Al Jazirah NewsPaper Monday  09/11/2009 G Issue 13556
الأثنين 21 ذو القعدة 1430   العدد  13556
رموز اقتصادية تشارك في حفل انضمام (هادكو للمراعي)
سلطان بن محمد: سنضخ ملياري ريال في هادكو لإقامة عدة مشاريع متخصصة

 

«الجزيرة» - عبدالله البراك - تصوير مشعل القدير

كشف الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس إدارة مجموعة المراعي أن خطة عمل (هادكو) التي استحوذت عليها (المراعي) مؤخراً، تستهدف مضاعفة إنتاج الدواجن خمس مرات خلال الفترة المقبلة إلى 120 ألف طائر من الدواجن. وقال سموه إن المراعي تعتزم استثمار ما يقارب ملياري ريال في شركة حائل الزراعية (هادكو) في خطوة تسعى الشركة من خلالها إلى تركيز صناعاتها الغذائية في حائل، وذلك بالاستفادة من مقر شركة حائل التي استحوذت عليها مؤخراً.وألقي الأمير سلطان كلمة خلال حفل انضمام شركة (هادكو) إلى مجموعة المراعي في مقر مشروع (هادكو) بحضور أمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن والدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة، والدكتور عبدالرحمن التويجري رئيس هيئة سوق المال والدكتور خالد السليمان وكيل وزارة التجارة والصناعة لشئون الصناعة، وعدد من رجال الأعمال والاقتصاديين، وقال إن الاستحواذ يعد نقلة نوعية في تاريخ الشركة، مبيناً أن (المراعي) ستركز على الاستفادة القصوى من إمكانات (هادكو) لمصلحة مساهمي الشركة، خاصة في مجال الدواجن الذي تملك فيه الشركة إمكانات كبيرة.

وأبان سمو رئيس المراعي أن شركته لديها خطط طموحة خلال الخطة الخمسية القادمة للشركة المقبلة لإقامة عدد من المشاريع المتخصصة في التصنيع الغذائي باستثمارات تقارب ملياري ريال، واستعرض الأمير سلطان في كلمتة مسيرة شركة المراعي والتي بدأت منذ أكثر من ثلاثين عاماً، حيث أنشئت الشركة عام 1976 وكان الهدف حينذاك إنتاج وتسويق منتجات الألبان الطازجة، وكانت بداية متواضعة ومحدودة الإمكانيات ولكن طموحنا كان كبيراً بهدف أن تكون المراعي شركة الغذاء الرائدة في العالم العربي، ومنذ ذلك الحين تواصلت مسيرة التقدم في كافة مرافق الشركة عن طريق التطوير والاستثمار في كل الموارد الضرورية لتطوير هذه الصناعة.

تطورات في إستراتيجية الشركة

ومضي سموه في سرد تحولات الشركة قائلاً: شهد عقد التسعينات إقرار الخطة الخمسية الأولى للشركة باستثمار 800 مليون ريال لبناء المجمع الأول للصناعات الغذائية ومزارع ألبان عالية الكفاءة، وكان هذا بمثابة الخطوة الحقيقية الأولى نحو الريادة والتحول من شركة محلية إلى شركة تنشد العالمية. كما شهد بداية هذا العقد إقرار الخطة الخمسية الثانية التي استثُمر فيها أكثر من 3000 مليون ريال لإنشاء مصانع للألبان والعصائر والأجبان وأوعية التعبئة والتغليف وكذلك مزارع أبقار وأنظمة المعلومات وتوزيع المنتجات، حيث اكتملت هذه الخطة في نهاية عام 2006 متجاوزة ما رسم لها من أهداف.

