكوري قام لاعبو الاتحاد بالانهيار لاعباً تلو الآخر والدخول في نوبة بكاء عارمة حيث إن تلك الانهيارات لم تكن على اللاعبين الذين شاركوا في المباراة بل أيضاً على أعضاء مجلس الإدارة الذين هم الآخرون انهاروا في المقصورة الرئيسة عندما لم يصدقوا بضياع أولى البطولات لهذا الموسم.