في حديث جانبي مع أكثر من مؤلف يضع اللمسات الأخيرة على كتابه، أطلب منه أن يأذن لي بنشر تنويه عن عمله في صفحة الورّاق، فيعتذر فوراً بأنه لا يريد أن يُسرق عمله، أو يأتي أحدهم فيخرج عملاً مشابهاً لعمله بوقت قياسي، فيقطع الطريق عليه، وقد مرت بي حالات غريبة، وبعضها طريف جداً في إخفاء بعض المؤلفين أخبار كتبهم عن الآخرين - وبخاصة المنافسون - وكأنهم يتكتمون على برنامج سلاح نووي أو صفقات أسلحة (!!)، ولو تأملنا في هذا الشعور من ناحية عملية، هل هو صحيح بمعنى أن الأعمال معرّضة لأن تسرق كون المؤلف نوَّه عنها في مجلس أو في صحيفة أو على هامش ندوة أو محاضرة؟
بدون شك أن هذا الشعور في غير محله لأن من لديه الرغبة أن يقتبس أو (يسرق) ليس لديه خبر غير عنوان الكتاب فكيف يسرق أو يقتبس من كتاب لا يعرف عنه سوى عنوانه!
وعلى النقيض من هذا فإن المؤلفين الذين ينوّهون عن كتبهم وأعمالهم قبل نشرها فإن ذلك أدعى لأن ترى هذه الكتب النور بشكل أكثر تكاملاً لأن من بلغهم خبر الكتاب (قد) يكون لديهم ما يخدم عمل هذا المؤلف الذي وضعهم في الصورة لعمله القادم.
للتواصل
Tyty88@gawab.com