شغب الحوثيين الخاطف أسفل جبل الدخان، توقيته، أسلوبه، مصادره ماذا تعني؟
وما المؤشرات التي من الممكن أن يحيلنا إليها الهجوم؟
فهو للوهلة الأولى ومن خلال مباغتته السريعة والخاطفة، بأفراد محدودين، يقترب في تفاصيله هجوم عصابة تهريب تحاول أن تفر من حرس الحدود، لكن في أعماقه محمل بعدد من الأبعاد التي قد يكون منها:
- هذه الخطوة السريعة والخاطفة على الأراضي السعودية، تحاول أن تكون طعما يجر السعودية إلى متاهة الغابة اليمنية المليئة بالتناقضات والإشكاليات العتيقة في اليمن الحزين، والتي منها التوتر بين الشمال والجنوب وفشل مشروع الوحدة، وهيمنة النظام القبلي الذي يمنع تفعيل خطط التنمية الرامية إلى نقل اليمن إلى هيكلية الدولة الحديثة، وبالتالي تفشي وتجذر جميع معوقات التنمية من جهل وفقر وهيمنة الفكر المتعصب المنغلق.
- تزامن هذا الهجوم مع توقيت الحج، وهو محاولة اختراق الجبهة الخارجية للمملكة وتطويقها، بعد التلويح باختراقها أمنيا على المستوى الداخلي من قبل رؤوس النظام الإيراني في موسم الحج القادم، وبالتالي تصبح محاولة للنيل من النجاحات الأمنية الكبيرة التي حققتها المملكة مؤخرا على مستوى الاستقرار الداخلي.
- التواجد الدولي لعدد من البوارج العسكرية عند مضيق باب المندب، من شأنه أن يخلق هناك بؤرة توتر كبيرة، لا سيما مع تنظيم القاعدة الذي استغل التخلل الأمني في اليمن، وبدأ يرسخ قواعده بكثافة هناك، وبالتالي فتح جبهات خاطفة للقتال تستجلب المزيد من الأسلحة للمنطقة وتتناسب مع أسلوب القاعدة في الحرب الخاطفة، ومن ثم الفرار والاختباء في الجغرافية اليمنية الصعبة وسلاسل الجبال ذات التضاريس المعقدة.
- الهجوم في أحد أبعاده يحاول توظيف البعد المذهبي في المواجهة في ظل تواجد للطائفة الإسماعيلية في كل من نجران وجيزان، طمعا في خلق نوع الانقسامات ذات الصبغة المذهبية في جنوب المملكة.
- وأخيرا كل الذي ستعنيه هذه المناوشات الفاشلة من قبل مجموعات ظلامية، لن تزيد المواطنين إلا التفافا حول شجرة الوحدة الوطنية، وإيمانا بالمستقبل ومسيرة الإصلاح، والتصاقا بهذه الأرض... وسكانها..... وشبابها....وجنودها.... وتنوع وتعدد ومذاهبها.....واختلاف مناطقها.... ومنعتها.... وتميزها.... ومستقبلها الناهض إلى قمم المستحيل.