و تابع سموه: تحقيقاً لإستراتيجية المراعي لتوسيع عملياتها أفقياً ورأسياً وجغرافياً وكذلك مشاركة الجميع لنجاحاتها أقر مجلس إدارة الشركة طرح جزء من رأسمالها للاكتتاب العام خلال 2005م والذي شهد إقبالاً من الجمهور عكس ثقتهم في الشركة وتوجهاتها واستحوذت المراعي عام 2007م على شركة المخابز الغربية وهي الشركة العاملة في مجال المعجنات والمخبوزات تحت العلامة التجارية (لوزين)، ونتج عن تكاتف الجهود تطوير عمليات هذه الشركة، ويتوقع أن ترتفع مبيعات وأرباح هذه الشركة لهذا العام إلى ثلاثة أضعاف مما كانت عليه قبل الاستحواذ عليها ومضي سموه: وفي إطار سعي المراعي لتوسيع رقعة عملياتها جغرافياً فقد قامت في شهر يناير من عام 2009 بالاستحواذ على نسبة 75% من شركة طيبة للاستثمار والصناعات الغذائية المتطورة، وهي شركة أردنية لإنتاج العصائر ومنتجات الألبان. وفي شهر فبراير دخلت المراعي في اتفاقية شراكة مع شركة بيبسي (بيبسيكو) لإنشاء شركة مشتركة تهدف لتسويق منتجات الألبان والعصائر في إفريقيا وآسيا. وفي يونيو من عام 2009 وقعت المراعي اتفاقية للاستحواذ على كامل أسهم الشركة الدولية لمشروعات التصنيع الزراعي (بيتي) وهي شركة مصرية لإنتاج الألبان والعصائر. كما أقر مجلس إدارة المراعي في شهر يونيو من هذا العام استثمار أكثر من 6000 مليون ريال خلال الخمس سنوات القادمة ستوجه للاستثمار في إنشاء مصنع لإنتاج حليب الأطفال والتوسع في المخابز وإنتاج الألبان ودعم البنية التحتية وتعزيز موقف الشركة التنافسي.

مراجعة شاملة لخطط الشركة

وأبان سمو الأمير سلطان بن محمد خلال كلمته أن المراعي تقوم حالياً بمراجعة شاملة لخططها آخذة بالاعتبار انضمام هادكو للمراعي وهو الأمر الذي يعزز أهدافها الإستراتيجية الخاصة بدخول منتجات غذائية جديدة وأهمية تطوير قطاع الدواجن ويتوقع نتيجة لهذه المراجعة استثمار مبالغ أكبر مما ذكر آنفاً نتيجة للتوسع في قطاع الدواجن. كما تقيّم المراعي حالياً جدوى إقامة المركز القادم للصناعات الغذائية ومزارع الأبقار في هذا الموقع ونتيجة لذلك سيكون لهذا الموقع نصيب من هذه الاستثمارات يتناسب مع أهمية هذه المشاريع.

واستعرض سموه بعض الحقائق والأرقام التي تعكس صوراً مضيئة من نجاحات شركة المراعي، حيث استثمرت أكثر من 8 مليارات ريال في بنيتها التحتية خلال خطط البناء والتطوير سابقة الذكر، كما أنها تملك أكثر من 110 آلاف رأس من الأبقار، ولديها سبعة مجمعات صناعية وأكثر من 3 آلاف ناقلة مبردة تخدم أكثر من 45 ألف مركز توزيع، ويبلغ عدد العاملين في الشركة أكثر من 14 ألف موظف، وتنتج وتسوق أكثر من 500 منتج وصنف.ودعا الأمير سلطان في ختام كلمتة الشركات المستثمرة في المجالات المختلفة إلى الاستفادة من تجربة الاستحواذ وقال إن أهمية انضمام شركة حائل للتنمية الزراعية لشركة المراعي تتعدى التأثير المباشر على الشركتين كونها سابقة سيستفيد منها زُملاءٌ لنا آخرون في مجالات مختلفة، حيث إننا في وضع اقتصادي عالمي يفرض وجود كيانات كبيرة وقوية لمواجهة التحديات القادمة.

وزير الزراعة يشيد بالخطوة

وعقب كلمة رئيس مجلس إدارة المراعي ألقى وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم كلمته التي هنأ فيها المؤسسين في الشركتين على هذا الانضمام والذي تمنى أن تكون له آثار إيجابية في مجال الاستثمار الزراعي والصناعات الغذائية وقال بالغنيم علي الرغم من أن الاستثمار الزراعي يعد أحد المتغيرات المتباطئة الأثر على قيمة الناتج المحلي الإجمالي الزراعي إلا أنه يأتي في مقدمة القطاعات الاقتصادية غير النفطية في المملكة نتيجة للسياسات التي انتهجتها الدولة منذ البداية عن طريق مجموعة من السياسات والبرامج التي كان لها الأثر الفاعل في تحفيز عملية الاستثمار في هذا القطاع بأنشطته المختلفة مما شجع المستثمرين من الدخول والاستثمار باستخدام التقنيات الحديثة ليتحول من قطاع تقليدي إلى قطاع استثماري يؤثر ويتأثر بالقطاعات الاستثمارية الأخرى، وأضاف الوزير: هذا النشاط الاقتصادي له أدوار متعددة منها دوره في تحقيق الأمن باوجهه المختلفة مثل الأمن الوطني لتحقيق فرص وظيفية لتحسين دخل الفرد والاجتماعي في توطين أبناء الريف واستقرارهم في مناطقهم والصحي من خلال توفير منتجات غذائية صحية آمنة، وتقني من خلال توطين التقنية في هذا القطاع إضافة إلى الأمن الغذائي، والقطاع الزراعي بدورة يساهم في إيجاد بعض الفرص الاستثمارية المرتبطة به في مجالاته المختلفة التي يؤمل أن يكون الاستثمار الزراعي داخلياً جاذباً لمثل هذه الاستثمارات. ورأى بالغنيم أن الاستثمار الزراعي في المملكة تتوفر فيه المقومات التي تساعد على تهيئة المناخ الاستثماري خاصة مع وجود الدعم والتشجيع الذي يلقاه القطاع من قبل الدولة والذي جعله من أهم الروافد الاقتصادية وتحقق معه تنوع في المنتجات الزراعية سواء الحيوانية أو النباتية، كما أن الوزارة تسعى إلى تهيئة السبل التي تساعد على توفير أفضل الخدمات للمستثمرين في القطاع الزراعي وتوقع وزير الزراعة أن ينتج عن انضمام شركة حائل الزراعية إلى شركة المراعي الاستفادة من مبدأ العائد على السعة في الإنتاج وخفض التكلفة الإنتاجية للوحدة المنتجة مما يعود بالنفع على المستثمر وعلى المستهلك وبالتالي على الاقتصاد الوطني مبيناً أن خطوة الاستحواذ تعتبر جيدة.

