Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/11/2009 G Issue 13554
السبت 19 ذو القعدة 1430   العدد  13554
نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا
موسى بن محمد السليم

 

تناولت الصحف والمجلات السعودية في الأيام الثلاثة الماضية بالتأييد والتأكيد تصريح معالي وزير الحج الدكتور فؤاد الفارسي الذي حذر فيه من استغلال ركن الحج وموسمه المبارك لأغراض سياسية، وتضمن تصريح معاليه في ضوء التعاليم الإسلامية الكريمة والتوجيهات الصادرة من القيادة السعودية السامية وتوجهاتها النزيهة العادلة رداً حكيماً متزناً على تصعيد القيادات الإيرانية التي كشفت عن نواياها السيئة في تسييس حج هذا العام بضخ عدد من القضايا الخلافية التي تهدف القيادة الإيرانية من إثارتها إلى السعي لشق الصف الإسلامي وتعكير صفو الحج وهدوئه وزعزعة أمنه وهنائه، إضافة إلى محاولتها اليائسة لصرف النظر عما تعانيه من انقسامات وشقاق ومواجهات وشتات داخل إيران، ولا شك أن هذه التطلعات الدنيئة والأهداف البذيئة من المتطرفين الإيرانيين فكراً وعقيدة وسياسة نابعة من حقد دفين على بلادنا الغالية ومسيرتها المباركة تعمد الحكومة الإيرانية إلى اثارته بين حين وآخر.

ولأننا في مجلس الشورى نُمثل جميع فئات وشرائح شعبنا السعودي النبيل المستهدف في أمنه واستقراره والمحسود على مسيرة تطوره وازدهاره؛ فإن من الجدير بهذا المجلس الموقر أن يؤكد بذل المزيد من جهود إعلامنا السعودي بكل مجالاته وأقلامه المخلصة وأفكاره النيرة في توضيح الرؤية الإسلامية الصحيحة التي تعتمد عليها المملكة في تنظيمها وخدماتها لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد نبيه الكرام، ومدى نزاهتها واحترامها الحقيقي في التعامل معهم دون أدنى تفريق أو تمييز إلا بقدر الانضباط واحترام النظام المعمول به لجميع فئات وجنسيات حجاج بيت الله الكرام، وأن نؤكد على ما صرح به معالي وزير الحج من رؤى سعودية واضحة ومواقف إسلامية مخلصة ضد النوايا الإيرانية السيئة وأفكار قياداتها المتطرفة، وأن الشعب السعودي بجميع فئاته الاجتماعية والثقافية يشجب ويستهجن تلك التصريحات الإيرانية المعادية لوحدة الصف الإسلامي، ونؤكد أيضاً أن بلادنا الغالية بكل مواطنيها وقدراتها تقف صفاً واحداً وقلباً مطمئناً وقوة رادعة خلف قيادتها السعودية السامية ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن وهناء واستقرار بلادنا الغالية، أو تعكير صفو وهدوء وسلامة مناسبة الحج المباركة.

وحيث إنه ليس ببعيد عن الأذهان ما قامت به قبل أكثر من عشرين سنة الشرذمة الآفنة من ممثلي القيادة الإيرانية، ومن الفئة المغلوبة على أمرها من الحجاج الإيرانيين من ارتكاب مخالفات نظامية وأمنية ومواقف عدائية وغير إسلامية في مكة المكرمة كان لها الأثر السيئ في ترويع حجاج بيت الله الآمنين. وحتى لا يكون هناك مجال للبلبلة الفكرية أو أدنى تشكيك لدى بعض الحجاج من الأقطار الإسلامية في سلامة التعامل والنظم السعودية؛ فإنني على ثقة - بإذن الله - بأن الجهات الأمنية المختصة في بلادنا في ضوء توجيهات صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمين وسمو نائبه وسمو مساعده الكريمين ورجالهم المخلصين وفي ظل رعاية الله وتوفيقه ثم رعاية وتوجيه قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الجليل ستكون الدرع الواقية - بإذن الله - من أخطار هذه النوايا الإيرانية الرديئة وسمومها الفكرية البذيئة، وسيكون لتعاون هذه الجهات الأمنية مع أصحاب الفضيلة المختصين في التوعية والإرشاد الديني بوزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الحج ومع الإعلاميين النابهين في وسائل إعلامنا السعودي ووسائل الإعلام الإسلامية والعربية الصادقة المخلصة ما يؤكد لجميع حجاج بيت الله الحرام كذب وخبث أفكار فئات خوارج هذا العصر، وكذلك ذوي الضلال والانحراف الممتلئة قلوبهم حقدا وكراهية لبلادنا الغالية وقيادتها السامية والبعيدين بأفكارهم وأعمالهم عن الحفاظ على عزة الإسلام ووحدة صف المسلمين، وسيكون لدعاتنا ومرشدينا ورجال إعلامنا الناهلين من صفاء العقيدة الإسلامية العظيمة والقيم العربية الكريمة ما يسهم حقاً في خدمة وهناء حجاج بيت الله الحرام وزواره الكرام وما ينير - بإذن الله - عقول المشككين أو المتأثرين بأفكار الحاقدين والضالين والخوارج المارقين، ويطهر قلوبهم من دنس وساوس الحاقدين والشياطين ويؤكد للحجاج والمعتمرين أن التوجيهات والأنظمة السعودية نابعة من حقيقة ونقاء التعاليم الإسلامية للآيات القرآنية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وأن الجهات السعودية المسؤولة تسعى لتنفيذها بكل صدق وحرص على سلامة الحجاج وأمنهم والحفاظ على صحتهم وهنائهم وأن يعودوا - بإذن الله - لبلدانهم سالمين غانمين بحج مبرور وذنب مغفور وعقيدة إسلامية صادقة نقية من شوائب الشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ومن وناء أفكار الضلال والانحراف والفساد.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

عضو مجلس الشورى
وعضو لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد