بعد أن أعلنت لجنة العقوبات يوم الثالث من الشهر الجاري (نوفمبر) موعداً مبدئياً لإصدار العقوبة على مدرب مانشستر يونايتد السير أليكس فيرجيسون وأعطته الفرصة لأن يحسن من سلوكياته خاصة بعد تلقي فريقه للخسائر، وتوجهه للحكم وجعله كبشاً للفداء يعلق عليه عثرات فريقه في مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن ثم خروج السير واعتذاره أمام أجهزة الإعلام.. لم تصدر اللجنة أي شيء يذكر حول ذلك الموضوع بل إنها لا زالت تضعه تحت قيد المتابعة والدراسة حتى تتأكد من تحسن سلوكيات فيرجيسون من عدمها.
** ولتتأكد من سلوكيات المدرب الخبير في الكرة الإنجليزية قامت اللجنة بتحديد اسم الحكم الذي سيدير القمة الإنجليزية المرتقبة (بين تشيلسي ومانشستر يونايتد) مساء اليوم الأحد حيث اختارت الحكم مارتن أتكينسون الذي سبق وأن أخرج السير أليكس فيرجيسون عن طوره وأدخله في دائرة غضب شديدة دفعت بالسير لأن ينتقد الحكم ورئيس لجنة الحكام السيد كيث هاكيت وذلك بعد خسارة مانشستر يونايتد من بورتسموث في العام الماضي ضمن فعاليات الدوري الإنجليزي بهدف دون رد.
** وكان السير قد انتقد الحكم مدعياً أنه حرم فريق من ضربة جزاء فيما لم يتردد في منحها لبورتسموث الذي فاز بسببها، ولم يكتف الحكم أتكينسون بذلك بل إنه طرد الحارس البولندي توماس كوسوتشاك، واعتبر فيرجيسون أنه عاراً على لجنة الحكام أن يكون لديها مثل هذا الحكم، واتهم فيرجسون أيامها كيث هاكيت (رئيس لجنة الحكام) في الفشل في اتخاذ إجراءات حازمة ضد الحكام السيئين.
** الرد بليغ للغاية من قبل لجنة الحكام.. فقد تم تعيين أكثر الحكام الذين تمت مهاجمتهم من قبل فيرجيسون لأن يديروا لقاءً هاماً سيترتب على نتيجته متصدر الترتيب العام للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، ومع قرب انتهاء الموسم الحالي فإنه بالتأكيد سيعود الخبراء والنقاد والمحللون لنتيجة هذا اللقاء لأن المنافسة يبدو أنها ستستمر بين العملاقين الإنجليزيين.
** اختيار لجنة الحكام لأتكينسون جاء بمثابة الاختبار من جديد لسلوكيات مدرب المان يونايتد، وبالتأكيد ستتجه الأنظار بعد انتهاء القمة إلى المؤتمر الصحفي الذي سيليها مباشرةً لتقييم سلوكيات فيرجيسون خاصةً في حال خسارة فريقه.
** ما يحدث من أخطاء تحكيمية هو جزء لا يتجزأ في عالم كرة القدم، ولم يختلف على ذلك الزمان والمكان.. فسبق لماردونا عندما كان لاعباً وكذلك مشجعاً والآن مدرباً انتقاد بعض الحكام في الكرة الأرجنتينية وسبق لرؤساء أندية مثل ماسيمو موراتي رئيس نادي الانتر وأدريانو جالياني نائب رئيس نادي ميلان انتقاد بعض الحكام في الكرة الايطالية، وها هو المدرب الخبير فيرجيسون يمارس ذلك الآن في الكرة الإنجليزية.
** المُلفت للنظر هو تعامل من سبقونا في مجال كرة القدم مع مثل تلك الظاهرة غير الصحية في عالم كرة القدم حيث إنه من شأنها التشكيك في قضاة الملاعب وإدخال الشارع الرياضي في متاهات لا نهاية لها على حساب اللعبة، وتحتاج اللعبة للتخلص من تلك الظاهرة أن تقف في وجهها أكثر من جهة، فلجنة الحكام ولجنة العقوبات وكذلك الإعلام الرياضي ومسؤولو الأندية ولاعبوها والجماهير جميعهم مسؤولون.
** اختيار الحكم أتكينسون لإدارة قمة الأسبوع الإنجليزية لم يأت عناداً للسير ولا لفريقه.. بل جاء رداً لاعتبار الحكم ولاعتبار رئيس لجنة الحكام، ولتأكيد أن مستوى الحكم يؤهله لإدارة مثل تلك المباريات الكبيرة وأن ما حدث في الموسم الماضي تجاهه ما هو إلا تضليل لتغطية الإخفاق أمام بورتسموث.
للتواصل: Khaled_altayyash@hotmail.com