الطائف - متابعة وتصوير - فهد سالم الثبيتي
اشتعلت النيران في منطقة الطمر الصحي بالقرب من أحياء النسيم والمنتزه في الطائف، وسط تصاعد للدخان ليدخل منازل سكان تلك الأحياء ويُلحق الضرر بهِم وبأطفالهم.
وقد باشرت فرق الدفاع المدني على مدار الأسبوع الماضي جُملة من الحرائق المُفتعلة من قِبل الأفارقة القاطنين بمنطقة الطمر الصحي (مردم النفايات) وسيطرت على الحرائق ولا تكاد تنتهي من حريق إلا وتُباشر فرقة أخرى حريقاً أخراً بالموقع، كما باشرت بعض الفرق الموقع على مدار الثماني والأربعين ساعة وواصلت إخماد الحرائق التي انتشر دخانها في سماء الطائف وانبعثت منها الروائح الكريهة وألحقت الأضرار الصحية بالسكان المحيطين بالمردم.
وقد أبدى سكان الأحياء المجاورة للمردم تخوفهم الشديد جراء الأضرار بعد أن هجروا منازلهم خلال الأيام الماضية فيما كانت ألسنة اللهب في أكوام النفايات تنتشر وأدخنتها تتصاعد من موقع الحرائق لتغطي سماء المنطقة الأمر الذي تسببت في حجب الرؤية عن المركبات وعابرين الطريق خصوصاً ليل أمس الأول فيما عانوا بعض مُلاك الاستراحات القريبة من المنطقة والتي لا تكاد تكون خاليةً خلال عطلة الأسبوع إلا أنها خلت من روادها بسبب الروائح الكريهة التي كانت تنبعث من المردم بسبب الحرائق المُشتعلة فيه.
وقد جاءت التأكيدات الصحية في وقتٍ سابق أن تلك الحرائق قد تُسبب أضراراً صحية جسيمة خاصة لمرضى الربو كونها تتسبب في تأزم أحوالهم بخلاف الأمراض الصدرية الخطرة والالتهابات الجلدية والحساسية كن هذه الحرائق يصدر منها أدخنة سامة.
وكشفت بعض المعلومات عن أن فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني تواجه صعوبة في السيطرة الكاملة على الحرائق التي تنشب في المردم كونها تتوزع بمواقعها فقد يصعب وصولهم إليها.
ويحتل المردم مجموعة من الأفارقة المجهولين الذين يُقيمون فيه منذُ زمنٍ بعيد حتى أنهم أنشؤوا صنادق وأعشاش يسكنون بها فهم يعيشون على جمع المخلفات من النفايات التي يتم تفريغها بالمردم وتحويله لسوق رائجة للمخلفات فلا تكاد تنتهي ضاغطات البلدية من الإفراغ إلا وينتشرون الأفارقة المُقيمين بالمردم خصوصاً في فترات الليل ويبدأون عملية النبش بحثاً عن المخلفات الثمينة أبرزها المعادن من حديد ونحاس الأمر الذي يدفعهم لحرق النفايات لتسهيل عملية استخراجها كونها تبقى فيما يُحدثون بذلك تلك الحرائق ويتسببون في التلوث البيئي.
وكانت الجهات الأمنية ومن أبرزها الأمن الوقائي وقوة المهمات والواجبات الخاصة قد نفذت وبمشاركة عدة جهات معنية حملات دهم على المردم وتم القبض على أفارقة من المُقيمين بالموقع بخلاف تطويقهم للموقع ورقابتهم منعاً لدخول السيارات التي تتعاون معهم وتدخل لهم من منافذ خلفية لا تعبر البوابة الرسمية للمردم حيث يقومون بنقل مخلفاتهم من أجل بيعها في مدن خارج الطائف.
كما قامت القوة الأمنية بهدم المنازل والصنادق والأعشاش المبنية إلا أنهم عادوا لبنائها مرةً أخرى.
إلى ذلك يفتقد المردم لرقابة دائمة من قبل العاملين عليه والذين يؤكدون أن الوضع صعباً في مقاومة تواجد الأفارقة والذين يؤكدون بأنهم هُم من يشعلون النيران بالموقع وأن دورهم فقط يكمن بإبلاغ عمليات الدفاع المدني من أجل مباشرة الحرائق وإطفائها.
وطالب الأهالي بتكثيف عمليات المراقبة من قِبل الجهات المعنية وعمل طوق أمني للحد من تواجد المجهولين الأفارقة لحين الانتقال لمردم الجديد شمال الطائف بعد أن أصبح هذا المردم محاطاً بالعمائر السكنية وزاد النمو العمراني حوله فيما أكدوا على سرعة إنقاذ الأهالي المحيطين من الأضرار الصحية التي قد تنشأ من هذه الأدخنة والغازات السامة التي تنبعث من هذه الحرائق التي تنشب في النفايات.