الجزيرة - أحمد القرني
أعلن معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة انطلاق الحملة الأولى للقاح إنفلونزا A-H1N1 أمس، المخصصة - بحسب الخطة الوطنية - لحجاج الداخل المرخص لهم والقائمين على خدمتهم والكوادر الصحية التي لها علاقة مباشرة بهذا المرض والمخالطين للحجاج مباشرة من أهالي مكة والمدينة.
ووفقاً لوزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة فإن التوجيه الكريم جاء بعد الاطلاع على تقارير سلامة اللقاح الصادرة من منظمة الصحة العالمية وهيئات الغذاء والدواء بالمملكة العربية السعودية وأمريكا وكندا وأوروبا، وكذلك مراجعة التقارير العلمية التي صدرت بعد بدء اللقاح فيما يزيد على 17 دولة بالعالم، والتي أكدت جميعها سلامة اللقاح بعد إعطائه للملايين في تلك الدول.
وقامت وزارة الصحة أمس بتوزيع اللقاح بنسب تم تحديدها بناءً على دراسة للكوادر المشاركة بالحج من القطاعات المختلفة وعدد سكان المملكة على كافة القطاعات الصحية الحكومية وكذلك مديريات الشؤون الصحية بالمناطق، وأكدت الوزارة على الجميع الالتزام بإعطاء اللقاح للفئات التي خصص لها إنفاذاً للتوجيه الكريم وبحسب الخطة الوطنية التي تمت مراجعتها من اللجان العلمية التي تشارك فيها كافة القطاعات الصحية والجهات ذات العلاقة.
وسوف تتبع هذه الحملة إن شاء الله تعالى الحملة الثانية المخصصة لطلاب وطالبات التعليم العام، بعد اكتمال نموذج موافقة أولياء الأمور وكذلك وصول الدفعة الثانية من اللقاح.
وأهابت الوزارة بكافة حجاج الداخل المصرح لهم والمشرفين على خدمتهم أخذ اللقاح من قبل مديريات الشؤون الصحية بالمناطق أو القطاعات الصحية الأخرى، بعد التأكد من خلوهم من حساسية البيض أسوة بلقاح الإنفلونزا الموسمية؛ حرصاً على سلامتهم وصحتهم.
عقب ذلك قام معاليه بأخذ لقاح الإنفلونزا، ثم قام بتطعيم ابنته هيا.
ثم ألقى معالي المدير التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل كلمة أكد فيها أن المملكة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حريصة على الاهتمام بحياة الإنسان بأدق تفاصيلها.
وأوضح أن الطريقة التي أجازت بها الهيئة هي طريقة منظمة علمية معروفة وتقليد معروف لدى الهيئات الرقابية الأخرى، وهناك لجنة بالهيئة العامة للغذاء والدواء تسمى لجنة تسجيل الأدوية تحتوي على 18 مختصا من طبيب وصيدلي من مختلف الخدمات الصحية بالمملكة، لا تأثير لأحد عليها، تسجل الدواء واللقاحات وفق اللوائح المعمول بها علميا، ولا يسجل أي دواء بالمملكة إلا بعد التأكد من فعاليته ومأمونيته وسلامته للاستخدام.
ثم قام الفريق الطبي بإعطاء المعالي د. الكنهل التطعيم ضد مرض إنفلونزا الخنازير، عقبه إثر ذلك تم إعطاء القيادات الصحية بالوزارة التطعيم.
وفي تصريح ل(الجزيرة) قالت الطفلة هيا عبدالله الربيعة إن التطعيم ضد مرض إنفلونزا الخنازير يقينا بمشيئة الله تعالى من الإصابة بالمرض ويعطينا المناعة. وأشارت إلى أنها أخذت التطعيم أمس ضد هذا المرض ولم تحس بألم. وأنصح جميع الطالبات والطلاب والأطفال بأن يأخذوا اللقاح لوقايتهم بإذن الله تعالى من مرض إنفلونزا الخنازير.