مبادرة استحواذ شركة مدرجة على أخرى

وفي كلمته خلال المناسبة قال رئيس هيئة سوق المال الدكتور عبدالرحمن التويجري إن الأزمة المالية العالمية لم يكن لها تأثير ملموس علي اقتصادنا الوطني المبني على أسس متينة وقال التويجري إننا نحتفل اليوم باستحواذ شركة المراعي على شركة حائل الزراعية ويأتي هذا الاحتفال لأكثر من مناسبة فهي المرة الأولى التي يتم فيها استحواذ شركة مدرجة في السوق المالية على شركة أخرى، وهي كذلك المرة الأولى على مستوى العالم التي يتم فيها استخدام التصويت عن بعد عبر أحدث الأنظمة الإلكترونية فهي طريقة تتيح لكل مساهم الفرصة للإدلاء بصوته والمشاركة في اتخاذ القرار ودلل التويجري على نجاح هذا الأسلوب في التصويت أن أكثر من 90% من المصوتين هم من صغار المستثمرين الذين يملكون خمسة آلاف سهم أو أقل وقال رئيس هيئة السوق المالية إن هذا النجاح يشجع الهيئة لتطبيقه مستقبلاً بشكل يلائم الشركات المدرجة واحتياجاتها وقال التويجري إن التصويت من بعد برنامج طموح لهيئة السوق المالية يعتمد على الثقة أولاً وتوفير مجالات مناسبة للاستثمار مع زيادة عدد الشركات المدرجة وإيجاد سوق للسندات والصكوك وإقرار اللوائح والأنظمة التي تضبط السوق وكذلك زيادة فاعلية الرقابة على التداول وتطوير التقنية اللازمة، وأضاف رئيس هيئة السوق المالية إن الهيئة لن تتوقف عن متابعة السوق وتطويرها حتى نراها في مصاف الأسواق العالمية خاصة وأنها جديرة بذلك فهي مرآة الاقتصاد السعودي الذي استمر نموه في أسوأ الأزمات. إلى ذلك ألقي الدكتور خالد بن محمد السليمان وكيل وزارة التجارة والصناعه للشئون الصناعية كلمة وزير التجارة والصناعة نيابة عنه استهلها برؤية خادم الحرمين الشريفين باختيار الصناعة كخيار إستراتيجي يعتزم مضاعفة مساهمة القطاع الصناعي في إجمالي الناتج المحلي إلى 20% خلال العشرة سنوات، كما ستضاعف أعداد العاملين في قطاع الصناعة خمس مرات وترفع نسبة الصادرات الصناعية الوطنية إلى 35% من إجمالي الصادرات الوطنية، وترفع مستوى المحتوى التقني لمنتجات الصناعة الوطنية بحيث تمثل ذات المستوى التقني المتوسط والعالي 60% من إجمالي المنتجات.

أمير حائل يختتم الحفل

وفي الختام ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل كلمة قال فيها: (إننا لا نحتفل هذا اليوم باندماج شركتين زراعيتين وإنما نحتفل ببناء صرح زراعي صناعي عملاق سيكون له أثر إيجابي على اقتصاد المملكة بشكل عام واقتصاد حائل بصفة خاصة وأكد الأمير سعود أن هذه المناسبة ستكون رافداً مهماً على مستوى العمل الاقتصادي بالمنطقة من خلال تشغيل أبناء وبنات المنطقة وترفع من مستوى المعيشة فيها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد