حائل - عبدالله البراك
أشار رئيس هيئة سوق المال الدكتور عبد الرحمن التويجري إلى أن اندماج شركتي المراعي وهادكو الزراعيتين يعد المرة الأولى التي يتم فيها استحواذ شركة مدرجة لسوق المال السعودية على شركة مدرجة أخرى ويتم فيها استخدام التصويت الالكتروني عن بعد وأن هذا دليل نجاح في التصويت. وبين التويجري امس خلال حفل اندماج شركتي المراعي وهادكو الزراعيتين في حائل أن أكثر من 90% من المصوتين هم من صغار المساهمين الذين يملكون (5000) سهم أو أقل.
وأضاف: (إننا نعمل حاليا مع شركة السوق المالية السعودية (تداول) على الاستفادة من هذه التجربة الثرية وتطويرها) مضيفاً أن العمل الدؤوب الذي قام به المسؤولون في الشركتين يعطي الاطمئنان بأن المستثمرين في السوق المالية السعودية يدركون أهمية مساهماتهم في بناء الاقتصاد الوطني وأن التصويت عن بعد جزء من برنامج طموح لتطوير السوق المالية السعودية ويرمي إلى البيئة المناسبة للمستثمر من أجل المساهمة الجادة في بناء الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن تبني خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في السنوات الأخيرة برنامج إصلاح اقتصادي نجني ثماره الآن، مؤكداً أن الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية لم يكن لها تأثير ملموس في اقتصادنا المبني على أسس متينة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل قد رعى امس حفل اندماج شركتي المراعي وهادكو الزراعيتين، بحضور صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس إدارة شركة المراعي الزراعية، ووزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم.
وألقى صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس إدارة شركة المراعي كلمة استعرض فيها انجازات الشركة وانطلاقتها مشيراً إلى ان المراعي في عام 2009م استحوذت على 75% من شركة طيبة للاستثمار والصناعات الغذائية المتطورة وهي شركة أردنية لإنتاج العصائر ومنتجات الألبان وفي شهر فبراير دخلت المراعي في اتفاقية شراكة مع شركة بيبسي لتسويق منتجات الألبان والعصائر في إفريقيا وآسيا. وقال الأمير سلطان بن محمد إن المراعي استثمرت أكثر من (8) مليارات ريال في البنية التحتية وتملك اليوم أكثر من (110) ألف رأس من الأبقار ولديها (7) مجمعات صناعية وأكثر من (3) آلاف ناقلة مبردة تخدم أكثر من (45) ألف مركز توزيع ويعمل في الشركة أكثر من (14) ألف موظف وتنتج وتسوق أكثر من (500) منتج وصنف.
بدوره بين وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم أن الاستثمار الزراعي يعد أحد المتغيرات في الناتج المحلي وأن القطاع الزراعي يأتي في مقدمة القطاعات الاستثمارية غير النفطية نتيجة لسياسة الدولة في العمل والتخطيط التنموي الذي كان له الأثر الفاعل في تهيئة بيئة فعالة مما شجع المستثمرين في الدخول في هذا القطاع والاستثمار في استخدام التقنيات الحديثة ليتحول من قطاع تقليدي إلى قطاع استثماري يؤثر ويتأثر بالقطاعات الإنتاجية الأخرى. وأكد بالغنيم أن لهذا النشاط الاقتصادي أدوار متعددة منها دوره في تحقيق الأمن مثل الأمن الوطني وتوطين أبناء الريف والأمن الصحي والتقني إضافة إلى الأمن الغذائي ويسهم أيضا في إيجاد الفرص الوظيفية متوقعا التوسع في الإنتاجية وانخفاض في قيمة المنتج ليستفيد منه المستهلك، مباركاً خطوة شركة المراعي في استحواذ شركة هادكو حيث سيكون لها دور كبير في حراك القطاع الزراعي بالوطن.
من جهته أكد وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة الدكتور خالد بن محمد السليمان أن الصناعة هي الخيار الاستراتيجي لتنويع مصادر الدخل وهي رؤية قائد هذه البلاد - يحفظه الله - لافتا إلى أن وزارة التجارة والصناعة أشرفت مؤخرا على إعداد اتفاقيات وشراكات بالتعاون مع عدد كبير من الشركات في القطاعين الحكومي والخاص إلى جانب نخبة كبيرة من الخبراء الوطنيين والعالمين. وأكد أن هذه الاستراتيجيات هدفها مضاعفة مساهمة القطاع الصناعي في إجمالي الناتج المحلي إلى 20% خلال العشر السنوات القادمة كما أنها ستضاعف أعداد العاملين السعوديين في قطاع الصناعة خمس مرات وترفع نسبة الصادرات الصناعية الوطنية إلى 35% من إجمالي الصادرات الوطنية وترفع مستوى المحتوى التقني لمنتجات الصناعة الوطنية بحيث تمثل ذات المستوى التقني المتوسط والعالي 60% من إجمالي المنتجات.
بدوره القى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل كلمة قال فيها: (إننا لا نحتفل هذا اليوم باندماج شركتين زراعيتين وإنما نحتفل ببناء صرح زراعي صناعي عملاق سوف يكون له اثر ايجابي على اقتصاد المملكة بشكل عام واقتصاد حائل بصفة خاصة).
وأكد الأمير سعود أن هذه المناسبة ستكون رافدا مهما على مستوى العمل الاقتصادي بالمنطقة من خلال تشغيل أبناء وبنات المنطقة وترفع من مستوى المعيشة فيها.