تونس - الجزيرة
شاركت المملكة في المؤتمر العربي الثاني لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني الذي انعقد بتونس الأسبوع الماضي والاجتماع الثاني للجنة المشتركة بين أجهزة الإعلام الأمني ووسائل الإعلام العربية، وترأس الوفد اللواء د. صالح بن محمد المالك مدير عام العلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية المكلف، كما شاركت (الجزيرة) كاحدى الصحف العربية الرائدة ووكالة الأنباء السعودية ممثلة بمدير مكتبها في تونس.
وقد بدأ المؤتمر بمشاركة ممثلين عن الدول العربية من بينها المملكة وجامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وكان لوفد المملكة حضوره المميز واللافت للانتباه سواء بعدد أعضائه، أو بمشاركاته الفاعلة التي كان لها أثرها الملحوظ في نجاح المؤتمر وما وصل إليه من نتائج إيجابية.
وقد نوه الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان، في افتتاح المؤتمر، بالجهود الحثيثة التي يبذلها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لتوطيد دعائم المسيرة الأمنية العربية ودعمه المتواصل للأمانة العامة.
وتحدث عن الدور الذي يقوم به الإعلام وخاصة المرئي والإعلام الإلكتروني في صناعة الرأي العام وتحديد توجهاته والمخاطر التي يمكن أن تنجم عن الإعلام ليشكل أحياناً عامل فرقة وتدمير وفتنة إذا ما سار في اتجاهات تتباين مع مصلحة المجتمع وتم تسخيره لخدمة فئة معينة أو لتحقيق مصلحة خاصة أو هدف معين.
وأكد كومان ضرورة ألا يكون الإعلام الأمني مجرد ناطق باسم جهة رسمية أو جهاز حكومي بل وسيلة إعلامية واعية لمسؤولياتها الوطنية، تتابع التطورات والمستجدات وتنقل الوقائع بدقة مهنية وتوضحها بما يقنع الجمهور ويضمن تجاوبه ويبعده عن الشائعات والأخبار المغرضة غير الدقيقة التي تنشرها أو تبثها أجهزة إعلامية أخرى داخل البلاد وخارجها.
وقد تركزت أعمال المؤتمر على موضوعات رئيسة تتعلق بدور الأجهزة الإعلامية في مكافحة الجريمة ومنع وقوعها والرأي العام وإستراتيجية التخطيط الأمني والعلاقة التبادلية بين الإعلام والأمن. واستعرض المؤتمر تجارب عدد من الدول العربية في استخدام الإعلام في مكافحة الإرهاب وآراء الدول الأعضاء بشأن إنشاء صندوق عربي لتمويل النشاطات الإعلامية الأمنية المناهضة للإرهاب والإنتاج الإعلامي الأمني المشترك.
ويعد المؤتمر من خلال جلساته ومناقشاته ونتائجه إضافة جديدة للتعاون الأمني العربي المشترك.
وقد اختتم أعماله بجلسة مغلقة شارك فيها الدكتور كومان ورؤساء أجهزة الإعلام الأمني بالدول العربية.
وأصدر العديد من التوصيات الهامة ومن بينها دعوة الدول الأعضاء إلى تبادل برامج التدريب في مجال الإعلام الأمني، وتعزيز الإنتاج الإعلامي العربي المشترك المناهض للجريمة.
وأوصى وزارات الداخلية في الدول الأعضاء إلى تفعيل مواقعها الالكترونية وزيادة الاهتمام بالعمل الإذاعي للمساهمة في تعزيز التوعية الأمنية، ودعوة الأجهزة الإعلامية إلى تنمية وعي الجمهور ضد الجريمة من خلال نشر القيم الدينية والمبادىء الأخلاقية.
ومن التوصيات الهامة التي تبناها المؤتمر، توصية بدعوة الأجهزة الإعلامية في الدول الأعضاء إلى العمل على توخي الدقة والموضوعية في تناول الأخبار والمعلومات وتفادي كل ما من شأنه الإثارة والترويج لأعمال العنف أو الانحراف.
كما أوصى المؤتمر بدعوة المسؤولين عن أجهزة الإعلام الأمني ووسائل الإعلام إلى العمل لتعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الطرفين للمساعدة في تعزيز التوعية الأمنية ضد الجريمة والحفاظ على أمن البلدان العربية ومكتسباتها، وتعزيز مؤهلات العاملين في الأجهزة الإعلامية المختلفة واستقطاب الكفاءات البشرية القادرة على مواكبة التطور الإعلامي.