Al Jazirah NewsPaper Monday  09/11/2009 G Issue 13556
الأثنين 21 ذو القعدة 1430   العدد  13556
أنصار موسوي: سنستمر في نهجنا حتى إسقاط الحكومة
إيران: تكتيكات المعارضة تُفشِّل سيناريوهات السلطة لاحتواء المظاهرات

 

طهران - أحمد مصطفى

أفشلت معارضة الإصلاحيين في الداخل الإيراني كل برامج حكومة نجاد للإلغاء والتهميش؛ فلقد تعمدت الحكومة إلى وضع مخططات تحول دون السماح لتيار مير حسين موسوي بالظهور مجددا في مسيرات (4 نوفمبر: ذكرى احتلال السفارة الأمريكية)؛ حيث قامت حكومة نجاد بتحشيد أنصارها من المحافظات والمدن الإيرانية الأخرى والإتيان بهم إلى وسط طهران في مقابل السفارة الأمريكية السابقة الكائنة في شارع طالقاني (وسط طهران)، وبالطبع فإن حكومة نجاد نجحت في تعبئة أنصارها الذين حضروا بالحفلات التي ملأت شوارع طهران، وإضافة إلى تحشيد أنصارها قامت حكومة نجاد بالإتيان بالصحافة الأجنبية وكاميراتها بالقرب من السفارة الأمريكية حيث الاحتفال الرسمي للحكومة. والحقيقة أن الحكومة أرادت إشعار الرأي العام الداخلي والعالمي بأن الحدث الأهم هو بالقرب من السفارة الأمريكية، هذا أولا، أما الإجراء الثاني الذي قامت به حكومة نجاد فهو تفويت الفرصة على معارضة التيار الأخضر ووضع كل الحواجز والممنوعات للحيلولة دون إطلالته مجددا كما حصل في مسيرات (القدس) (آخر جمعة من شهر رمضان من كل عام)، حيث قامت الحكومة بإغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى ساحة (هفت تير: السابع من تير)، وهي الساحة التي يتواجد فيها مقر مهدي كروبي زعيم حزب الثقة الإصلاحي، ولما كان الأخير قد دعا أنصاره إلى الحضور إلى ساحة هفت تير اتخذت السلطة كافة الاحتياطات وقامت بإغلاق الساحة وعدم السماح للعجلات والمارة بالمجيء إلى ساحة هفت تير، وقامت أيضا بتعطيل أربع محطات للمترو، إحداها في ساحة (هفت تير) والأخرى مجاورة لها، أما المحطة الثالثة فهي محطة (الطالقاني) القريبة من السفارة الأمريكية. وجاء تعطيل المحطات مؤقتاً للوقوف لمنع أنصار المعارضة من استخدام المترو للوصول إلى ساحة هفت تير، وكذلك الساحة القريبة من السفارة الأمريكية، وفي مقابل ذلك الإغلاق الذي شمل قطع الطرق ومحطات المترو (تحت الأرض) لجأت المعارضة إلى استخدام تكتيكات أخرى، هي التجمع في أماكن أخرى من طهران؛ حيث تجمعت قُرب ساحة فردوسي قُرب السفارة الروسية وساحة كريم خان وساحة ولي عصر وبلوار كشاوز وساحة انقلاب وساحة الحرية وساحة فاطمي، وبدأت بترديد شعارات (الموت لروسيا) و(الموت للديكتاتور) و(هيهات منا الذلة). أما التكتيك الثاني للمعارضة فتمثل في مفاجئة المعارضة لأجهزة الأمن المتواجدة في ساحة هفت تير؛ حيث قام الشباب من أنصار موسوي باستخدام شارع (قائم مقام فراهاني) والمجيء إلى هفت تير، وهناك حصلت مواجهات بين الشرطة وأنصار موسوي، استخدمت فيها الغازات المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص، وهو الأمر الذي أدى إلى حصول حرائق في شارع قائم مقام فراهاني، حيث تعمدت المعارضة إلى ضرب الباصات التي جلبت أنصار نجاد من المدن، وإضافة إلى هفت تير فإن المعارضة قامت بضرب القوات الأمنية في أماكن متعددة من طهران، ونجحت في إثبات وجودها وحضورها رغم التعتيم الإعلامي. يقول الإعلامي ما شاء الله شمس الواعظين ل(الجزيرة): إن المعارضة لا يمكن الاستهانة بثقلها؛ فهي موجودة، وإن الحكومة اعترفت بوجود (13) مليون صوت معارض للرئيس نجاد. وقال: إنَّ هذه المعارضة لا يمكن إلغاؤها، ولا يمكن حجز قادتها، وإن اعتقال أنصارها لم يغير شيئا من المعادلة؛ فهي كل يوم تظهر أقوى عما كانت، وفي كل مناسبة تطرح تكتيكات مضادة للسلطة؛ إذن علينا أن نلبي احتياجاتها. ويقول معارض طلابي من أنصار مير حسين موسوي: إنهم سيستمرون في تلك المعارضة حتى إسقاط الحكومة. وقال الطالب محمد زاماني (جامعة طهران): إن خيار الشعب كان مير حسين موسوي وليس نجاد، وإننا سنعمل على ذلك. وأضاف: في كل مناسبة ستجدون لنا حضوراً في مقابل كل الحواجز والمعتقلات الجوالة. في مقابل ذلك تستمر السلطة بمطاردة أنصار موسوي من خلال الاعتقال والمحاكمة والسجن والإعدام، لكن السلطة تشعر بأن تلك الوسائل لم تحد؛ فلجأت إلى تحديد وسائل الاتصالات وتضييق الخناق على قادة المعارضة؛ فلا صحيفة ولا موقع إنترنت، لكن تلك الأساليب لم تمنع في التمدُّد للتيار الأخضر الذي بات يحاصر السلطة والحكومة، وتجرأ أحدهم ووصل إلى مجلس خامنئي ونجح في إيصال رسالة المعارضة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد