ما كنا نحذِّر منه ونشير إليه في كتاباتنا عن أهداف النظام الصفوي في إيران (نظام وليّ الفقيه) قد حصل في جنوب المملكة، بعد أن تجرّأت عصابات الحوثيين على المس بسيادة المملكة وتدنيس أراضيها.
فتسلُّل الحوثيين ودخولهم إلى أرض المملكة العربية السعودية، يُعَد المرحلة الثانية من مخطّط نظام وليّ الفقيه في إيران، لتخريب الإقليم العربي ونشر الفتن في أرجائه، من أجل إتاحة الفرصة لهذا النظام من خلال عملائه تقاسم النفوذ مع صنوه الشرير الآخر الكيان الإسرائيلي.
ولنظام وليّ الفقيه أسلوب أصبح واضحاً من خلال استنساخه في أكثر من منطقة عربية، حيث يسعى إلى إقامة جيوب طائفية مرتبطة بالنّهج الطائفي الذي يأخذ به النظام والذي يرفضه الشيعة العرب، ومع هذا فإنّ التنظيمات الطائفية الصفوية قد أقامت (قلاعاً) طائفية في خواصر الدول العربية المحورية، من أجل إشغالها عن دورها القومي، فبعد احتلال العراق وتسليم الأمريكيين إدارته للأحزاب الصفوية الطائفية، أصبح (قلعة طائفية) يتلاعب بها نظام وليّ الفقيه في طهران، ثم أنجز قيام قلعة الطائفية الأخرى في جنوب لبنان والتي يدين أتباعها بمذهب وليّ الفقيه، شاقّين عصا الطاعة على المرجع الشيعي العربي حسين فضل الله، والآن يسعى نظام وليّ الفقيه في طهران لإقامة القلعة الطائفية الثالثة في شمال اليمن، للنَّيل من خاصرة الدولة العربية المحورية الأهم في الإقليم، والتي يرى فيها نظام ولاية الفقيه في طهران الحاجز الاستراتيجي الذي يمنعه من تحقيق أطماعه في دول الخليج العربي والجزيرة العربية، وقد وجد في الحوثيين، الذين يعيشون أطماعاً قديمة بوراثة الإمامة، استعداداً لتنفيذ مخططاته من خلال إقامة (قلعة طائفية) تشمل شمال اليمن، وتمتد من حدود المملكة العربية السعودية حتى سواحل البحر الأحمر، من أجل إيجاد منفذ بحري لتلقِّي الأسلحة والمدربين الإيرانيين، إلاّ أنّ القوات اليمنية قد أفلحت في إحباط هذه المخططات، وقطعت الطريق عليها للوصول إلى البحر وبدأت تتقلّص مناطقهم في صعدة، مما دفع نظام ولاية الفقيه إلى الطلب من عملائهم الحوثيين لتنفيذ المرحلة الثانية من مخططهم الشرير، وهو الدخول للأراضي السعودية، حتى تدفع إيران للتحرّك لطلب التدخل الدولي، خاصة إذا ما طال الوقت، مع أنّ هذه المهمة خطرة جداً وانتحارية بالنسبة للحوثيين، لأنها ستقضي عليهم، فهم هذه المرة يصطدمون بقوة عسكرية قوية ومنظمة وفاعلة، وسوف لن يسعف الوقت لأسيادهم نظام ولاية الفقيه ولا متطوعي الوساطة بالتدخل، قبل القضاء عليهم وتخليص المنطقة واليمن من شرورهم، وشرور من دفعهم للتآمر على وطنهم والإساءة للجيران.