هيفاء عبدالله الربيعة التي أُصيبت بمرض إنفلونزا الخنازير تقول: الحمد لله على كل حال، حيث أحسست بالمرض بارتفاع درجة الحرارة وإنفلونزا، وراجعت المستشفى، وأعطوني علاج التايمفلو، وذهبت للبيت، واستخدمت العلاج، والآن أنا بصحة جيدة ولله الحمد، وقد اكتسبت المناعة من هذا المرض، وأنصح جميع الأطفال بأخذ تطعيم إنفلونزا الخنازير.
من جهته أكد وزير الصحة د. الربيعة أن اللقاح قد تم توزيعه على مديريات الشؤون الصحية والقطاعات الصحية الأخرى، ووزعت النسب، وكل من يرغب في الحج ولديه تصريح الحج من وزارة الداخلية عليه أن يذهب إلى أحد المرافق الصحية بمديريات الشؤون الصحية أو القطاعات الصحية الأخرى؛ لأخذ اللقاح الذي سيكون متوافراً من اليوم الأحد، وسيصل بكميات كافية لجميع المناطق بمشيئة الله تعالى، حيث درست النسب بدقة بحيث لا يكون هناك أي قصور للفئات المستهدفة.
وبين د. الربيعة أن الدفعة الأولى هي مليون جرعة.. مشيرا إلى أن الحملة بدأت في بعض الدول العربية، والمملكة بدأت أمس السبت بعد أن تأكدنا من كل الدراسات العلمية لسلامة اللقاح.
وعن تطعيم طلاب وطالبات المدارس أكد د. الربيعة: سيتم ذلك بعد اكتمال نماذج موافقة أولياء الأمور ووصول الدفعة الثانية التي ستصلنا خلال الأسبوعين أو الثلاثة القادمة إن شاء الله، وإذا وافقت قبل بداية الإجازة الدراسية سنبدأ بها، وإذا وصلت بعدها سنقوم بعملية التطعيم بعد الإجازة.
وعن تطعيم الإنفلونزا العادية هل يتم أخذه مع لقاح إنفلونزا الخنازير دون ضرر على الإنسان أكد د. الربيعة أن ذلك لا ضرر له ولا توجد أي خطورة، وبالإمكان أخذ اللقاحين معا.
وعن تطعيمه لابنته في هذه الحملة أكد د. الربيعة أن ذلك يؤكد للجميع أن أبناء وبنات الوطن كلهم مثل أبنائي وبناتي سواسية؛ ولذلك بدأت ببنتي لأؤكد لهم أنهم بالنسبة لي سواسية، وأحضرت ابنتي هيفاء لأطمئن الجميع؛ لأنها أصيبت وأخذت العلاج ولم تحتج لدخول مستشفى ولله الحمد، ومن أصيب بالمرض وأُكِّد مخبريا لا يحتاج للقاح.
وعن استعدادات الوزارة لموسم هذا الحج قال د. الربيعة: الوزارة بدأت مبكرا، وتم تجهيز منافذ الدخول بطرق طبية وأجهزة لكشف الحالات القادمة، وتم تجهيز المستشفيات بالعزل إذا ما استدعت الحاجة، وافتتح مستشفى الملك سعود في الأيام الماضية بجدة، وتم تجهيز كافة المستشفيات بالمشاعر المقدسة بأحدث تقنية مع أسرّة للعزل إذا ما دعت الحاجة.
وعن الإحصاءات للمرض قال معاليه إنها قد زادت.
وفي ذات السياق أكدت وزارة الصحة متابعتها لمستجدات الوضع لمرض إنفلونزا الخنازير وجاهزيتها لموسم الحج لهذا العام، حيث تم اتخاذ كافة التدابير الاحترازية والوقائية للتصدي للمرض من خلال خطط وبرامج اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية، بمشاركة من خبراء ومختصين من منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدة الأمريكية.